الحكيم: «إعادة إعمار العراق» يزيد بصمة الكويت وبعدها الإنساني

نقابة الصحافيين العراقيين استقبلت وفداً إعلامياً كويتياً وأشادت بدعم الأمير لبلادها

نشر في 21-01-2018 | 11:19
آخر تحديث 21-01-2018 | 11:19
قال عمار الحكيم، إنه في ظروف مكافحة الإرهاب بالعراق كان للكويت دور الدعم والإسناد دائماً في هذا المجال، كما أنها ظلت رائدة وسباقة عبر تبنيها ودعمها مؤتمر إعادة إعمار العراق وهو «ليس غريباً على الكويت وقيادتها الكريمة».
قال رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي عمار الحكيم ان استضافة الكويت لمؤتمر اعادة إعمار العراق الشهر المقبل تزيد بصمة الكويت في تعميق علاقتها بالعراق وبعدها الانساني.

وأشاد الحكيم في كلمة له امس الاول خلال لقائه بالوفد الاعلامي الكويتي الذي يزور العاصمة العراقية بغداد بمواقف سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد وتعاطف سموه الدائم مع العراق امام التحديات والازمات التي احاطت به خلال العقد الماضي.

وعن الانتخابات التشريعية القادمة، أكد الحكيم أنها «مصيرية لكل العراق، فهي مشابهة في الأهمية لانتخابات 2005 التي صاغت الدستور ونظمت العملية الديمقراطية فيه» مشيراً إلى أنها «ستنقل العراق إلى مرحلة الاستقرار وترسيخ الديمقراطية».

وذكر الحكيم أن انتخابات 2005 نقلت العراق من مرحلة الدكتاتورية إلى مرحلة الديمقراطية فيما ستنقل الانتخابات المقبلة العراق من مرحلة تأسيس الديمقراطية والاستقرار إلى مرحلة ترسيخ الديمقراطية وتثبيتها وتحقيق الاستقرار.

وبين أن «التحالفات السياسية تؤكد الرؤية التفاؤلية لدى الجميع، فلا يوجد أي اصطفاف طائفي لدى أغلب القوائم الحاضرة» معرباً عن تفاؤله بتحقيق مسارات إيجابية مستقبلاً. وأضاف الحكيم، أنه لإسقاط النظام الدكتاتوري السابق كانت الخطة بدخول القوات من عدة محاور، وتراجعت بعض الدول فيما كانت الكويت البلد الوحيد الذي فتح أراضيه وأجواءه لمساعدة وتحرير الشعب العراقي وإرادته من ذلك النظام.

الدعم الكويتي

وبين أنه في ظروف مكافحة الإرهاب كان للكويت دور الدعم والإسناد دائما في هذا المجال، كما أنها ظلت رائدة وسابقة عبر تبنيها ودعمها مؤتمر إعادة إعمار العراق وهو «ليس غريباً على دولة الكويت وقيادتها الكريمة».

وأوضح الحكيم أن العراق يعيش اجواء غير مسبوقة بالعديد من الانتصارات منها الانتصار العسكري على ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بعد احتلاله 40 في المئة من الأراضي العراقية وبعد انهيار الأجهزة الأمنية والعسكرية، مضيفاً أن خلو العراق من تنظيم «داعش» لا يعني خلوه من الفكر المتطرف، وهو ما يحتاج إلى جهود متكافلة لمحاربته.

‏ولفت إلى أن الانتصار الثاني كان الانتصار المجتمعي عبر محاربة ‏الطائفية التي كانت تعبث بالأمن والسلم المجتمعي، وأدت إلى التقاتل على مفهوم الوطنية، ‏مشيراً إلى أن «ما كان سبباً في الاقتتال بين الطوائف العراقية أصبح سبباً في وحدة الصف العراقي».

وقال الحكيم، إنه مع قرب الانتخابات التشريعية المقبلة يريد أن يعاقب المتشددين ويكافئ المعتدلين مضيفاً أن ذلك يمثل انتصاراً للمجتمع العراقي.

‏وذكر أن الانتصار الثالث هو الانتصار السياسي في ترسيخ وحدة العراق بعد أن كانت معرضة لمخاطر التقسيم ‏عبر التعامل بحكمة والعودة إلى الوئام بأقل الخسائر داعياً ‏جميع العراقيين إلى التعاون والعودة إلى الوئام لمواصلة بناء العراق.

تحدي بناء الدولة

وذكر أن الانتصارات السابقة لابد أن تكتمل باستحقاق مهم، وهو تحدي بناء دولة تقدم الخدمات الكافية للمواطنين وتوفر حالة الرخاء وفرص العمل والسكن والبنى التحتية للبلاد وتكافح الفساد وتقوي المؤسسات وتخفف البيروقراطية وتعمق الانفتاح الإقليمي والدولي.

وشدد على أهمية التركيز على أولوية بناء دولة عراقية قوية ترعى مواطنيها بكل انتماءاتهم دون تمييز مذهبي أو سياسي أو جغرافي بل على أساس المساواة بين المواطنين.

وأشار إلى أن التحديات السابقة كانت مستحيلة، لكن العراق أثبت تجاوزها مضيفاً أن تطويق أزمة تنظيم «داعش» في ثلاث سنوات رغم كل الصعاب التي واجهت تلك الفترة دليل على استطاعة العراق تجاوز الصعاب والازمات.

وعن موضوع استفتاء انفصال إقليم كردستان، أجاب الحكيم أنه لم يكن بمقدور أحد تصديق أن العراق قادر على تجاوز تلك الأزمة نظراً إلى الأحداث التي صاحبت ذلك مشدداً على أن العراقيين أثبتوا قدرتهم على استعادة هيبة الدولة على مدار السنوات الماضية بكل حكمة.

وأضاف أن موضوع بناء الدولة مهم ورغم صعوبته، فإنه يمكن تحقيقه بالإرادة الحقيقية ووضع الخطط والسياسات المناسبة وبالفريق المختص معرباً عن تفاؤله بسرعة تحقيق هذا الهدف في وقت قياسي.

وأوضح أن إنتاج النفط العراقي الحالي يصل الى 5 ملايين برميل كما أنه في نهاية العام الحالي ستتم الاستفادة من إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 100 في المئة مشيراً إلى أن الوصول إلى هذه الأرقام مع النظر إلى العقبات السابقة كان ضرباً من الخيال.

وقال إن تيار الحكمة الوطني، الذي أعلن ميثاقه في الأشهر الماضية جاء مواكباً للمناخ الجديد وللتغيرات الديمغرافية ولاحتواء الشباب وتمكين المرأة وهما يشكلان النسبة الأكبر من تكوين المجتمع العراقي ومن نسبة خريجي الجامعات مشيراً إلى أن تيار الحكمة وضع نظام (الكوتا) لتمثيل هاتين الفئتين بشكل أكبر.

وشدد على ان التيار يعزز مفهوم البعد الوطني عبر تعيين قيادات من مختلف الطوائف مضيفاً أن التيار سيعمل على تحديد رؤية واضحة تساعد في بناء العراق.

وفيما يثار حول وجود فساد مالي في العراق أجاب الحكيم، أنه «بالرغم من وجود نسبة من الفساد فإنه مع الأسف هناك مبالغة في الحديث عنه».

وحول ما يثار من إمكانية تأجيل الانتخابات التشريعية المقبلة استبعد الحكيم ذلك، مشيراً إلى عدم وجود أسباب كافية تدعو للتأجيل.

وللإشارة، حالَ عدم بلوغ النصاب القانوني بين مجلس النواب العراقي، الخميس الماضي، دون التصويت على مقترح تأجيل الانتخابات التشريعية في البلاد، على أن يجرى تصويت علني يوم الاثنين المقبل على الموعد الاصلي للانتخابات المقترح من قبل الحكومة وهو 12 مايو المقبل.

يذكر أن كتلة «اتحاد القوى العراقية» طالبت رئاسة البرلمان رسمياً بتأجيل الانتخابات بحجة وجود أعداد كبيرة من النازحين لكن نواب كتلة «التحالف الوطني» أصروا على إجرائها في موعدها المقترح من قبل الحكومة.

«الصحافيين العراقيين»

بدورها اشادت نقابة الصحافيين العراقيين بدعم سمو أمير البلاد الكبير للعراق لاسيما في مجال اعادة إعماره مؤكدة أن سموه «يرعى بإنسانيته العراق وشعبه تماما كما يرعى شعبه ودولته».

وقال نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي في كلمته أمس الاول خلال لقائه الوفد الإعلامي الكويتي إن زيارة الوفد تحمل رسالة كويتية مهمة للشعب العراقي وتبرهن وقوف الكويت إلى جانب العراق على مدى أكثر من عقد ونصف العقد في الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية.

وأضاف اللامي أن الكويت تريد استكمال مسيرة الدعم عبر احتضانها مؤتمر إعادة إعمار العراق المقرر عقده في الكويت في الـ 12 من فبراير المقبل ويستمر ثلاثة أيام.

وذكر أن الوفد الإعلامي الكويتي الزائر لبغداد سيلتقي كبار المسؤولين العراقيين وعددا من الوزراء وسيجري لقاءات صحافية مهمة ليطلع على حاجة العراق الفعلية على جميع المستويات قبيل انطلاق مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق.

من جانبه دعا الوكيل المساعد للاعلام الخارجي في وزارة الإعلام الكويتية فيصل المتلقم في كلمته خلال اللقاء في نقابة الصحفيين العراقيين إلى ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية العراقية الكويتية على كل الصعد وخصوصا الإعلامية.

ولفت المتلقم إلى حرص الكويت على توطيد العلاقات مع كل المؤسسات الإعلامية العربية وخصوصا العراقية منها لما للاعلام من تأثير كبير في تعزيز التواصل بين الطرفين مشيرا أيضا إلى حرص الكويت على دعم الاستقرار في العراق لأن استقراره يعني استقرار الكويت والمنطقة ككل.

الوفد الإعلامي الكويتي

يضم الوفد الكويتي كلاً من نائب المدير العام لقطاع التحرير رئيس تحرير وكالة الأنباء الكويتية «كونا» سعد العلي وأمين سر جمعية الصحفيين الكويتية منسق الزيارة عدنان الراشد والوكيل المساعد للإعلام الخارجي في وزارة الإعلام فيصل المتلقم ورئيس تحرير جريدة النهار د. عماد بوخمسين.

كما يضم رئيس تحرير جريدة «كويت تايمز» عبدالرحمن العليان ومن ديوان رئيس الوزراء حسن الصايغ وموفد «الجريدة» إبراهيم المليفي وموفد «القبس» إبراهيم السعيدي وموفد «الشاهد» محمد العجمي وموفد «الراي» وليد الهولان والمحرر بـ«كونا» فواز اسميران والمصور بـ«كونا» مصطفى البدر، ومن إدارة الإعلام العربي في قطاع الإعلام الخارجي طلال المشيطي.

خلو العراق من «داعش» لا يعني خلوه من التطرف الذي يحتاج إلى تكافل لمحاربته

العراق قادر على تجاوز أزمة كردستان والمواطنون أثبتوا قدرتهم على استعادة هيبة الدولة
back to top