كارولس عازار: شغوف بالتمثيل والغناء

نشر في 20-09-2013 | 00:02
آخر تحديث 20-09-2013 | 00:02
ممثل ومغنٍ لبناني شق طريقه بجهد شخصي وبتدرّج مدروس، فقدم أعمالا درامية ناجحة أوصلته إلى أدوار البطولة، واختار بعناية وحذر أغانيه فتميّز بهوية كلاسيكية عصرية شبابية.
كارلوس عازار يطلّ بمسلسل «حلو الغرام» عبر شاشة MTV اللبنانية ويحضّر ألبومه الغنائي الأول الذي سيضم أغاني قدمها بشكل منفرد وأخرى جديدة.
حول مسيرته في الدراما والغناء تحدث إلى {الجريدة}.
بين {حلو الغرام} و{ديو الغرام}، ما النقلة النوعية التي حققتها؟

صحيح أن كلمة {الغرام} مشتركة بين العملين، إلا أنهما يختلفان شكلا ومضموناً خصوصاً أن شخصيتي في {حلو الغرام} تتميز بأنها مركبة أكثر.

 

ألم تخش من أن يُعتبر المسلسل مستمداً من نجاح {ديو الغرام}؟

يفرحني أن أكون جزءاً من نجاح الاثنين، مثلما يفرحني نجاح الأعمال التي اختارها لأنه يدل على صوابية خياراتي، لكن لا تجوز المقارنة أساساً بين العملين أو اعتبار أحدهما أنه امتداد لنجاح الآخر.

بعد مرور ثلاث حلقات، كيف تقيّم الأصداء حول دورك كشخص يعاني اضطراباً نفسياً؟

استناداً إلى آراء الناس الذين التقيتهم في الشارع وأشادوا بدوري، أقول إن الأصداء رائعة، خصوصاً أن إحصاءات محطة MTV تشير الى هذا النجاح. فضلا عن أنني تلقيت تهنئة من منتجين ومخرجين وممثلين على تجسيدي هذه الشخصية بدقة وحرفية، وتقديم الحالة النفسية بتفاصيل حقيقية.

للمرة الثانية بعد {باب ادريس} تؤدي ثنائية درامية مع جويل داغر وتنجحان معاً، ما أهمية هذا الانسجام؟

يظهر الانسجام بين الممثلين واضحاً في الأداء وينعكس إيجاباً على العمل ككل، لأن الجمهور يصّدق الشخصيات ويتفاعل معها، فيما غياب الانسجام متعب لأنه يتطلب مجهوداً إضافياً لإخفاء هذا الأمر، مع أن الممثل المحترف يجب أن يقنع الجمهور بدوره بغض النظر عمن يشاركه الدور. أما بالنسبة إلى انسجامنا جويل وأنا، فقد بدا واضحاً في العملين وأثّر إيجاباً على نتيجة العمل، وشخصياً أفضل التمثيل مع من أنسجم معه فنياً.

كيف تم التحضير للشخصية؟

 بعدما قرأت النص، أعددت دراسة عن الشخصية وأسباب اضطرابها وعوارضها وردود فعلها، ما تطلب مني لقاء معالج نفسي شرح لي تفاصيل هذه الحالة المرضية ليكون أدائي حقيقياً وواقعياً. من جهة أخرى، يجب أن يستنبط الممثل أداءه من الأنماط البشرية، لأن الدراما عملية نقل للشخصيات من المجتمع الى الشاشة، وهذا متعب أثناء التصوير كون الممثل يضطر إلى أن يكون شخصاً آخر مختلفاً جداً.

تتعاون للمرة الأولى مع الكاتب طارق سويد والمخرج جو فاضل، كيف تقيّم هذه التجربة؟

قرأت نص طارق سويد فوجدته مترابطاً بشكل جميل، كذلك طرح أفكاراً درامية فريدة لم تعالج سابقاً، ترتكز على علاقة مريض بطبيبته، منها مرض التوحد الذي أداه الشاب المتوّحد علي طليس، وكان مهنياً ومحترفاً أثناء التصوير. كذلك عالج النص قضية الرجل الأرمل الذي يهتم بأولاده بعد رحيل زوجته، وقدم شخصية المرأة المتسلطة التي تكبر زوجها بسنوات.

أما بالنسبة إلى المخرج جو فاضل، فشاهدت أعماله السابقة وكانت لدي ثقة بتقديمه نتيجة جميلة جداً. أراه مخرجاً متميّزاً بايقاعه وتأطيره المشاهد، وكيفية إدارته الممثل، لأنه متخصص بالتمثيل في الأساس قبل أن يسافر ليتخصص بالإخراج.

أغنية جنريك {حلو الغرام} هي الثانية بتوقيع كارينا عيد بعد {ديو الغرام}، وحققت الاغنيتان نجاحاً بصوتك، فما سر هذا الانسجام الفني بينكما؟

الانسجام بيننا كبير لأنها تعرف كيف تضفي هوية للفنان في العمل، لذلك أصرّت في {حلو الغرام} على منحي هذه الهوية التي أحبها أساساً وتراها ملائمة لي. من جهة أخرى، أحب عملها لأنني اعتبرها حالة فريدة وناجحة في العالم العربي، وموهبة غير متوافرة لدى الجميع، كونها امرأة تكتب وتلحن وتوزّع الأغاني.

ما سبب النجاح الذي حققته أغاني المسلسلين؟

أعرف كيف أسوّقها بطريقة صحيحة، خصوصاً أنني أحصل على حقوق النشر من المؤلف، فضلا عن أن المسلسل يسوقها بشكل تلقائي، لأن المشاهد يستمع إلى الأغنية مرتين، عند بداية الحلقة وعند النهاية على مدى أسابيع.

وتسويقك لها بدلا من تقديم أغانٍ مختلفة؟

تلفت الأغنية الجميلة الانتباه سريعاً، ثم الأغاني الكلاسيكية موضة كل العصور ولا تفنى، والدليل استمرار أغنية {قصتنا حبيّنا} التي قدمتها في جنريك {ديو الغرام} منذ 2011 بالنجاح نفسه.

مسيرتك كممثل وفنان تسير بتوازِ، هل تحرص على ذلك أم تأتي الأمور تلقائية؟

أتسلى كثيراً في العمل وأستمتع به ولا أقدم شيئاً إلا إذا شعرت بضرورة ذلك، وبالتالي لا أهدف إلى الاستمرار في السوق من خلال ملازمة الشاشة طيلة أيام السنة. في المقابل، أرى أن غياب الممثل عن الشاشة وبقاءه ماثلاً في ذاكرة الناس أفضل من البقاء أمامهم فيما يغيب فعلياً عن ذاكرتهم. فعلى رغم غيابي حوالى عام بين مسلسلي {ديو الغرام} و{حلو الغرام}، شعرت بأنني ماثل أكثر في ذهن الجمهور، ولمست شوقه وانتظاره لإطلالاتي الدرامية، خصوصاً أنني كنت حاضراً كفنان من خلال أغنيتين وكليب.

ألم تتلق عروضاً درامية؟

تلقيت أربعة عروض درامية، لكنني قبلت مسلسل {حلو الغرام}.

هل تندم لرفض سائر العروض؟

لا أندم أبداً، لأن الفرصة التي نخسرها نحظى بسواها. ولكل إنسان رزقه في الحياة ولكل شخص نظرته الخاصة إلى الأمور التي يختار من خلالها ما يراه مناسباً.

ما الذي يدفعك إلى الاعتذار عن عمل ما؟

قد يكون الدور لا يخدمني أو لا يحاكي تطلعاتي، أو لأنني غير معجب بتوليفة العمل، وأحياناً لأسباب مادية.

هل أثبتّ نفسك كمغنٍ أم لا تزال هاوياً؟

أنا في بداية المسيرة وسأبقى هاوياً حتى رحيلي عن هذه الدنيا. أغني وأمثل للمتعة لذلك لا أعتبرهما واجبات أو مهنة. لا يمكن أن يتحول الفن إلى وظيفة كونه مرتبطاً بالمزاجية والإحساس، وعندما يتحوّل إلى ضرورة يخفّ العطاء ويخفت رونق الفنان.

هل أصبحت الخطة الفنية متكاملة لديك أم لم تنضج بعد؟

لن تنضج أبداً لأن الأمور ستحتاج دائماً إلى تنظيم وإعادة تدوير وإلى نقد ذاتي بهدف التطوير والتحسين.

لطالما رددت أنك ممثل يرغب في الغناء، هل تغير هذا الواقع؟

لا أحب تعليب الممثل ووضعه في خانة معينة، لأن دليل نجاحه أن يصبح معروفاً من خلال أعماله وسيرته الذاتية. باختصار، أنا شغوف بالتمثيل والغناء وسأبقى كذلك طيلة حياتي.

ما أعمالك الفنية المقبلة؟

أحتاج إلى أغنيتين بعد لاكتمال الألبوم وطرحه في السوق مع بداية العام الجديد، ويضم: {يا مجنونة} من كلمات طوني أبي كرم وألحانه وتوزيع جاد أبو زيد، {قصتنا حبينا} لكارينا عيد، {بكتب اسمك يا بلادي} من كلمات إيلي شويري وألحانه وتوزيع غابي فرح، {مش عم لاقي بين وراقي} (من أغاني {ديو الغرام} أنتجتها عام 2009) من كلمات الشاعر رياض نجمة وألحان فادي أبي هاشم وتوزيعه، وأغنية لم تصدر بعد من كلمات طوني أبي كرم وألحان رواد رعد وتوزيع داني حلو، أغنية للأب من كلمات نزار فرنسيس وألحان رواد رعد وتوزيع ميشال فاضل.

أما في التمثيل، فلدي ثلاثة عروض عربية أبدأ تصويرها في نهاية هذا العام، لكنني غير مخوّل الكشف عن تفاصيلها بعد.

هل تلقيت هذه العروض بفضل نجاحك كممثل أو مغنٍ؟

بل بفضل سيرتي الأخلاقية الحسنة في المجتمع، وفق ما قالوه لي، وأضافوا أن الناس يحبونني لأنني محترم وابن عائلة معروفة بأخلاقها الحسنة، ما يبرهن أن زرعي صحيح وما أحصده جيد.  

كيف تلمس انعكاس الوضع العربي على الوسط الفني؟

ألمس انعكاساً سلبياً في مجال الغناء، ذلك أن حفلاتي في لبنان وأقلّ من الدول العربية حيث أحييت حفلات في دبي وأبو ظبي والأردن وقطر ولدي حفلة قريباً في أستراليا. الوضع الاقتصادي اللبناني في تدنٍ مستمر.

أما درامياً، فتبحث المحطات عن أعمال جيدة، وفي هذا الإطار تقدم سورية ومصر أعمالاً رائعة وأحسدهم على ذلك، فيما لا نزال نحن غير ثابتين، لذلك لست مطمئناً على مستقبل الدراما اللبنانية، رغم أنه لا ينقصنا اختصاصيون أو محترفون، إنما تقديم المنتج بتوليفة متكاملة وجيّدة.

كيف تصف علاقتك بالجمهور العربي؟

قررت الغناء بعدما تلقيت ردود فعل إيجابية من الجمهور، وبعد مطالبته المستمرة لي بالغناء، وبعدما تلقيت عروضاً على أثر مشاركتي في برنامج {ديو المشاهير} من شركات إنتاج مختلفة، لكنني فضلت تأسيس شركتي الخاصة cedars stars لأنتج أعمالي، بهدف حماية نفسي، فأكون سيّد أعمالي ومرتاحاً، خصوصاً أن الفن ليس وظيفة، ولا يمكن لأي فنان تقديم ما يشاء إذا ضيّقوا عليه الخناق.

هل تابعت الدراما الرمضانية العربية وما لفتك منها؟

لفتني {سنعود بعد قليل} وأداء الممثلين عابد الفهد وباسل خياط، أما قصي خولي، فهو ممثل رائع وصادق وحقيقي في أدائه إلى درجة أنه جذبني كمشاهد إليه، وهذه هي الحنكة والقوة في التمثيل.

ما استراتيجيتك للمرحلة المقبلة على صعيدي التمثيل والغناء؟

التفكير والتخطيط وتنفيذ العمل المناسب، عدم التسرّع وعدم الظهور بكثرة عبر الشاشة. السعي، كما دائماً، إلى تقديم عمل أفضل من سابقه. اتكل في هذا الإطار على فريق عمل يضم اختصاصيين، وآخذ برأي عائلتي المتورطة في الفن، قبل أن أقرر في النهاية الأفضل والأنسب.

back to top