الاكتئاب... إنذار مبكر بالخرف؟

نشر في 22-11-2012 | 00:02
آخر تحديث 22-11-2012 | 00:02
No Image Caption
قد يكون الحزن الدائم أكثر من مجرد مشكلة في المزاج؛ وقد يشكل علامة تحذير حول ضعف الذاكرة.
لا يمكنك النوم؟ تشعر بتعكر المزاج وضيق الصدر، والأطعمة التي كنت تحبها تبدو لك غير شهية؟ هذه علامات قد تدل على أنك مكتئب، لكن قد تحذر أيضًا بأنك أكثر عرضة للخرف.

وجدت دراسة نشرتها سجلات الطب النفسي في الولايات المتحدة الأميركية أن الأشخاص الذين أصيبوا بالاكتئاب في وقت متأخر من الحياة كانوا معرضين لسبعين في المئة أكثر لخطر الإصابة بالخرف، وأولئك الذين أصيبوا بالاكتئاب منذ منتصف العمر كانوا معرضين لثمانين في المئة أكثر لخطر الإصابة.

وعرف الباحثون منذ فترة طويلة أن الاكتئاب والخرف يسيران جنبًا إلى جنب. مع ذلك، ناقشوا احتمال تشارك الحالتين الأسباب الشائعة نفسها، أو احتمال أن يكون الاكتئاب علامة مبكرة للخرف. ويبدو أن النظريتين صحيحتان. فيعتبر واضعو الدراسة أيضًا أن الإصابة بالاكتئاب في وقت متأخر من الحياة قد تشير إلى أن التغييرات التي حدثت في الدماغ قد تجعلنا أكثر عرضة لتطوير الخرف.

غالباً، يتجاهل المسنون أعراض الاكتئاب أو ينسبونها إلى عواقب الشيخوخة الحتمية. الدكتورة كورنيليا كويمنز أستاذة مساعدة في الطب النفسي في كلية الطب في جامعة هارفارد ومتخصصة بأمراض الشيخوخة النفسية في مستشفى ماساتشوستس العام، تقول في هذا السياق: «أعتقد أن الأفراد الأكبر سنًا أكثر إنكارًا لإصابتهم بمرض الاكتئاب ويقولون: حسنًا، عمري 83 عامًا، من لا يصاب بالاكتئاب في هذه السن؟». تجاهل الحزن أو رفضه كأثر جانبي طبيعي من الشيخوخة قد يسمح بتطوير مشكلات الذاكرة التي يمكن علاجها، من دون رادع.

مع التقدم في السن

الصلة بين الاكتئاب والخرف أكثر أهمية بالنظر إلى أن الاكتئاب يصبح أكثر شيوعًا مع التقدم في السن. قد يعرضك كل ما يلي إلى خطر الإصابة بالاكتئاب مع التقدم في السن:

• وفاة أحد الزوجين أو الأصدقاء أو أفراد الأسرة.

• الحاجة إلى الخروج من منزلك إلى دار العناية بالمسنين.

• الآثار الجانبية للأدوية التي سبق وتناولتها لمعالجة حالات صحية.

أنت أيضًا أكثر عرضة لتطوير أمراض مثل السكري وأمراض القلب، والسرطان مع التقدم في السن. ويمكن أن تزيد هذه الحالات خطر الاكتئاب، والعكس بالعكس. قد يزيد الاكتئاب أي مرض مزمن سوءًا.

تختلف علامات الاكتئاب قليلاً لدى المسنين، ويمكن أن يحاكي الكثير منهم فقدان الذاكرة والمرض. فإذا كنت تعاني هذه الأعراض، اتصل بطبيبك أو طبيبك النفسي لتقييم الحالة:

• مشاعر العجز أو اليأس أو التفاهة.

• فقدان الطاقة؛ التعب.

• حدة الطبع، والتشاؤم.

• فقدان الاهتمام في الأنشطة.

• صعوبة التركيز أو التذكر.

• الارتباك.

• صعوبة في النوم.

• فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام.

• الأوجاع والآلام التي لا تزول.

ماذا تفعل إذا شعرت بالاكتئاب؟

إذا كنت تظهر أي علامات على الاكتئاب، تتمثل الخطوة الأولى في زيارة طبيبك أو الطبيب النفسي. مع ذلك، يتجنب الكثير من الناس الخضوع للتشخيص لأن وصمة الاكتئاب لا تزال تزعج المسنين. وتقول الدكتور كريمنز: {لا يزال المسنون متمسكين بفكرة «أنا لست مجنونًا، ولا أريد أن يعتقد الناس أنني مجنون».

وتضيف: «إذا أظهر شخصًا ما علامات على بداية الخرف وأصيب بالاكتئاب، فمن المهم جدًا معالجة الاكتئاب لديه، ومعالجته بأكبر قوة ممكنة».

عادة ما ينطوي علاج الاكتئاب في أي سن على مزيج من أدوية مضادة للاكتئاب والعلاج الحديث، والعلاج السلوكي المعرفي (الذي سيعلمك المهارات التي تحتاج إليها للتعامل مع الاكتئاب).

تقول الدكتور كريمنز: «أعتقد أنه يجب على النساء المسنات اللواتي أصبن بالاكتئاب أن يخضعن أيضًا إلى تشخيص الخرف». فاختبارات الفحص هي استبيانات قصيرة يمكن لطبيبك استخدامها للكشف عن الضعف الإدراكي المبكر.

رغم غياب أي وسيلة حقيقية للوقاية من الخرف، يمكنك الحد من المخاطر ليس عن طريق معالجة الاكتئاب فحسب، ولكن أيضًا من خلال اعتماد أسلوب حياة  صحي مثل ممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي، والحفاظ على نشاط عقلك من خلال الألعاب والقراءة. يُشار إلى أن إدراك تعرضك لخطر كبير للإصابة بالخرف قد يساعدك أيضًا وعائلتك للتحضر له. بالتالي، لن يشكل لك صدمة كبيرة.

فاتبع العلاج، واستمر في مراجعة الأطباء حتى يصبح الاكتئاب تحت السيطرة.

back to top