أم الدم الأبهرية... قاتل محتمل

نشر في 08-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 08-02-2013 | 00:01
No Image Caption
هل أنت عرضة لمرض أم الدم الأبهرية (aortic aneurysm) الصامت؟ يُعتبر الشريان الأبهر أكبر شرايين الجسم وأكثرها أهمية. يحمل الأبهر الدم الغني بالأوكسجين من القلب عبر الصدر والبطن، قبل أن يتفرع إلى شرايين أخرى تغذي الساقين. لذلك تعتمد أعضاء الجسم كافة وشرايينه في استمرارها على الدم الذي ينقله إليها هذا الشريان السليم.
على غرار أوعية الدم الأخرى في الجسم، قد يُصاب الأبهر بتصلب الشرايين. في هذه الحالة، يلتصق الكولسترول السيئ بالجدار الداخلي للوعاء الدموي، مشكلا صفيحات تتغلغل في جدار الشريان وتضعفه. وقد يؤدي الضغط المتواصل نتيجة تدفق الدم في الشريان إلى تمدد الجدران عند نقاط الضعف هذه. ويُدعى هذا التمدد أم الدم الأبهرية. وإذا تمزقت أم الدم هذه، تسبب كارثة.

أم الدم الأبهرية البطنية

عندما تظهر أم الدم في الجزء السفلي من البطن بين الكليتين والأربية، تُدعى أم الدم الأبهرية البطنية. تنمو أم الدم الأبهرية البطنية عادةً بصمت. وعندما تنفجر، تسبب آلاماً حادة في البطن والظهر، فضلا عن الغثيان، الدوار، الشعور بالوهن، والإغماء. ولا شك في أن هذه حالة طبية طارئة. فقد لا ينجو المريض إن لم يتلقَّ عناية طبية فورية. أما مَن يُنذَرون مسبقاً باحتمال حدوث هذا التمزق، فيشعرون بنبض في بطنهم أو بألم حاد مفاجئ في البطن أو أسفل الظهر.

عندما تتقشر الطبقة الداخلية من الأبهر وتظهر طبقته الوسطى، يتسرب الدم عبرها إلى خارج الشريان. نتيجة لذلك، لا تحظى الأعضاء والأنسجة بكمية الدم التي تحتاج إليها.    

هل أنت عرضة له؟

يمكن أن تحد من احتمال إصابتك بأم الدم الأبهرية البطنية بتخفيضك عوامل الخطر التي تؤدي إلى تصلب الشرايين. وتُعتبر هذه الخطوة بالغة الأهمية إن كنت رجلا تجاوز الستين من عمره، لأن الرجال في أي سن كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشريان الأبهر من النساء.

يستطيع الطبيب التحقق من سلامة شريانك الأبهر بإخضاعك لفحص بسيط بالتصوير فوق الصوتي. ويُعتبر هذا الفحص بالغ الأهمية أن كنت مدخنّاً سابقاً أو حاليّاً وتملك تاريخاً عائلياً حافلا بهذا المرض. ومن عوامل الخطر الأخرى ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع معدل الكولسترول، الوزن الزائد، الإصابة بالنفاخ الرئوي (emphysema)، وتاريخ عائلي حافل بأمراض الأبهر أو القلب.

علاج أكثر أماناً

تعتمد حاجة أم الدم الأبهرية البطنية إلى العلاج على حجمها وسرعة نموها. فالصغير منها يخضع عادة لمراقبة منتظمة بإجراء فحوص دورية بالتصوير فوق الصوتي. فإذا نمت أم الدم بسرعة وبلغت حجماً معيّناً، فمن الضروري معالجتها قبل تمزقها.

اعتاد الأطباء في الماضي معالجة أم الدم الأبهرية البطنية باستبدال الجزء المتضرر من الأبهر بأنبوب اصطناعي. لكن هذه عملية خطرة قد تؤدي إلى الوفاة في 7% إلى 10% من الحالات.

لكن معظم مرضى أم الدم الأبهرية اليوم باتوا يعالجون بتدخل جراحي بسيط يُدعى إصلاح بطانة الأوعية (endovascular repair). في هذه الجراحة، توضع بطانة جديدة للأبهر عبر أنبوب يُمرَّر في الوعاء الدموي. تتطلب هذه الجراحة إجراء شقوق وثقوب صغيرة في البطن. وبعد ليلة أو اثنتين في المستشفى، يستطيع المريض العودة إلى المنزل، ويتعافى تماماً في غضون أسبوعين أو أقل.

في حالة المسنين، الذين يعانون أكثر من غيرهم من أم الدم الأبهرية البطنية، لا يسبب إصلاح الأوعية الدموية إزعاجاً كبيراً ومخاطره القصيرة الأمد أقل من الجراحة التقليدية. لكن النجاة على الأمد الطويل لا تختلف بين المقاربتين.

قوس الأبهر

ينطلق الأبهر من القلب ويتجه صعوداً نحو الرأس، إلا أنه سرعان ما يلتف ويهبط مشكلا قوساً. ولكن في حالات كثيرة، تتراكم صفيحات دهنية في هذا القوس. يعتقد الأطباء أن بعض هذه الصفيحات تنفلت نتيجة الضغط على جدار الوعاء بسبب تدفق الدم وعملية تمدد الأبهر وتقلصه الطبيعية.  

يذكر الدكتور لي شوام، طبيب أعصاب في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: «يُعتبر مرضى قوس الأبهر أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية. لكننا لا نستطيع أن نجزم أن مرض قوس الأبهر هو بحد ذاته سبب هذه السكتة».

يُكتشف مرض قوس الأبهر عند إخضاع المرضى لفحوص لأنهم يعانون آلاماً مبرحة في الصدر والظهر أو اختلاف كبير في ضغط الدم بين الذراعين اليمنى واليسرى. ما من علاج لهذا المرض غير معالجة عوامل الخطر التقليدية الخاصة بأمراض القلب عموماً: ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، داء السكري، التدخين، السمنة، وعدم ممارسة الرياضة.    

back to top