الأمم المتحدة تأمل استئناف محادثات السلام السورية أواخر أغسطس

قوات النظام سيطرت على حي الليرمون شمال غرب حلب

نشر في 26-07-2016 | 21:48
آخر تحديث 26-07-2016 | 21:48
No Image Caption
أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا الثلاثاء عن الأمل في استئناف محادثات السلام السورية «أواخر أغسطس»، معتبراً أنه لا يمكن للمحادثات أن تنتظر تحسن الأوضاع في دمشق وحلب.

وقال المبعوث الأممي في ختام اجتماع في جنيف مع المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن «المحادثات لن تنتظر تحسن الأوضاع في حلب أو في دمشق».

وأوضح «لقد أحرزنا هنا (في جنيف) بعض التقدم»، مضيفاً أن «هدفنا هو بدء جولة ثالثة من المحادثات بين السوريين بنهاية أغسطس».

وكان دي ميستورا أعرب في 21 يونيو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أمله باستئناف المفاوضات في يوليو، لكن شرط أن يتحسن الوضع الأمني والإنساني في سورية.

وقال حينها إنه يجب أولاً «احترام وقف الاعمال القتالية وزيادة المساعدات الإنسانية والتوصل إلى اتفاق مبدئي حول العملية السياسية الانتقالية».

وعقدت جولتا مفاوضات غير مباشرة بين الأطراف السوريين منذ بداية العام برعاية الأمم المتحدة في جنيف من دون نتيجة، بسبب الخلافات الجوهرية على مصير الرئيس بشار الأسد.

وكان الأول من أغسطس الموعد الذي حددته الدول الكبرى والإقليمية والأمم المتحدة المجتمعة في إطار المجموعة الدولية لدعم سورية، لبدء عملية سياسية انتقالية بين نظام بشار الأسد ومجموعات المعارضة.

وفي غمرة الدفع باتجاه استئناف المحادثات، اتفقت موسكو حليفة الرئيس السوري، وواشنطن على تعاون متزايد و«تدابير ملموسة» لانقاذ الهدنة في سورية ومحاربة الجهاديين خصوصاً في تنظيم داعش وجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية.

لكن هذا المشروع الذي قد يشمل تعاوناً بين العسكريين الأميركيين والروس على الأرض، يُثير تحفظات عدد من المسؤولين في واشنطن المترددين في تقاسم معلومات استخباراتية حول سورية مع موسكو.

وفي هذا الإطار، أمل دي ميستورا الثلاثاء بأن تصبح تلك «التدابير» «ملموسة ومرئية».

وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من لقاء جمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في فينتيان في لاوس، على هامش قمة لدول جنوب شرق آسيا (اسيان).

وقال كيري أمام الصحافيين «آمل أن نتمكن مطلع أغسطس خلال أول أسبوع منه تقريباً أن نقف أمامكم ونقول لكم ما يمكننا القيام به مع الأمل في أن يحدث ذلك فارقاً للشعب السوري ومجرى الحرب».

الأوضاع الميدانية

ميدانياً، سيطرت قوات النظام الثلاثاء على حي الليرمون في شمال غرب مدينة حلب السورية، لتشدد بذلك حصارها على الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وغداة ارتفاع حصيلة القصف الجوي الأثنين على حي المشهد إلى 24 قتيلاً، جددت قوات النظام قصفها الثلاثاء للحي، ما أدى إلى تدمير مبنى ومقتل طفل في حصيلة أولية للمرصد.

وأكد المرصد سيطرة قوات النظام بالكامل على حي الليرمون بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المقاتلة التي كانت تسيطر عليه، معززة بذلك حصارها الناري على حي بني زيد الخاضع بدوره لسيطرة الفصائل.

وكانت الفصائل وفق المرصد تستخدم هذين الحيين لإطلاق القذائف على الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام في المدينة رداً على استهداف الأحياء الشرقية بالغارات والبراميل المتفجرة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن «أهمية السيطرة على الليرمون وبني زيد تكمن في وقف إطلاق الصواريخ وتشديد الحصار» على الأحياء الشرقية.

وحيال الأوضاع الإنسانية المأساوية في أحياء حلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، دعا سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية بعد قصف أربعة مستشفيات وبنك للدم من قبل القوات الحكومية.

من جهتها، دعت الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية أسبوعية من 48 ساعة لنقل المساعدات إلى المدنيين المحاصرين في حلب.

والثلاثاء، أعلن «اتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية»، وهو عبارة عن منظمة غير حكومية تضم أطباء من الجاليات السورية في العالم يعملون في مناطق سيطرة المعارضة، أن آخر الأطباء والممرضين والتقنيين العاملين في مستشفيات حلب وجهوا نداءً إلى المجتمع الدولي لوقف قصف قوات النظام السوري للمدينة، شارحين في شرائط فيديو قصيرة وضعهم البائس.

ووزعت المنظمة شرائط فيديو قصيرة تعرض لمعاناة السكان في القسم الشرقي من حلب الواقع تحت سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة.

وفي هذا السياق، دعت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطراف واسعة من المعارضة السورية الثلاثاء مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة حول الوضع في مدينة حلب، مطالبة برفع الحصار عنها وحماية المدنيين والمرافق الطبية من القصف الجوي العشوائي.

وطالب المنسق العام للهيئة رياض حجاب في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وفق بيان للهيئة، مجلس الأمن الدولي «بعقد اجتماع طارئ حول الوضع في حلب».

ودعا «الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى حماية المدنيين عبر اتخاذ اجراءات ملموسة لوقف الغارات الجوية العشوائية في أنحاء سورية وانهاء الاستهداف المتعمد للمرافق الطبية والأفراد».

وناشد حجاب الأمم المتحدة «كسر الحصار» الذي تفرضه قوات النظام السوري على مناطق عدة «بينها حلب، وضمان ايصال المساعدات الإنسانية بشكل دائم إلى سكان حلب وفي كافة أنحاء سورية»، مشدداً على ضرورة «انهاء الإفلات من العقاب عبر محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب».

تلبيسة

دخلت الثلاثاء قافلة مساعدات جديدة إلى منطقة تلبيسة المحاصرة من قوات النظام في محافظة حمص (وسط)، وفق ما أعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك لوكالة فرانس برس.

وقال كشيشيك أن القافلة المشتركة بين اللجنة الدولية والهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة «هي ثاني أكبر قافلة مساعدات في سورية» وتتألف من 48 شاحنة محملة بمواد غذائية لأربعين ألف شخص بالإضافة إلى مستلزمات النظافة وأدوات مطبخية ومستلزمات طبية.

وتلبيسة هي أحد آخر معقلين متبقيين لمقاتلي المعارضة في محافظة حمص، منذ سيطرتهم عليها في يونيو 2012، وتحاصرها قوات النظام منذ نحو ثلاث سنوات ولكن الحصار أصبح تاماً منذ بداية العام.

ودخلت قافلة مساعدات إلى المنطقة في 27 أبريل الماضي، كانت الأولى منذ نحو عام.

back to top