«تكلّموا» مع الحيوانات لتعزيز صحتكم!

نشر في 02-01-2018
آخر تحديث 02-01-2018 | 00:00
No Image Caption
يقال إن الكلب أفضل صديق للإنسان. لكن لتحسين الصحة، يمكن أن نستفيد من تقوية روابطنا مع أي حيوان. ربما يصبح العلاج بمساعدة الحيوانات أفضل صديق لك لتلقي الدعم النفسي الذي تبحث عنه.
تثبت البحوث أن التفاعل مع حيوانات مثل الكلاب والقطط وحتى الأحصنة قد يعطي آثاراً فورية وطويلة الأمد على مستوى الراحة النفسية. تحمل هذه العملية طابعاً رسمياً في السياق الطبي وتُسمّى «العلاج بمساعدة الحيوانات».

يقول الدكتور هنري فيلدمان من قسم الطب الاستشفائي في مركز «ديكونيس» الطبي التابع لجامعة هارفارد: «لا تحمل الحيوانات مفهوماً مسبقاً عن البشر. لذا تقدّم لهم حباً غير مشروط وتشجّعهم على التفاعل وتساعدهم لزيادة ثقتهم بنفسهم».

علاقات مريحة

يشمل العلاج بمساعدة الحيوانات تفاعلاً مستمراً مع الحيوانات خلال فترة زمنية تمتدّ على أسابيع أو أشهر. تحصل اللقاءات غالباً مع كلاب وقطط في بيئة فردية أو جماعية وتتضمّن نشاطات من جميع الأنواع، بدءاً من اللعب وتقديم المكافآت وصولاً إلى الجلوس معاً بكل بساطة.

لكن ماذا يحصل فعلياً حين نتفاعل مع الحيوانات؟ يتحدث الباحثون عن زيادة مستويات الأوكسيتوسين، أي «هرمون الحب» الذي ينتجه الدماغ لتشجيع الناس على تقوية علاقاتهم. كذلك تساهم اللقاءات مع الحيوانات في تحسين إنتاج مادة السيروتونين الكيماوية الدماغية التي تعزّز الشعور بالراحة، ولهذا السبب على الأرجح يعطي اللعب مع الحيوانات أثراً مهدّئاً لهذه الدرجة.

يُعتبر العلاج بمساعدة الحيوانات مجالاً جديداً نسبياً في علم النفس لذا تبقى البحوث عنه محدودة. لكن أثبتت النتائج الأولية قدرته على تقديم المساعدة لمعالجة مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية.

يُستعمل العلاج غالباً في مراكز التقاعد لمساعدة المصابين باكتئاب وضغط نفسي. نشرت مجلة «أنثروزوس» دراسة لاحظت تحسّن الاكتئاب لدى المصابين بالخرف في أحد مراكز الرعاية بعدما تلقوا علاجاً بمساعدة الكلاب طوال 11 أسبوعاً مقارنةً بمن تلقوا علاجاً مع البشر وحدهم.

تستعمل المستشفيات أيضاً العلاج بمساعدة الحيوانات لمساعدة المرضى الذين يتكيّفون مع مرحلة العلاج والتعافي. في هذا السياق، نُشر تقرير في «مجلة المجتمع وعلم الأورام الداعم» وذكر أن الزيارات اليومية لكلاب علاجية، لمدة تراوحت بين 15 و20 دقيقة طوال ستة أسابيع، ساعدت مرضى السرطان على تخفيف ضغطهم النفسي وخوفهم المرتبط بعلاج الأشعة والعلاج الكيماوي.

لا داعي لتواجه أمراضاً حادة للاستفادة من العلاج بمساعدة الحيوانات. بل يمكن استعماله لمواجهة تحديات الشيخوخة والتعامل مثلاً مع تدهور الصحة أو وفاة شخص مقرّب منا. يقول فيلدمان: «يمكن أن تعالج الحيوانات مشاعر الخيانة أو الذنب الذي يشعر به الناجون. الكلاب والقطط تحديداً مناسبة لدعم البشر عاطفياً ويمكن أن تحدد هذه الحيوانات مزاج الناس وتعرف ما نحتاج إليه كي نشعر بالسعادة».

جِدْ علاجك الخاص

يوصي الأطباء بالعلاج بمساعدة الحيوانات لمعالجة الاضطرابات التي يشخصها الأطباء، لكن يجب أن تستبق الأمور وتسأل عن طريقة استكمال علاجك الاعتيادي. مع ذلك، لن تحتاج إلى وصفة طبية لحصد الآثار الإيجابية التي يعطيها هذا النوع من العلاج، ويشكّل اقتناء الحيوانات الأليفة إحدى الطرائق الفاعلة في هذا المجال.

يوضح فيلدمان: «تتطلّب الرعاية بالحيوانات انتباهاً دائماً للتفاصيل لإطعامها وفحصها لدى البيطري وتنظيفها. إنها طريقة ممتازة لمتابعة تحفيز العقل والحفاظ على يقظته».

يجب ألا نستخفّ أيضاً بقدرة الكلاب على كسر الجليد بين الناس. يضيف فيلدمان: «يشكّل الناس غالباً جماعات اجتماعية في حدائق الكلاب أو حين يتنزهون مع كلابهم في الحي، ما يمنحهم فرصة للتعرّف إلى أصدقاء جدد والتفاعل مع الأصدقاء القدامى».

الكلاب والقطط تحديداً مناسبة لدعم البشر عاطفياً

يمكن استعمال العلاج بالحيوانات لمواجهة تحديات الشيخوخة والتعامل مع تدهور الصحة أو وفاة شخص مقرّب منا
back to top