بنغلادش تعلن وقف تدفق «الروهينغا» مع استمرار الاضطرابات في بورما

نشر في 23-09-2017 | 18:45
آخر تحديث 23-09-2017 | 18:45
No Image Caption
أعلن مسؤولون في بنغلادش السبت أن تدفق اللاجئين الروهينغا توقف تقريبا بعد نحو شهر من اندلاع أعمال العنف في بورما التي أدت الى تهجير نحو 430 ألفا من أفراد هذه الأقلية المسلمة، فيما تستمرّ الاضطرابات في ولاية راخين في غرب البلاد.

ولم تقدم بنغلادش تفسيرا لهذا التراجع لكن زعماء الروهينغا عزوا الامر إلى إخلاء القرى الحدودية في ولاية راخين بالكامل.

وأشار قادة حرس الحدود البنغلادشيين إلى أن بالكاد يمكن رؤية مركب يأتي من بورما أو لاجئ يحاول عبور الحدود البرية.

وفي الأسبوعين الماضيين، بلغ معدل اللاجئين الذين يدخلون بنغلادش في اليوم الواحد حوالى 20 ألفا.

وأعلنت الأمم المتحدة أيضا ان "التدفق تراجع" مقدرة أن 429 الفا من الروهينغا عبروا الحدود إثر حملة القمع التي بدأها جيش بورما في ولاية راخين غرب بورما في 25 اغسطس بعد هجمات نفذها مسلحو الروهينغا.

وقالت انها ستنشر مرة في الأسبوع حصيلة بأعداد اللاجئين الذين يدخلون بنغلادش بدل نشر حصيلة يومية.

ودفع العديد مبالغ مالية وقدموا مجوهراتهم للحصول على أماكن على متن القوارب التي تعبر نهر ناف الفاصل بين بنغلادش وبورما.

وقال المسؤول في حرس الحدود ببنغلادش عريف الاسلام "لم يسجل حرس الحدود وصول أفراد من الروهينغا في الأيام الاخيرة. الموجة انتهت".

أوضح زعماء الروهينغا أن غالبية قرى ولاية راخين القريبة من الحدود مع بنغلادش أصبحت مهجورة.

وقال يوسف ماجيهي، أحد زعماء الروهينغا في مخيم بالوخالي القريبة من كوكس بازار لوكالة فرانس برس "تقريبا كل الناس الذين أعرفهم وصلوا إلى بنغلادش".

وأضاف "القرية تلو الأخرى أصبحت فارغة إثر هجمات الجيش البورمي وإحراق البوذيين المنازل".

وقال "الذين بقوا في راخين يعيشون بعيدا عن الحدود".

واورد فريد علم، وهو زعيم آخر من الروهينغا، "لم أسمع عن عبور أي من الروهينغا الحدود في الأيام الخمسة الأخيرة. كل ما يمكننا رؤيته هو تجمع الناس قرب المخيمات الرئيسية".

وأعلنت الزعيمة البورمية اونغ سان سو تشي هذا الأسبوع "توقف المعارك منذ 5 سبتمبر وانتهاء عمليات التمشيط التي قام بها الجيش" والتي كانت تستهدف مسلحي الروهينغا في المنطقة الحدودية في بورما.

واعتبرت الأمم المتحدة في وقت سابق أن عمليات الجيش البورمي قد تبلغ مستوى "التطهير العرقي".

لكن رغم الهدوء الذي يسيطر على الحدود، برزت مؤشرات جديدة تنذر باستمرار الاضطرابات السبت في بورما.

وفي حين حمّل قائد جيش بورما مسلحين من الروهينغا مسؤولية وقوع انفجار في مسجد في راخين، اتهمت منظمة العفو الدولية جيش بورما بالتسبب في حرائق في المنطقة لمنع عودة اللاجئين الروهينغا.

وأصدر قائد الجيش البورمي الجنرال مين أونغ هلاينغ بيانا أعلن فيه أن مسلحي الروهينغا زرعوا "لغما يدوي الصنع" انفجر بين مسجد ومدرسة قرآنية في بلدة بوثيدونغ الجمعة.

واتهم قائد الجيش المسلحين بمحاولة طرد نحو 700 شخص لا يزالون في البلدة "في حين أن السكان لا يريدون مغادرة منازلهم"، واضاف "فجر الارهابيون العبوة في وقت الصلاة لبثّ الرعب في نفوس السكان".

واعتبر أنه "عمل ارهابي نفذه جيش انقاذ روهينغا اراكان" وهي مجموعة تمرد منظمة أنشئت في أكتوبر 2016 وأدت هجماتها في أغسطس إلى حملات عسكرية شنّها الجيش البورمي. ولم يُسجل سقوط أي ضحية نتيجة الانفجار.

ورأى المحللون أن تأثير المسلحين يعتمد على الشبكات التي بنوها عبر مجتمعات الروهينغا.

وقالت منظمة العفو الدولية إن مقاطع فيديو وصورا التقطت من الأقمار الصناعية تظهر النيران المشتعلة في قرى الروهينغا، التي احترقت عشرات منها بالكامل.

وبحسب الارقام الرسمية، أخلي نحو 40 بالمئة من قرى الروهينغا في شمال ولاية راخين خلال الشهر الأخير.

ونقلت منظمة هيومن رايتس ووتش مزاعم مسؤولين بنغلادشيين تفيد بأن قوات الأمن البورمية تزرع ألغاما أرضية على طول الحدود.

وقتل عدد من الروهينغا من بينهم أطفال بانفجار ألغام على الحدود.

في هذا الوقت، تبذل السلطات البنغلادشية جهودا كبيرة لتنظيم توزيع المساعدات على اللاجئين.

وقد نُشر جنود حول منطقة تبلغ مساحتها 70 كيلومترا مربعا حيث بنى الروهينغا مخيمات على التلال أو في المساحات المفتوحة قرب مخيمات الأمم المتحدة.

وقال متحدث باسم الجيش البنغلادشي لوكالة فرانس برس "نحن في طور التحكم بكامل عملية توزيع المساعدات الإغاثية".

وأشار إلى أن القوات المحلية ستحفر مئات الحمامات للاجئين بعد تحذير الأطباء من أن المخيمات على شفير كارثة صحية.

وقبل النزوح الأخير، كانت المخيمات تعدّ حوالى 300 ألف من الروهينغا الذين هربوا في وقت سابق من أعمال العنف في راخين.

back to top