ماري منيب... الغيرة تطاردها وتكبدها ثمناً فادحاً للنجاح

نشر في 21-08-2011 | 22:01
آخر تحديث 21-08-2011 | 22:01
لجأ علي الكسار وأمين صدقي إلى إدخال الرقص الشرقي إلى مسرحهما، بعدما انتشرت مقاهي الرقص والطرب كبديل عن المسارح في مناطق: روض الفرج، بير حمص، قنطرة الدكة، وميدان الخازندار، وبعدما أُغلقت أغلبية المسارح بفعل سلطة الاحتلال الإنكليزي، بسبب ما كانت تقدّمه من روايات مناهضة له، وأغانٍ وطنيّة تندّد بوجوده في مصر.

وكي لا يهجر الجمهور مسرح علي الكسار وينسحب إلى تلك المراقص والملاهي فيضطر إلى إقفاله، كما حدث في مسارح عدة، قرّر استقدام الرقص الشرقي لجمهوره في المسرح، وبعد أن كان مجرّد فقرة قصيرة بين فصلَي المسرحية التي كان يقدّمها، أصبح الرقص برنامجاً أساسياً في مسرح الكسار وصدقي.

استمرّ وجود ماري سليم أكثر من ثلاث سنوات في فرقة علي الكسار فأثبتت براعة فائقة كممثلة وراقصة، لا سيما بعد أن نضج جسدها وأصبحت شابة يافعة في الخامسة عشرة من عمرها، وبدأت تلفت أنظار كل رواد مسرح الكسار من الجمهور الجديد الذي فرضته أجواء الحرب، من الأغنياء الذين يتاجرون في كل شيء، بداية بالسلاح، وليس انتهاء بالمواد الغذائية والسلع التموينية، في وقت ظلّت شقيقتها أليس كواحدة من أفراد الكومبارس من دون دور أساسي، سواء في الروايات المسرحية، أو الرقص. بالتالي، كان أجر ماري في تزايد مستمر، فيما أجر أليس يزيد زيادات غير ملحوظة.

كانت أليس مقتنعة ببراعة شقيقتها، بل أصبح ذلك مصدر تباهٍ وتفاخر لها وسط أعضاء الفرقة، خصوصاً في ظلّ الاهتمام الواضح والملحوظ من صاحبَي الفرقة وتحديداً الكسار الذي كان يرى في ماري فنانة شاملة، فهي ممثّلة كوميدية بارعة، وفي الوقت نفسه ترقص وتغني وتقدّم استعراضاً، وهذه المقوّمات كلّها جعلته وصدقي يوليانها اهتماماً خاصاً، لأنها باتت أحد أهم مصادر دخل الفرقة.

الغيرة القاتلة

هذا الاهتمام بماري، خصوصاً من الكسار، أثار غيرة وأحقاد كثيرات ممن يعملن في الفرقة، ولم تكن ماري تهتمّ بذلك على الإطلاق، غير أن الأهم أنهن استطعن أن ينقلن هذه الغيرة إلى صدر زكية إبراهيم بطلة الفرقة الأولى التي كانت تشارك الكسار بطولة كل روايات الفرقة، غير أنها كانت ممتلئة القوام ولم تكن تصلح للرقص.

بدأت زكية تنتبه إلى اهتمام الكسار بماري، فلفت نظره إلى ذلك مراراً، حتى ضاق صدرها بها:

* هي جوق علي الكسار مبقاش فيها غير ماري سليم ولا إيه؟

= إيه الكلام ده مش صحيح..؟ ماري زيها زي أي بنت في الفرقة؟

* لا مش باين ياسي علي..؟ واضح كده إن بقى لها معزة خاصة؟

= انت بتغيري منها؟ أهو كده؟ يا ولد... والله برافو عليها البنت ماري عرفت تشعلل الحب وتخليك تغيري.

* هي مين دي؟ أنا أغير من حتة بنت كومبارس لا راحت ولا جت؟ أنا بتكلم في مصلحة الشغل يا سي علي.

= لا... لو على مصلحة الشغل... إن جيتي للجد بقى هي شايفه شغلها كويس قوي... وكمان بتزوّد الإيراد.

* إيراد إيه يا أبو إيراد... الإيراد بيزيد علشان الجمهور اللي بيجي علشان زكية إبراهيم.

= طيب إن كان كده سلام عليكم بقى.

* هو إيه أصله ده... على فين كده... مش بكلمك؟

= إذا كان الجمهور بييجي علشانك انت والست ماري... أروح أنا بقى.

* انت فهمت إيه... أنا مش قصدي.

= أمال قصدك إيه؟ انت شوية وهي شوية وأنا مليش لازمة؟

* لا؟.. انت عارف كويس أنا بتكلم على إيه. انت عاوز تعمل راسها براسي... وأنا اللي بحبك وبخاف عليك.

= أيوه كده قوليها... يا ولد.

* لا أوعى كده مبقيتش أحبك... خلي الست ماري تنفعك.

= ماري مين... ينكد عليه وعلى عمره... مفيش غيرك يا نجمة روض الفرج الأولى.

* وعماد الدين كمان وحياتك.

= طبعاً طبعاً... وماري دي بنت غلبانه بتاكل عيش.

* تاكل عيش في حته تانية يا عنيه.

= مش فاهم... تقصدي إيه؟

* أقصد إن يا أنا يا الست ماري دي في الفرقة.

تسبّبت غيرة زكية إبراهيم بطرد ماري سليم من الفرقة بعد أن أمضت فيها ثلاث سنوات بنجاح متصاعد ومستمر، فاضطرت هي وشقيقتها أليس الى البحث عن عمل في مكان آخر.

المقاومة بالغناء

لم يستمر بحث ماري سليم طويلاً، فما إن علمت ماري منصور بتركها فرقة الكسار حتى أرسلت في طلبها لتعمل في الملهى الخاص بها في روض الفرج، غير أن العمل في ملهى ماري منصور سيكون مقصوراً على الرقص دون تمثيل، بما يعني أن أليس لن يكون لها مكان في الملهى، فهي لا تستطيع الرقص أو الغناء، ولكنها اكتفت بمصاحبة شقيقتها كل ليلة فربما تعثر لها على عمل.

في بداية العام 1917، اشتدّت مقاومة المصريين للاحتلال، وزاد التفافهم حول الزعيم سعد زغلول، لدرجة أن كثيراً من المسارح والملاهي الليلية تحوّلت إلى ساحات للنضال، بالكلمة والأغنية، وكان لا بد لملهى ماري منصور أن يجاري هذه الأجواء كي لا ينصرف عنه الجمهور. استطاعت ماري منصور أن تدرّب ماري سليم على إحدى الأغنيات الشهيرة آنذاك التي كانت تغنّيها بديعة مصابني في الملهى الخاص بها في عماد الدين، والتي انتشرت بشكل كبير وسريع لدرجة أن سلطات الاحتلال كانت تحارب وجودها في أي مكان وتمنعها، فبدأت ماري تغنّيها على جمهور روض الفرج:

ياست مصر صباح الخير

يسعد صباحك ياعنيه

فين العداله يا مون شير

وبس فين الحريه

أما الزمن ده له أحكام

أحكام لكن عرفيه

واللي يشوف ثغره بسام

يحسب أموره مرضيه

وبس مين يرضى يا رجال

حره وتصبح مأسوره

وبعد الدهب تلبس أغلال

وتعيش أسيره ومقهوره

خدام في بلدي...

وده حال

يبكي أهل المعموره

ياست مصر صباح الخير

يسعد صباحك ياعنيه

نجحت ماري سليم في الأغنية نجاحاً غير عادي، فكان يقبل عليها جمهور غفير كل ليلة، لدرجة أن يوم إجازتها من الملهى يغيب الجمهور معهاً، ما أوغر صدر ماري منصور عليها، على رغم أنها كانت سبب في تحقيق إيرادات كبيرة للملهى الخاص بها، فاستغنت عنها غيرةً من نجاحها.

عادت ماري سليم وشقيقتها أليس ثانيةً الى الجلوس في بيتهما إلى جوار والدتهما، التي لم تنقطع يوماً عن عملها في «الحياكة».

«أم أحمد»

لم تكن لأعضاء الفرق الفنّية والممثلين تسلية في أوقات الفراغ سوى النميمة في أحوال الوسط الفني والفرق، فكان خبر ترك أحدهم أو إحداهن العمل في فرقة ينتشر بسرعة النار في الهشيم، وقد أصبح اسم ماري سليم الآن من الأسماء التي يمكن تداولها و«النم» عليه في الوسط الفني، فانتشر خبر تركها ملهى ماري منصور بسرعة حتى وصل إلى جبران ناعوم، الذي كان قد ارتبط إنسانيًا بهذه الأسرة.

لم يهدأ لجبران ناعوم بال حتى استطاع في أقل من أسبوع أن يجد عملاً جديداً لماري، وذهب إليها يسابق الريح ليخبرها بهذا الخبر السعيد:

= البسي هدومك وتعالي معايا حالا.

* خير يا أستاذ جبران.

= خير إن شاء الله... شغل يا ماري... شغل وفرصه كويسه قوي.

* أخيرا هشتغل مع أبو الكشاكش... أكيد وافق بعد ما بقيت ممثلة بيقولوا إني كويسة.

= طبعا كويسة ونص... بس يا ستي... أبو الكشاكش لسه عامل رواية جديدة وكاملة... وانت مينفعش ترجعي تشتغلي في الكورس تاني.

* أمال هشتغل فين؟

= انت طبعا عارفه الأستاذ فوزي الجزايرلي وفرقته؟

* آه ومين ميعرفوش؟

= وطبعا عارفه أن بنته إحسان بطلة الفرقة»

* عارفه... ووحياتك ما في واحدة تقدر تقرب من الفرقة وهي موجودة.

= عال قوي...

* عال إزاي يا أستاذ جبران... وانت لسه قايل إني منفعش اشتغل تاني في الكورس.

= كورس إيه انت هتكوني بطلة الفرقة.

* وإحسان... دي كانت تعملني زي الكبيبة الشامي.

= ماهوعلشان كده انا جيت لك.

* علشان تعملني «كبيبة».

= لا ياستي هم دلوقت بيعملوا رواية جديدة وعاوزين كذا ممثلة جديدة... وأنا كلمت الأستاذ فوزي الجزايرلي عليك ووافق... يلا معندناش وقت الأستاذ مستني.

عملت ماري مع فرقة فوزي الجزايرلي أكثر من 28 ليلة عرض بنجاح غير عادي، وأظهرت براعة في الأداء قرّبتها من إحسان الجزايرلي، فلم يكن نجاح ماري يسبّب لها أيّ مشكلة، لأنها بطلة الفرقة ونجاحها يلفت الأنظار أكثر من أي ممثلة أخرى فيها.

واصلت ماري عملها مع فرقة الجزايرلي، إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان ولم تتوقّعه، ففي إحدى ليالي عرض الفرقة سقطت الجزائرلي من فوق خشبة المسرح، ولأنها كانت ممتلئة القوام فارعة الطول، كان السقوط مدوياً، حتى أن ساقها كُسرت فتوقّف عمل الفرقة ثلاثة أيام، إلى أن طلب فوزي الجزايرلي ماري في مكتبه في المسرح:

= طبعا انت عارفه إن إحسان وقعت على المسرح وانكسرت؟

* آه يا روح قلبي... ربنا يشفيها ويقومها بالسلامة ترجع تنور فرقتها.

= إن شاء الله... إن شاء الله... بس مفيش حد يرضى أن الناس تبطل أكل وبيوت الناس تتقفل لحد ما إحسان تقوم بالسلامة.

* آدي الله وآدي حكمته يا أستاذ.

= أيوه أيوه عارف... بس الفرقة لازم تشتغل... والرواية ناجحة ولازم تستمر... وبرسوم المجبراتي قال إن رجلها تقعد في الجبس تلات شهور... وطبعا الفرقة مش هتقفل في عز الموسم...

* والعمل يا أستاذ؟

= أيوه قولتلي العمل.... أنا اخترتك يا ماري تعملي دور «أم أحمد» لحد ما إحسان تقوم بالسلامة.

فور سماعها هذا الكلام، قفزت ماري من فوق الكرسي حتى كادت تطال سقف الحجرة.

* أنت بتقول إيه يا استاذ فوزي؟ أنا أشتغل مكان إحسان؟.. إزاي ميصحش دي كانت تزعل والزعل مش كويس دلوقت على صحتها؟

= لا ياستي يصح.؟. وبعدين ده مش رأيي؟.. ده رأي إحسان؟.. إحسان بنفسها هي اللي رشحتك تعملي دورها لحد ما تفك الجبيرة؟

* أيوه بس انت شايف إني أنفع أعمل دور...

= شوية حاجات بسيطة وبالتدريب تنفعي... وكمان انت تشبهي إحسان... وعودك قريب من عودها... يعني مفيش مشكلة.

وهكذا، حلّت ماري مكان إحسان الجزايرلي في رواية «بحبح أفندي» ونجحت في الدور بشكل أذهل فوزي الجزايرلي نفسه، فساهمت في زيادة ملحوظة لإيراد المسرحية، لدرجة جعلت إحسان تستعجل في فك الجبس لتعود الى دورها بعد أن شعرت بالخطر من ماري، وبأنها قد تسحب البساط من تحت قدميها، وهذا ما تأكّد لها فعلاً عندما طلب منها والدها أن ترتاح أسبوعاً آخر كي تتأكّد من الشفاء التام، وألا تشغل بالها لأن ماري سليم ناجحة في الدور ولا توجد أي مشكلة. وإذا كان هذا رأي والدها وصاحب الفرقة، فكيف هو رأي الجمهور؟

ماري... فتاة الأحلام

هكذا، فكّرت إحسان في النجاح الذي حقّقته ماري، فقرّرت ضرب كلام والدها عرض الحائط، ووضع حدّ لهذا النجاح الذي حقّقته ماري بغيابها، ومن دون علم والدها اتفقت مع الخطاط على تغيير الملصق في المسرح:

«الليلة تعود إليكم إحسان الجزايرلى في دور «أم أحمد» بعد عودتها من خارج القطر المصري}.

بهذه الجملة الصغيرة، وضعت إحسان الجزايرلي حداً لنجاح ماري سليم في فرقة «فوزي الجزايرلي»، التي قرّرت الاستغناء عنها نهائياً وليس إقصائها عن دور «أم أحمد» فحسب، إلا أنه إذا كانت إحسان نجحت في الحدّ من نجاح ماري في فرقة والدها، فلن تستطيع أن تضع حداً لنجاحاتها المتزايدة في أماكن أخرى.

عادت ماري إلى فرقة علي الكسار وأمين صدقي بعد أن غادرتها زكية إبراهيم، إثر خلاف كبير مع الكسار بسبب غيرتها المتزايدة، لكنها عادت مضطرة كي لا تجلس في بيتها، وإن كانت لم تنسَ استغناء الكسار عنها بسبب زكية إبراهيم.

في منتصف العام 1917، استطاع اللبناني أمين عطاالله أن يكوّن فرقة مسرحية جديدة وراح يختار لها أفضل الممثلين والممثلات، فوقع اختياره على ماري سليم لتكون بطلة الفرقة، كذلك اختار شاباً وسيماً يعمل في فرقة الريحاني يُدعى بشارة واكيم، ليكون بطلا الى جانب ماري.

وجدت ماري الفرصة متاحة أمامها لترك فرقة علي الكسار هذه المرة بنفسها فتردّ بذلك على طردها من الفرقة في المرة الأولى، وقد فشلت كل محاولات الكسار وصدقي في إثنائها عن قرارها، بعدها انتقلت فوراً مع فرقة أمين عطا الله إلى الإسكندرية.

قدّمت ماري سليم وبشارة واكيم موسماً مسرحياً ناجحاً في الإسكندرية، لدرجة أن نجاحهما أصبح حديث كل الفرق المسرحية.

آنذاك، وقع بشارة واكيم في حب ماري سليم، غير أنها لم تكن تشعر بهذا الحب، بل فسّرته على أنه اهتمام خاص بها لأنها فنانة ناجحة، ولم يكن في بالها أنها أصبحت شابة يافعة في مقدورها أن تلفت نظر الآخرين الى الحب والزواج، فيما حاول بشارة أن يفعل كل ما في استطاعته للفت نظرها إليه كحبيب، وليس كممثل أو صديق.

في الإسكندرية، التقى بشارة واكيم بصديقه محمد بيومي، وعدد آخر من الأصدقاء الذين استطاعوا إقناعهما بضرورة عمل فرقة مسرحية خاصة بهما، وبأن لديهما مقوّمات النجاح.

لم يدم تفكير بشارة في الأمر طويلاً، ووجدها فرصة للتقرّب أكثر من حبيبة القلب ماري، فشرع في تكوين فرقة كانت بطلتها الأولى ماري التي وافقت بلا تردّد بعدما أقنعتها والدتها وشقيقتها بذلك، كما استطاع بشارة إقناع أكثر من نصف أعضاء فرقة «أمين عطا الله» بالانتقال إلى فرقته الجديدة، بعد زيادة واضحة في رواتبهم، فبدأت فرقة «بشارة واكيم ومحمد بيومي» بتقديم أول عروضها في الموسم الصيفي نفسه في الإسكندرية، معلنةً عن البطلة الجديدة والوحيدة في الفرقة ماري سليم.

لم يرضَ أمين عطا الله بما فعله بشارة وماري وبقية من انتقلوا معهم من أعضاء الفرقة، فقرّر أن يضربهم بقوّة ويلقّنهم درساً لن ينسوه، فنزل إلى القاهرة وجمع عدداً من الممثلين يعوّض بهم من تركوه، غير أنه حرص على انتقاء أعضاء مميزين حتى لو كلّفه ذلك ضعف ما كان يدفعه لمن استغنوا عنه، وفي أقل من أسبوع عاد إلى الإسكندرية ومعه الممثلون الجدد، فبدأ البروفات وأعلن عن افتتاح جديد ومميز لفرقة أمين عطا الله وبممثلين لم تشهدهم مدينة الإسكندرية سابقاً يتقدّمهم الممثل والمونولوجيست الشاب فوزي منيب.

لم يمر أسبوع إلا وكانت فرقة ناجي عطا الله قد بدأت بسحب البساط من تحت فرقة بشارة واكيم، فأصبحت حديث الإسكندرية كلهّا، وراح الجميع يتحدّثون عن ذلك الشاب الأسمر الذي أحضره أمين عطا الله من القاهرة، والذي يجعل رواد المسرح لا يكفّون عن الضحك طوال أحداث المسرحية:

* سمعت يا بشارة عن النجاح اللي عاملاه فرقة أمين؟

= شوفي يا ماري... الكلام ده ما يدخلش العقل... كل دي دعاية فارغة... علشان أمين يخلينا نغير ونندم أننا تركنا فرقته.

* لكن بيقولوا إن الممثل اللي جابه مكانك في الفرقة عامل شغل كويس قوي وبيموت الناس من الضحك؟

= مين ده اللي ممكن ينافس بشارة واكيم؟

* طب أنا عندي فكرة.

= إيه يا أم الأفكار النيرة؟

* إيه رأيك لو نروح نحضر بكره عرض الفرقة بتاع أمين ونشوف بنفسنا النجاح اللي بيقولوا عليه ده... وأهو بكره إجازة الفرقة عندنا ونروح نشوف؟

= وإيه هيفيدنا... نزود إيرادهم أكتر؟

* لا طبعا... أحنا نروح علشان نعرف إيه اللي بيقدموه زيادة ومش عندنا ونقدمه لجمهورنا؟

= ربنا يخللي الدماغ دي اللي زي البرلنت؟

اصطحبت ماري شقيقتها أليس كي لا تكون بمفردها مع بشارة واكيم لمشاهدة عرض مسرحية فرقة «أمين عطا الله»... جلست أليس بين ماري وبشارة في مكان قريب من خشبة المسرح، دقّت دقات المسرح الثلاث، فُتح الستار، بدأ العرض، وما إن أطلّ فوزي منيب على الجمهور حتى ضجّت الصالة بالتصفيق... بدأ فوزي بتقديم مونولوجاته، حتى جاء المونولوج الشهير الذي تفاعل معه جمهور الصالة وردّده معه، وكانت بدايته عبارة عن كلمة واحدة من حرفين يردّدهما على طريقة دقات القلب:

تم... تم تم... تم

مع هذه الحروف البسيطة التي تشبه في نطقها دقات القلب، لم تدرِ ماري ماذا حدث لها؟ بدأ قلبها يدقّ بعنف لهذا الشاب الأسمر فوزي منيب... لم تعرف لماذا؟ فقد خطفها من كل من حولها... شعرت بأنها وقعت في الحب للمرة الأولى.

البقية في الحلقة المقبلة

back to top