شريف رمزي: {هاتولي راجل} يحترم عقلية المشاهد العربي

نشر في 01-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 01-11-2013 | 00:02
تحدٍّ جديد يواجهه الفنان شريف رمزي عبر تجربة سينمائية مختلفة خاضها في فيلم {هاتولي راجل}، بطولة جماعية لنجوم شباب، أثارت جدلا بعرضها الواقع الاجتماعي للرجل والمرأة بعد تبادل الأدوار بينهما وذلك بأسلوب فانتازي.
عن دوره والانتقادات التي تعرّض لها الفيلم كان اللقاء التالي معه.
ما سبب غيابك عن السينما؟

لم أجد مشروعاً جديراً بالعودة من خلاله منذ قدمت فيلمي {المسافر} و}سمير وشهير وبهير}، ومع قيام ثورة {25 يناير} تغيبت على غرار فنانين كثر، فمنهم من حقق حضوراً في الدراما التلفزيونية، ومنهم من انتظر فرصة سينمائية قوية.

كيف تم ترشيحك لفيلم {هاتولي راجل}؟

لم أترشح للدور بل عثرت على الفكرة؛ بعد نجاح فيلم {سمير وشهير وبهير} طلبت من الممثل والمؤلف أحمد فهمي فكرة جديدة مختلفة، فعرض عليّ مجموعة من الأفكار منها {هاتولي راجل}، وأخبرني أنها من تأليف شقيقه كريم فهمي، فتقابلنا وبدأنا العمل على الموضوع من خلال ورشة كتابة، شاركنا فيها المخرج محمد شاكر خضير ثم دخلنا في مرحلة ترشيح الأبطال.

ألا ترى أنكم استغرقتم وقتاً طويلا في العمل على الفيلم؟

هذه المدة منطقية، ففي ظل انعدام المؤسسات السينمائية التي تقف وراء الفكرة حتى تنفيذها، يقع المجهود على الأفراد المقتنعين بها، لصناعة فيلم محترم على مستوى عالٍ من الجودة.

 وما الذي حمّسك للمشاركة فيه والإصرار على تقديمه؟

فكرته غير التقليدية، بطبعي أبحث عن هذه النوعية من الأفكار، بعيداً عن الأعمال السينمائية المستهلكة، كقصص الحب المعتادة بين فتاة وشاب يحلمان بالزواج وتحول ظروف دون ارتباطهما، وهذا ما وجدته في {هاتولي راجل} فهو جيد من نواحي الفكرة والديكور والتصوير والإخراج والتمثيل، ويناقش قضية فانتازية من خلال قصة خيالية، حول سيطرة النساء على المجتمع منذ الأربعينيات لغاية اليوم، لدرجة أنهن شغلن المناصب كافة بما فيها رئاسة الجمهورية، فيما يكتفي الرجال بالاهتمام بشؤون المنزل والأولاد. أتصور أن هذه الفكرة تشكل عنصر جذب للمشاهد وتُجبره على ارتياد دور العرض.

ألم تخشَ من تجسيد شخصية رجل يعمل  في {الدعارة}؟

بل أقلقني الدور لأنه صعب وغريب، لذا حرصت على ألا يخرج بشكل مبتذل وفيه إسفاف، فاستعنت بالكوميديا كي لا يعتبره المشاهد العربي فجاً ولا يمكنه مشاهدته مع أهله. لا شك في أن المتابع يلمس أنني لم أقدم أي مشاهد خارجة.

 وهل تطلّب ذلك تغييراً في الشكل؟

يختلف الشكل باختلاف الشخصيات التي أجسدها، وقد حاولت فعلاً إجراء تغيير بسيط في ملامحي الخارجية مع ضبط وزني.

ماذا عن مشاهد الحركة؟

تطلبت دراما الفيلم هذه المشاهد، ومنها الصعود إلى الجبل، القفز على سطوح المنازل، تكسير الزجاج، مطاردات السيارات باستخدام المسدسات... بالنسبة إلي لم أجد صعوبة فيها لأنني قدمتها في فيلم {عجميستا} من دون الاستعانة بدوبلير.

أثار مشهد اعتداء إحدى الفتيات عليك ضحك الجمهور... حدثنا عنه.

الفتاة هي جيهان، بطلة العالم في ألعاب القوى النسائية، شاهدتها في إعلان فاتصلت بها واتفقت معها على المشاركة في فيلم، وبعدما بدأنا العمل في {هاتولي راجل} رشحتها للمخرج فرحب بها، وكان يوم تصوير هذا المشهد أحد أحلى الأيام، ورغم أن مظهرها وحده كفيل بإقناع المشاهد بواقعة الاغتصاب، لكننا أصرينا على تقديمه بشكل حقيقي يصدم الجمهور ويضحكه، في الوقت نفسه، لا سيما أنها لا تجيد التمثيل.

كيف تقيّم علاقتك بأبطال العمل الخمسة؟

يتمحور الفيلم حول عالم افتراضي من خلال ثلاث قصص حب، وحتى لا يشعر المشاهد بأن كل قصة فيلم منفصل عن العمل، كان لا بد من تفعيل التناغم في الأداء، لذا حرصت على الحضور في أيام التصوير حتى في غير مشاهدي ليظهر أداؤنا واحداً.

وببقية أعضاء فريق العمل؟

علاقتي بهم ليست حديثة العهد، مثلاً أحمد الفيشاوي كان زميلي في الدراسة، وإيمي سمير غانم صديقتي، فسادت المنافسة بين بعضنا البعض وليس ضد بعضنا البعض. يأتي ذلك كله في صالح نجاح الفيلم، ففي الأعمال الكوميدية تحديداً لن يضحك الجمهور إلا إذا شعر بأن مقدميها سيتعاونون مع بعضهم البعض.

كيف تعلق على الانتقادات التي طاولت الفيلم باعتباره جريئاً ولا يناسب الأسرة العربية؟

غريبة، لأنها هاجمت الفيلم بمجرد طرح البرومو الخاص به ومن دون مشاهدته، فهو لا يحتوي على مشهد واحد مبتذل، وتكمن الجرأة في فكرته، فضلاً عن أننا كصنّاع نحرص على تقديم فيلم محترم، لذا رفضنا إدراج إفيهات مع أنها ملائمة للأحداث، حفاظاً على مشاعر الأسرة العربية لأنها قد تخدش حياءها.

هل نفهم من كلامك أنك ترفض تقديم أفلام جريئة؟

 على العكس، سبق أن قدمت فيلم {أسرار البنات} الذي يناقش علاقة جنسية حساسة بين ولد وبنت في سن المراهقة، إنما أحرص على أن تكون أفلامي غير مُخلة بالآداب العامة وتقاليد مجتمعاتنا الشرقية، وأن يكون اسمي ضامناً للجمهور على جودة المضمون في أي عمل سينمائي.

ألم تقلق من العمل في فيلم فكرته غريبة مع مخرج يخوض تجربته السينمائية للمرة الأولى؟

أنجح أفلام المخرجين هي الأولى لهم. سبق أن عملت مع مخرجين يخوضون أولى تجاربهم السينمائية، من بينهم: سعد هنداوي في {حالة حب}، طارق عبد المعطي في {عجميستا}، أحمد ماهر في {المسافر}، محمد شاكر الذي يتمتّع برؤية ممتازة للمشاهد وطريقة إخراجها.

 كيف تقيّم منافسة الفيلم الأفلام الشعبية المعروضة في الموسم نفسه؟

يمنح هذا التنوع المشاهد الحق في اختيار الفيلم الذي يريد متابعته، فضلاً عن أن اختلاف أذواق الجمهور المصري تسمح بوجود سوق لكل عمل سينمائي، وقد تربعنا على عرش الإيرادات في الأيام الثلاثة السابقة لعيد الأضحى، وأتوقع أننا سنعود إلى هذه المكانة قريباً.

وردود الفعل حول {هاتولي راجل}؟

رائعة. أعجب المشاهدون بالحالة المختلفة التي تضمنها الفيلم المتكامل في نظرهم، وواحد فقط من بين كل 20 مشاهداً لديه بعض التحفظات عليه.

هل تعتبر {هاتولي راجل} نقلة في مشوارك السينمائي؟

كل خطوة أقوم بها هي نقلة في حياتي الفنية، وكما يُقال {لكل مجتهد نصيب}. أجتهد لأحصد إعجاب الجمهور وأظل في ذاكرته في أعمال قيّمة تحترم عقله، وبعدما تخطيت مرحلة الانتشار لست مضطراً إلى قبول أدوار، لمجرد إثبات حضوري، لأن ربنا سيحاسبني على خطواتي كافة.

back to top