مصر تستضيف غداً أول قمة للجامعة العربية والاتحاد الأوروبي

نشر في 23-02-2019 | 02:23
آخر تحديث 23-02-2019 | 02:23
No Image Caption
تبحث الدول الأعضاء في الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي في أول قمة تعقد بينهما الأحد والإثنين في شرم الشيخ بشرق مصر، عدداً من القضايا التي تثير اهتمام الجانبين من بينها الأمن والهجرة والتنمية الاقتصادية.

وسيستضيف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي العديد من نظرائه العرب والأوروبيين ورئيسي المجلس الأوروبي دونالد توسك والمفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.

ويتوقع أن يشارك في قمة شرم الشيخ رؤساء دول وحكومات 24 من البلدان الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بحسب مسؤول في الاتحاد الأوروبي.

ومن بين الذين سيشاركون في الاجتماع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في وقت تواجه إصرار الأوروبيين على موقفهم بشأن بريكست.

من الجانب العربي، أكد حتى الآن الرئيسان التونسي الباجي قائد السبسي والعراقي برهم صالح حضورهما إضافة إلى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.

وذكرت صحف سعودية أن الملك سلمان سيحضر القمة.

وصرح خالد الهباس الأمين العام المساعد للشؤون السياسية الدولية بجامعة الدول العربية لوكالة فرانس برس أن الجامعة تنتظر من هذه القمة «انطلاقة جديدة» للتعاون العربي الأوروبي.

وقال «كافة ما يهم الاستقرار الإقليمي وكيفية تضافر الجهود العربية والأوروبية لمواجهة التحديات السياسية والأمنية القائمة التي تهدد الاستقرار، جميعها محل نقاش».

وصرح رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في القاهرة السفير إيفان سركوس أن المناقشات ستتركز على ثلاث قضايا رئيسية: التعاون الاقتصادي بين أوروبا والدول العربية والتحديات الدولية والمسائل الاقليمية.

وعلى رأس هذه القضايا ستأتي التجارة والاستثمار في حوض البحر المتوسط والمسائل التربوية والاجتماعية.

وفي ما يتعلق بالتحديات الدولية، سيناقش العرب والأوروبيون التغيرات المناخية والهجرة والأمن.

وسيتم كذلك بحث ملفات إقليمية مثل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي أو اليمن أو ليبيا.

وقال سركوس في رسالة إلكترونية رداً على سؤال لوكالة فرانس برس إن «تعزيز التعاون والاتصالات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية يمكن أن يؤدي إلى تحسين مستوى الرفاهية والاستقرار في المنطقتين».

وقالت الحكومة الألمانية الجمعة أن «قوى عالمية أخرى تنشط أيضاً في المنطقة» مثل الصين وروسيا مثلاً «لهذا السبب من المهم أن يكون الاتحاد الأوروبي موجوداً هناك، هم جيراننا الجنوبيون».

وستتم مناقشة موضوع الهجرة الذي يقع في صلب العلاقات بين الكتلتين خلال القمة، لكنها لن تقتصر على هذه القضية، بحسب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.

وقالت موغيريني لصحافيين الاثنين «سنجري مناقشات صريحة ومفتوحة ليس فقط حول الهجرة، بالتأكيد لا»، مشيرة إلى التعاون الاقتصادي في حوض المتوسط.

ولكن وفق مسؤول في الأمم المتحدث طلب عدم كشف هويته، «بعض الدول الأوروبية لا تريد التطرق إلى الهجرة أصلاً»، متسائلاً «كيف يمكن إذن مناقشة الموضوع؟».

وقال المسؤول «إذا كانت هناك هذه المقاربة السلبية للغاية من جانب أوروبا، قد يؤدي هذا إلى تجميد كل المناقشات الأخرى»، في إشارة إلى النمو الاقتصادي والتجارة.

في ديسمبر 2018، صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على ميثاق دولي حول الهجرة يستهدف تعزيز التعاون الدولي من أجل «هجرة آمنة»، لكن من بين دول الاتحاد الأوروبي، صوتت المجر وجمهورية التشيك وبولندا ضد هذا الميثاق.

واتخذت المجر ورئيس وزرائها فيكتور اوربان مواقف مناهضة للهجرة وبصفة خاصة من أزمة المهاجرين في العام 2015.

ويقول المحلل في مركز كارنيغي-أوروبا للأبحاث مارك بييريني السفير السابق للاتحاد الأوروبي في تونس وليبيا، إن الرهان الرئيسي لقمة شرم الشيخ هو «إرساء حوار ذي مغزى بين الكيانين اللذين يواجه كل منهما تحدياته الخاصة».

وأشار إلى أن هذا الاجتماع يأتي في وقت «لا زالت فيه الدول العربية تمرّ بتداعيات الثورات التي اندلعت عام 2011 ووحدة الجامعة العربية ليست في أحسن حال».

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي من جانبه «منقسم داخلياً حول بعض مبادئه الجوهرية».

وأكد مصدر في الاتحاد الأوروبي أنه «لن يكون هناك اتفاق في الصحراء» وذلك رداً على سؤال بشأن اجتماع القادة الأوروبيين على هامش قمة شرم الشيخ لتفادي خروج كارثي للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس.

وشدد المصدر طالباً عدم كشف هويته «انها قمة بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية».

من جهة أخرى، أشار مصدر في الاتحاد الأوروبي إلى أن هذه القمة العربية الأوروبية الأولى مهمة خصوصاً مع تراجع انخراط الولايات المتحدة في المنطقة التي باتت الصين وروسيا تحاول استمالتها «الأمر الذي ليس في صالحنا بالضرورة»، بحسب المصدر.

وتحاول مصر التي ينظر إليها الأوروبيون كقطب استقرار لا غنى عنه ويقع فيها مقر الجامعة العربية، أن تستعيد دورها على الصعيد الدولي بعد الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي أعقبت ثورة 2011.

back to top