تركي الدخيل: الكويت تعاني أسوأ أنواع الرقابة الخليجية

نشر في 15-10-2013 | 00:02
آخر تحديث 15-10-2013 | 00:02
حدد أسباب تفوق شبكات التواصل الاجتماعي
حدد الإعلامي تركي الدخيل أسباب تفوق الإعلام الحديث، مستعرضاً بعض السلبيات التي تعانيها وسائل النشر الحديثة.

انتقد الإعلامي تركي الدخيل تشدد الجهات الرقابية في وزارة الإعلام في الكويت، معتبراً أن الرقابة الكويتية من أسوأ أنواع الرقابة خليجياً.

جاء ذلك ضمن استضافته في الملتقى الثقافي للأديب طالب الرفاعي، الذي قدّم فيه الكاتب خالد النصرالله  لمحة ذاتية عن الضيف، مشيراً إلى تنوع أنشطته، متوقفاً عند محطات مهمة في مشواره الإعلامي، كما سرد بعض الإصدارات التي ألفها الدخيل.

بدوره، رحّب الأديب طالب الرفاعي بالحضور، مشيراً إلى أهمية محاضرة "ما نجحت فيه شبكات التواصل الاجتماعي وعجز عنه الإعلام".

ثم تحدث الإعلامي تركي الدخيل عن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على السياسة والإعلام، معتبراً أنها أحدثت نقلة كبيرة في واقع الحياة، رافضاً التسليم بنظرية إلغاء الجديد ما قبله، ومستعرضاً بدايات النشر الورقي وتحديداً الصحافة التي انطلقت من مدينة البندقية، وتتبع الدخيل تطور الصحافة الورقية وظهور الإذاعة ثم التلفزيون، محدداً المعطيات التي أفرزت هذه الأشكال الحديثة من وسائل الإعلام.

ثم انتقل الدخيل إلى الحديث عن تطور تقنيات الإذاعة ودخول موجات الـ"إف إم" التي أعادت اقتصاديات صناعة الموسيقى من جديد وفرضت واقعاً مغايراً، مبيناً أن ثمة نقلة كبرى أحدثها الإعلام الإلكتروني الذي له أشكال مختلفة منها وسائل التواصل الإجتماعي التي ظهرت في العام 1995 كشبكات ربط زملاء المهنة أو طلاب الجامعة لتبادل بعض الملفات والمعلومات، وتتالى ظهور المواقع الحديثة ومنها "ماي سبيس" و"فيسبوك" و"وتويتر"وتنافست هذه المواقع في تديم خدمات أفضل لاستقطاب المستخدمين. وأضاف الدخيل: "غياب الدراسات المستفيضة لواقع المجتمع أثر سلباً على حياتنا، ومن أبرز علامات الاستفهام التي خلفها ظهور هذه المواقع تتعلق بالخصوصية وطرق استغلال بعض الشرائح لذلك يجب علينا مواكبة معطيات العصر بدراسات اجتماعية تحدد لنا السلبيات والإيجابيات في وقت مبكر".

وفي إجابته عن تساؤل عن أسباب تفوق وسائل الإعلام الجديد على القديم، قال لأنها كسرت معادلة الإعلام التقليدي المعتمدة على المرسل والمستقبل ووسيلة ورسالة، إذ أصبح الكل يستطيع المشاركة في النشر ولا يقتصر ذلك على مجموعة بعينها تحدد للمتلقي ما يقرأه أو يشاهده.

كما أن هذا الشكل المتطور منحنا سرعة الوقت في النشر إذ أصبحت الأخبار تأتي على رأس كل ثانية، وكذلك ساهم في رفع سقف الحرية وفرض هذا الواقع الجديد انعدام الرقابة، وأصبح السبق الصحفي ليس مقتصراً على العاملين في مهنة الإعلام بل الكل صار يبحث عن السبق.

وأردف: "تتمثل ابرز عيوب هذه الوسائل الحديثة في ضعف الوثوق فيها، واتساع مساحات التجريح، وغياب الرقابة الذاتية".

 وفي حديث عن ارتباط المهنية الاحترافية بالحرية، يقول الدخيل أن ارتفاع سقف الحرية لا يعني ارتفاع سقف المهنية، لكن تحدث الطفرة الايجابية عندما تتطور آليات العمل وتمنح الحرية، مستشهداً بالسقف المرتفع للصحافة المغربية التي لا تصنف ضمن الأفضل مهنياً، لأن ثمة منظومة قيمية وأخلاقية غير متوافرة.

وعن مراحل تطور المجتمع الخليجي، قال ان القفزة النفطية سببت لنا مشكلات  لطبيعة علاقتنا مع الآخرين، لذلك نعتقد أن المواطن أعلى درجة وأنقى عرقاً من سواه. وتابع:" للأسف أننا نقلنا كل أزماتنا إلى هذه الوسائل وأصبحنا ننشر سوءاتنا عبرها، كما أننا مارسنا الحرية بلا وعي".

مساءلة قانونية

ثم فتح باب النقاش، وأثار المشاركون في الندوة مجموعة استفسارات حول مضمون المحاضرة، إذ تناول الكاتب عبدالمحسن مظفر قضية الحريات ضمن وسائل الاتصال الاجتماعي، مقترحاً عدم المساءلة القانونية لأصحاب التغريدات لاسيما أن هذه الومضات الزرقاء تعبير ذاتي عن هموم خاصة يفترض عدم معاقبة من يطلقها من مستخدمي هذا الشكل الحديث لوسائل التواصل الاجتماعي، داعياً السلطات إلى إعادة النظر في التعامل مع الحريات وعدم المضي في اتجاه التضييق ضمن هذا النطاق. وتساءل الكاتب عبدالوهاب سليمان عن أسباب ضعف التحقيقات في الصحافة العربية، لافتاً إلى أن الدخيل لم يذكر أثر المدونات في التمهيد إلى الانتقال من الوسائل التقليدية إلى الحديثة، كما تساءل سليمان عن دور المال في تحديد اتجاهات وسائل الإعلام الجديد، مستعرضاً بعض الاتهامات التي تشير إلى تورط بعض الجهات والأفراد بضخ أموال طائلة للتأثير على آراء المغردين.

أما الكاتبة حياة الياقوت، فتساءلت عن ماهية هذه الوسائل الحديثة وما تصنيفها وهل ترتقي لتكون سلطة خامسة ؟ وعن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع، تستفسر الياقوت عن علاقتها بالثورات العربية؟ وضمن السياق ذاته، استغرب الكاتب عامر التميمي استخدام وسائل الاتصال الحديثة للترويج إلى قيم رجعية وآراء متخلفة، مشيراً إلى ضرورة استثمار هذا التطور التكنولوجي في أمور تعود بالفائدة والنفع، كما حذّر التميمي من الهوس والإدمان على هذه التقنيات المتطورة.

وعن النشر الإلكتروني، تمحور تساؤل الدكتور علي العنزي عن واقع الكتاب الورقي من خلال تجربة الضيف في "مدارك" -دار النشر التي يملكها- في ظل توافر الوسائل الحديثة.

من جانبه، لاحظ الكاتب شريف صالح تزامن ارتفاع التوتر في العالم العربي مع انتشار هذه الوسائط الحديثة، كما أنها بدأت تؤسس إلى دوائر مغلقة فكرياً ودينياً وقل حجم التواصل مع الآخر.

وفي ما يتعلق بمستقبل وسائل التواصل الاجتماعي، أكد الإعلامي غالب العصيمي أن أهمية هذه الوسائل الحديثة تكمن في تعبيرها عن مشاعر الإنسان إلى أن أصبحت ملازمة له، متسائلاً عن التطورات التي ستشهدها هذه الوسائل في القادم من الأيام.

ردود سريعة

الثقافة البصرية أكثر إبهاراً، والتلفزيون قدمني كنجم.

أعتبر ما قدمته في الصحافة المقروءة أكثر مهنية من إطلالتي عبر الشاشة.

أخبار مواقع التواصل الاجتماعي انتشارها أسرع من اشتعال النار في الهشيم.

إن وجدت منظومات جيدة في التعليم والتنمية والصحة فستكون منظومة الصحافة بخير.

دور النشر الخليجية تشهد ازدهاراً كبيراً لأنها تعتمد على المؤلف والقارئ الخليجيين.

المصريون لديهم "شيفونيه" فهم لا يحبذون قراءة نتاج الآخرين وإن كانت ثمة حالات نادرة.

دفاعنا عن بعض القيم القديمة ينبع أحياناً من عدم توافقنا مع الجديد منها.

back to top