أين العرب... اللهم اشهد

نشر في 03-11-2017
آخر تحديث 03-11-2017 | 00:24
 صالح القلاب باتت روسيا تتصرف بسورية مطلقة اليد وكأنها إحدى "الجمهوريات" التابعة لها كتبعيتها السابقة للاتحاد السوفياتي، الذي لم يكن عظيماً ولا هم يحزنون، وثبت أنه كان قلعة من الكرتون، وهذا بينما كل الدول المعنية القريبة والبعيدة إما غارقة في أحلامها الوردية أو منشغلة بمشاكلها وإشكالاتها الداخلية، وكأن ما يجري في هذه الدولة العربية، التي كانت توصف بأنها قلب العروبة النابض، إحدى ما كان يسمى جمهوريات الموز أو إحدى القبائل المنسية التي حولتها صراعات الأمم على القارة السوداء إلى إحدى دول القارة الإفريقية.

فهل كان العقلاء منّا والمجانين أيضاً يتصورون أن يأتي يوم يحدث لسورية كل هذا الذي يجري وتتكالب عليها الدول وأشباه الدول، كتكالب الأكلة الجوعى على "القصعة"، بينما العرب إن ليس كلهم فبعضهم يستلقون على ظهورهم في الليالي المقمرة، ويتبارون في عد نجوم السماء، وأي منها الأقرب إلى "مضاربهم" التي تحولت إلى هذه المدن الجميلة التي إن هُم بقوا يستسلمون لما يجري في هذه الدولة العربية فإنها ستصبح كما هي عليه الآن حلب ودير الزور والرقة وحمص وحماة ودرعا... ودمشق الفيحاء التي بات يحكمها ويتحكم فيها في هذا الزمن الرديء قاسم سليماني وحسن نصرالله.

في آخر تصريح له قال علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني باستمتاع، وبدون أن يرف له جفن، إن إيران ومعها حزب الله موجودة في الأراضي السورية كلها، من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، حيث معبر "نصيب"، الذي ينشغل بعض المؤلفة قلوبهم من الأردنيين في دفع حكومتهم لإعادة فتحه وتشغيله بأي ثمن، وكل هذا بينما قرر الروس عقد مؤتمر لما أسموه "الشعوب السورية"! بعد أيام قليلة في مصيف "سوتشي" الجميل، ودعوا إليه 33 شعباً سورياً! أطلقوا عليها تفادياً للإحراج اسم "المكونات"... وأي مكونات؟!

باستثناء أصوات قليلة بعضها لبعض قوى المعارضة السورية، وبعضها لبعض الدول العربية التي لا تزال تتمسك ولو بالحد الأدنى من عروبتها، فإن هناك صمت أهل القبور في هذه المنطقة التي كنا نتغنى بها: "من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر"، وهكذا، والمؤكد أن هذه "الشعوب" أو هذه "المكونات" ستتحول إلى دول "مايكروسكوبية" متقاتلة، وأن "الحبل على الجرار"، كما يقال، وقد يرى الذين يعيشون منا حتى منتصف هذا القرن في "جامعتنا" العتيدة مئة دولة ناطقة بالفارسية أو التركية أو الروسية، وتخجل من أن "تهْدُر" بلغة القرآن الكريم المقدسة الجميلة.

إن هناك مبارزة "طأطأة" رؤوس تجاه استباحة الفرس والروس والأتراك وغيرهم لـ "بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان"، ولعل بعض العرب يعرفون بل ويحفظون ذلك المثل القائل "أُكلت يوم أكل الثور الأبيض"، ويقيناً ان الدور، إن لم تستجد صحوة عربية فعلية فسيصل إلى الجميع، وهو لن يستثني أحداً... واللهم اشهد... اللهم اشهد.

back to top