صانع البهجة... سيد مكاوي (29): ليلة بكى فيها «المسحراتي»

نشر في 07-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 07-08-2013 | 00:01
اعتاد الجمهور رؤية الشيخ سيد في الأماكن العامة والحفلات الخاصة، فلم يكن يكل أو يمل من مطالبته بالغناء، وعدم الاكتفاء بالتلحين، وهو ما كان يميل إليه، لكن نزولاً على رغبة الجماهير، كان يغني أغاني مطربيه من حين إلى آخر. غير أنه كان يجد بعض الأغاني التي لا يجب إلا أن يقدمها هو بصوته مباشرة للجمهور، مثلما قدم له الشاعر حسين السيد أغنية «عطار» وما إن انتهى من تلحينها حتى اكتشف أنه لا يوجد صوت يمكن أن يقدمها إلا صوت سيد مكاوي، فلم يتردد وقدمها هدية لجمهوره الذي مل من مطالبته الغناء:

عطار بقى لي سنة قاعد في دكاني

ما اعرفش أهل الهوى ليه نسيوا عنواني

فاتت صبية على خدودها قمر خوّاف

نطقت دموع السهر برموشها قالت لي عوافي

قلت الله يعافيكِ أهلاً مرحب بيكِ

كل الدكان ليكِ عايزه يا حلوة بكام

قالت ألف وقية صبر يكون هدية

للنار اللي بيَّ بس السعر كام؟

قلت لها: تمنه مش غالي

وعشانك يرخص الغالي

زعلت ومشيت وقالت:

السوق جرى له إيه؟

ظلم الحبايب غلي والصبر يرخص ليه

رجعت تاني قعدت ف ظل دكاني

وعرفت أهل الهوى ليه

نسيوا عنواني

****

لم يعتد سيد مكاوي الحزن، إلا أنه شعر به للمرة الثانية بعد رحيل والده، عندما رحلت والدته، التي ملكت عليه كل حياته، غير أن عزاءه الوحيد أنها لم ترحل إلا بعدما شاهدت أضعف أولادها، كما كانت تظن، وقد أصبح ملء السمع والبصر، شاهدت ولمست وعايشت الدنيا كلها تتحدث عنه، يكرم من الرؤساء والملوك، ويستقبل في المطارات استقبال الكبار والشخصيات المهمة، ثم يعتصر الحزن قلبه للمرة الثالثة برحيل أحد أضلاع «مثلث الحب».

فراق الأحباب

في الأول من نوفمبر 1985 رحلت قامة كبيرة من القامات التي تفخر بها مصر، صانع من أمهر صانعي الوجدان المصري، رحل كاتب ملحمة التاريخ العربي شعراً، رداً على نكسة 1967. رحل الرجل الذي وضع تصوراً لهوية مصر التي رأها جامعة، رحل العقل الذي انفتح بإنتاجه على التراث الإنساني ولم يضع حدوداً جامدة بين الطابع العربي والغربي في ثقافته، الذي جعل من شعره نموذجاً فريداً في المعرفة الإنسانية الخالصة التي تقوم على التنوع الخلاق وانتهت به شاعراً صوفيا.

رحل الزاهد المتواضع الذي لم يسع إلى الأضواء، فقط تواجد بشعره، من دون ضجيج، لم يتاجر بشعره، لم يقف أمام الأعتاب يستجدي الأجر والمشاعر، رحل من ظل حتى رحيله محاصراً ومهمشاً، في خطاب السلطة الثقافية الرسمية والآلة الإعلامية والنقاد، رحل فؤاد حداد.

حزن الشيخ سيد حزناً كبيراً على فراق جزء عزيز من نفسه، صديق العمر، الأخ والحبيب، شريك الأفراح والنجاحات، غير أنه لم يكد يفيق من صدمة رحيل فؤاد حداد، وبعد ما يقرب من خمسة أشهر، فاجأه القدر بطعنة أعنف وأقوى، صدمة قضت على الضلع الثاني من المثلث، صدمة رحيل صلاح جاهين.

في 21 أبريل عام 1986، ودع صلاح جاهين الدنيا، رحل الذي «بالمحال اغتوى»... الذي عشق الصعب، وطوع المستحيل... الذي افترش خياله بساطاً نسجه من خيوط أفكاره وألوان أحاسيسه، وحلق به فوق المدن والقرى.. دخل كل بيت وكل قلب، أبت نفسه التكلف، فخلق دنيا بسيطة... رقيقة... تشع منها أنوار الطفولة، وتملأ أرجاءها ملامح البسطاء.

البسطاء... تلك الكلمة السحرية التي أخرجت جنّي الشعر ومارد الرسم، وهي نفسها التي استمد منها القوة في ضعفه، والبهجة في حزنه.

استطاع صلاح جاهين ببساطته وتلقائيته التعبير عن كل ما يشغل البسطاء بأسلوب يسهل فهمه واستيعابه، وهو ما جعله فارساً يحلق برسومه وكلماته ويطوف بها بين مختلف طبقات الشعب المصري، بل كانت جواز سفره إلى مختلف البلدان العربية التي رددت كلماته حَفْزاً للعمل والإنجاز.

على رغم الشهرة الواسعة التي حظي بها صلاح جاهين وعلى رغم إجادته الحديث عن مختلف الموضوعات، فإنه لم يُجِد الحديث عن نفسه؛ فأوكل المهمة لأشعاره لتعبر عن مكنونات نفسه، وكأنه كان يستعد لهذه اللحظة:

دخل الشتا وقفل البيبان ع البيوت

وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت

وحاجات كتير بتموت في ليل الشتا

لكن حاجات أكتر بترفض تموت

لم يرد سيد مكاوي أن يصدق الخبر، ظل جالساً في شرفة منزله المطلة على نيل منطقة العجوزة، لم تقو أي من زوجته أو ابنتيه إيناس وأميرة أن تقترب منه، مرت دقائق ثقيلة شعر بها كأنها دهر، استرجع فيها الشيخ سيد شريط حياته، منذ مولده ونشأته في حي الناصرية، وكيف قادته الصدفة، بعد رحلة بحث طويلة، لأن يلتقي بنصفه الإبداعي صلاح جاهين، كيف عاشا وتصعلكا، وشهدت على صعلكتهما أزقة وحواري السيدة زينب، وسيدنا الحسين، وعابدين، ووسط القاهرة، كيف استخرجا المجد من الألم؟ وكيف انتزعا الأشواك من حول الورود ليقدماها لجمهورهما.

لم تنزل دمعة واحدة من عيني الشيخ سيد، ظل صامتاً حتى أخبرته إيناس بأن رفيق الرحلة سيخرج من مسجد عمر مكرم، فطلب منها اصطحابه بالسيارة إلى هناك، ظل طوال الطريق صامتاً، فيما تحاول إيناس ألا تشعره بدموعها، تكتم أنفاسها في صدرها، فقد فقدت أبًا لها، وتخشى أن تفقد الثاني، وما إن وصلا إلى مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، حتى وجدا بهاء جاهين وأمين حداد يقفان أعلى السلم، فهرولا واصطحباه... نظرت إيناس فوجدت فيهما صلاح جاهين وفؤاد حداد ينزلان ليصطحبا سيد مكاوي!

رافق الشيخ سيد حبيب العمر إلى مثواه الأخير وهو غير مصدق أنه يمشي في جنازة صلاح جاهين صامتاً حزيناً، يمشي في جنازة من ملأ الدنيا صخباً وضجيجاً وضحكاً وسخرية... سيد مكاوي الذي لم يحتمل يوماً أن يزور صديقًا له في مستشفى... يمشي في جنازة أحب الناس... الدموع تبلل كل الوجوه حوله... فيما هو مكفهر الوجه توقّف الدمع في محجريه... حتى اطمأن أنه رقد في مثواه الأخير.

بكاء الحبيب

انتهت الجنازة، وعاد الشيخ سيد إلى مكتبه، فيما راحت أسرته تتابعه عبر الهاتف من خلال العاملين بالمكتب، فهم يخشون عليه من هذه الصدمة المروعة، خاصة أنه يجلس صامتا، لم يتحدث كلمة واحدة مع أحد، ظل جالسا بمفرده، يعيش ألم الانفصال، انفصال جزء عزيز إلى نفسه عن ذاته، وفجأة بعد طول انتظار وخوف عليه، خرج عن صمته وطلب ابنته إيناس عبر الهاتف:

* أيوا يا إيناس. أنا رايح إسكندرية... هتيجي معايا ولا أروح لوحدي؟

= لا طبعا يا بابا.. مش ممكن أسيبك. هروح معاك... هحضر نفسي حالا.

في صباح اليوم التالي، ركبا القطار معاً إلى الإسكندرية، ظل الشيخ سيد طيلة ثلاث ساعات، مدة الرحلة، صامتاً لم يتحدث بكلمة واحدة، وما إن وصلا إلى شقته في الإسكندرية وجلسا، حتى انفجر منه بركان من الدموع، لم تعرف إيناس من أين تأتي كل هذه الدموع، يبكي ويردد جملة واحدة:

* كدا يا صلاح. تعملها فيا... ماشي. ماشي يا صلاح... كدا برضه تعملها... ماشي... ماشي يا صلاح ماشي.

أصعب أربعة أيام مرت على ابنته إيناس التي ترافقه بمفردها. لا تعرف ماذا تفعل، ماذا تقول، لم تستطع أن تدخل مساحته، فهمت لأول مرة في حياتها معنى ألا يكون لديها مجال للحزن، على رغم ما يسيطر عليها من كم الأحزان، حزينة لدرجة أنها لم تستطع أن تعبر عن حزنها.

في اليوم التالي خرجت كل الصحف العربية تنعي وفاة صلاح جاهين، غير أن الملاحظة اللافتة والمهمة، كانت تلك التي كتبتها الكاتبة «نعم الباز» في جريدة «الأخبار»:

«لم ألحق بجنازة صلاح جاهين... لكنني رأيت سيد مكاوي... فحضرت الجنازة بأكملها».

لم يضطر سيد مكاوي وابنته وإيناس إلى العودة إلا المسؤولون في التلفزيون المصري الذين ألحوا بإصرار على أن يشارك في برنامج عن الراحل صلاح جاهين، غير أنه رفض مؤكداً أنه لن يستطيع، غير أنهم دخلوا له من مدخل لم يستطع أن يقاومه، عندما قالوا له: «هذا حق صلاح عليك»... فاضطرا إلى العودة.

في البرنامج رفضت الفنانة سعاد حسني الظهور، لعدم قدرتها على الحديث عن حبيبها وأستاذها ووالدها الروحي أمام الكاميرا، فيما اكتفت نيللي بجملتين ولم تستطع أن تكمل، وعندما جاء الدور عليه للحديث، فوجئ صانعو البرنامج بسيد مكاوي يتحدث عن صلاح جاهين وكأنه لا يزال على قيد الحياة، لم يتحدث عنه بصيغة الماضي أو الغائب، بل تحدث عنه بصيغة الحاضر الذي لم يغب.. ولن يغيب:

* أيوه طبعا أنا وصلاح عملنا «الليلة الكبيرة»، وأخدت منه وقت طويل في كتابتها، بس خرجت من أبدع ما يكون، وبعدين إبداع «الرباعيات».. وعملنا أغاني لكل المطربين الموجودين على الساحة.. وغيرهم كتير اختفوا من على الساحة الغنائية، عملنا أغاني وطنية وعاطفية.. بس ده مش معناه إننا عملنا كل حاجة.. لا ده لسه في حاجات كتير هنعملها مع بعض.. وإن شاء الله هتخرج قريب للنور.. صلاح كتب كتير.. وكتب في كل حاجة.

صلاح عمره ما اكتأب.. لكن ممكن يكون في فترة زعل من مصر... مش علشانه لكن علشان مصر... وده انتهى بسرعة لأن صلاح عاشق لمصر... وتراب مصر... وعاش لمصر... و... و... وأرجوك كفاية كده... كفاية كده... الناس ما اتعودتش تشوفني إلا وأنا بضحك.

فجأة طلب الشيخ سيد من المذيع أن ينهي اللقاء ويوقف التصوير فورا لأنه لم يقو على أن يقول: «ومات وهو بيحب مصر».

لم يستطع المذيع أن يلبي طلبه على الفور، غير أن الشيخ سيد لم ينتظر أن يتوقف التصوير، وانفجر في بكاء مرير، لأول مرة يبكي بصوت مرتفع.

لم يعتد سيد مكاوي الحزن، وحرص كل الحرص طيلة حياته على أن يبتعد عنه، ويهرب منه، حتى أنه لم يحزن على ضياع بصره، بل حوّل «العاهة» إلى نقطة قوة، وحوّل نظرات الشفقة في أعين الآخرين إلى نظرات إعجاب ودهشة، سخر من كل شيء حوله، حتى نفسه وعاهته، ليؤكد أنه لا شيء يستحق الحزن أو البكاء عليه، لكنه في الوقت نفسه، عشق الناس وعشق الحياة، عشق الصداقة، لأنه أدرك أنها الباقية، لم يلجأ لمعاداة أحد، أو أخذ شيء ليس له، أو الاعتداء على حقوق الآخرين.. مؤكداً أن المحبة تتسع للجميع.

لم يستطع سيد مكاوي أن يعيش بلا أصدقاء، خاصة أنه فقد اثنين من أهم وأعز وأغلى أصدقائه في أقل من ستة أشهر.

مر وقت طويل حتى يستطيع سيد مكاوي أن يعود لطبيعته، ويعتاد حياته الجديدة دون صلاح جاهين وفؤاد حداد، غير أنه وجد في ابنته إيناس عوضاً عن فقدهما، خاصة أنها لم تعد تفارقه لحظة واحدة، ينقل إليها خبرته في الحياة، يستعيد معها أجمل أيام حياته، يحكي لها، يأخذ رأيها فيما يعرض عليه من أعمال، لا يترك مناسبة دون أن يشرك فيها صلاح جاهين أو فؤاد حداد:

* لأ... صلاح جاهين ما كانش بيفكر بالطريقة دي... صلاح كان إحساسه هو اللي بيقوده

= بصراحة أنا ما شفتش أصدقاء بيحبوا بعض بالطريقة دي

* اللي لازم تفهميه إننا ماكناش مجرد أصدقاء... ولا حتى إخوات

= فزورة دي؟

* لا فزورة ولا حاجة.. إحنا كنا اتنين وبعدين بقينا حاجة واحدة.. زي معادلة الكيميا... تدخلي في المعادلة عنصرين يطلع عنصر واحد جديد... زي ماهو قال في رباعياته: «أنا كنت شيء وصبحت شيء... ثم شيء... شوف ربنا قادر على كل شيء». عارفة.. مرة صلاح قال لي أنا أحبك أحبك. لكن أكتر من نفسي لا... وبعدين سكت شوية كدا وقاللي: ويمكن أكتر من نفسي يا أخي.

استطاع سيد مكاوي أن يتجاوز أزمة الانشطار التي عانى منها بفقدان صديقيه، وبدأ بالعودة إلى أغانيه وموسيقاه، فأعاد تقديم أغنية «كل مرة لما أواعدك» من كلمات محمد الشيمي، التي سبق أن لحنها للمطرب الكبير محمد عبد المطلب في عام 1976، فنالت شهرة واسعة بعدما قدمها سيد مكاوي بصوته:

كل مرة لما أواعدك ألتقيك توعد وتخلف

وأمّا أقابلك وآجي أعاتبك ألتقيك تسبق وتحلف

إن ده كان غصب عنك

كل مرة

ليه تملّي بتواعدني لما مش عايز تجيني

انت يعني بتعاندني ولا بتزود حنيني

بكرة يا ما تشوف أسية لو هواك هان يوم عليَّ

وأما أقابلك وآجي أعاتبك ألتقيك تسبق وتحلف

إن ده كان غصب عنك

كل مرة

ياللي خليت الأحبة ع المحبة بيلوموني

خلي صدك فيه محبة ده أنت روحي ونور عيوني

ياليلي ياليلي ياليل

الليل أهو طال وعرف الجرح ميعاده

وجف دمعي وجفني من دمي عادوا

لهفي على القلب في حبه وأوعاده

لا نار اقول نار ولا هي من الفؤاد تبرح

وإن باح بشكواه لا زاده ولا عاده

ياللي خليت الأحبة ع المحبة بيلوموني

خلي صدك فيه محبة ده انت روحي ونور عيوني

بكرا يا ما تشوف أسية لو هواك هان يوم عليًَ

وأما أقابلك وآجي أعاتبك ألتقيك تسبق وتحلف

إن ده كان غصب عنك

كل مرة

سيبني أفكر فيك لوحدي كل ساعة وكل يوم

لو على الود ودي انشغالي فيك يدوم

بكرا يا ما تشوف أسية لو هواك هان يوم عليًَ

وأما أقابلك وآجي أعاتبك ألتقيك تسبق وتحلف

إن ده كان غصب عنك

كل مرة

****

تكريم الرواد

بدأت الأجيال الجديدة، من المطربين المصريين والعرب، يشعرون بأن هناك كنزًا يعيش بينهم، فتهافتوا عليه للفوز بألحانه، فراح المطرب محمد ثروت يطلب منه ألحانا، وسمير الإسكندراني، ثم ذهب إليه المطرب علي الحجار ليستأذنه ليغني «الرباعيات» بصوته، فوافق الشيخ سيد على الفور، لإعجابه بصوت علي وقوته، وإحساسه الكبير بقيمة «الرباعيات» وأهميتها.

طلب التلفزيون المصري تسجيل حلقات جديدة من «المسحراتي» فحرص الشيخ سيد أن يصورها كما قدمها في الإذاعة، بطبلة المسحراتي فحسب، وارتدى «الجلباب البلدي» المصري، وطفلة صغيرة في عمر عشر سنوات تصطحبه ليجوب الحواري والأزقة، لتبدو الصورة واقعية أقرب إلى شخصية «المسحراتي» الحقيقية، وعلى رغم تخطي الشيخ سيد الستين من عمره، فإن صوته ظل قويا قادرا على العطاء، فنالت «المسحراتي» شهرة جديدة مع الأجيال الشابة التي لم تعاصرها من خلال الإذاعة.

خلال حقبة الثمانينيات وحتى بداية التسعينيات كان الشيخ سيد مكاوي حاضراً مطلوباً في ذكرى ميلاد ووفاة الرواد الكبار، خصوصاً أستاذه الشيخ زكريا أحمد، يقدم ألحانهم تطوعاً للجمهور وبكل وفاء وتقدير، لم يتقاض أجراً عن هذه الحفلات تقديراً منه لأساتذته وأصدقائه، وبتكرار غنائه هذه الألحان، واتقانه لها بشكل مبهر، ظن البعض بالخطأ أنها ألحان خاصة به، من بين هذه الألحان «يا حليوة يا مسليني» للشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب، وهو من فناني القرن التاسع عشر، وأدوار وطقاطيق للشيخ سيد درويش، كذلك أولى اهتماماً خاصاً بأستاذه المباشر الشيخ زكريا أحمد، فأعاد تقديم «يا حلاوة الدنيا، ح أتجن يا ريت يا إخوانا، الورد جميل، ويا صلاة الزين».

حرص الشيخ سيد على التمسك وإعادة إحياء الموسيقى الشرقية الأصيلة التي غزتها الآلات الغربية، مع اقتباس، بل ونقل موسيقى أغانٍ غربية نقلاً حرفياً، وتركيب كلمات عربية عليها، ما سبب ألماً كبيراً له، غير أن سعادته الحقيقية كانت عندما عادت الفنانة وردة تطلب منه ألحاناً، فقدم لها خلال عام 1990 أغنيتين، الأولى «ما اتعودناش» كلمات عمر الجبيلي، ثم قدم لها أغنية «والله وقدر الحب» التي غنتها في 31 مايو من العام نفسه، بمناسبة العيد السابع للإعلاميين.

سنين حياتي في الدنيا ديا

لا دمع مرة سهر عنيا

ولا حيرة لعبت يا قلبي بيا

ولا شوق في مرة قدر عليا

بس المقدر والمقسوم

ما تخلي راحة البال تدوم

وما بين ليلة وما بين يوم

لقيت حياتي بقت مش هي

والله وقدر الحب عليا

شاغلني وجاني حايلني ونادني

ودوّب لي وردة في حبه وسقاني

لقيت قلبي اتفتح له ساب الدنيا وراح له

سألت قلبي ليه.. ده اللي اتفقنا عليه

ليه ده اللي اتفقنا عليه

قاللي أعمل إيه بارتاح له

أشوف السهرانين أقول دول مين

يقولوا عاشقين في هواهم محتارين

سألت قلبي ليه رماهم

يرد قلبي يقول هواهم

خبط على بابهم.. سابهم لعذابهم

ولا يوم يخونوا مهما يقابلهم

بس المقدر والمقسوم

تعالَ... تعالَ نسبق الأيام

تعالَ نسبقها

ده لسه فيه أحلى أحلام عايزين نحققها

تعالَ نمشى نجري نتوه

تعالَ ننسى كل وجوه

ولا نعرف غير بعضينا

ولا ننطق غير اسامينا

ويبقى الحب بينا

ونقول يا خوف ده كان زمان

وتعالَ شوف شوف فرحة زمان

البقية في الحلقة المقبلة

back to top