ملتقى خليجي يناقش الوعي التدريبي وتبادل الخبرات التربوية

نشر في 15-05-2016 | 00:01
آخر تحديث 15-05-2016 | 00:01
No Image Caption
ناقش الملتقى الخليجي التربوي الأول تبادل التجارب والخبرات في دول الخليج، والاستفادة منها، لرفع مستوى الأداء، وتقليل الأخطاء، وزيادة الإنتاجية والإتقان، وتحسين مستوى أداء العاملين بالمجال التربوي.
افتتح أمس ملتقى التدريب التربوي الخليجي الأول بعنوان "التدريب التربوي بناء وحضارة"، والذي يستمر أربعة أيام في فندق كراون بلازا، بمشاركة أكثر من 40 مدربا ومدربة من داخل الكويت وخارجها، وبحضور أكاديميين ومفكرين تربويين من مختلف دول الخليج.

وفي كلمته خلال الافتتاح، أوضح المشرف العام على الملتقى د. عيسى الشمري، أن الملتقى يتضمن عدة محاور رئيسة، ويهدف إلى نشر الوعي بالتدريب التربوي بين القطاعات التدريبية والتربوية في دول الخليج، من أجل اكتساب مهارات الجودة التربوية، والتحفيز التربوي، وطرق غرسها في بناء الجيل.

ولفت الشمري إلى أن تبادل التجارب والخبرات التربوية الناجحة في دول الخليج والاستفادة منها، من خلال الملتقى، سيحدث تغييرا تربويا هادفا لرفع مستوى الأداء، وتقليل الأخطاء، وزيادة الإنتاجية والإتقان، وتحسين مستوى أداء العاملين بالمجال التربوي، بمختلف مستوياتهم ومسؤولياتهم.

من جهته، ألقى أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د. عويد المشعان، كلمة بعنوان "أهمية التربية والتنشئة الاجتماعية لدى الشباب"، أوضح فيها أن التنشئة الاجتماعية في مرحلة الطفولة على درجة كبيرة من الأهمية للفرد وللمجتمع، ففيها يتم رسم ملامح شخصيته، وتتشكل عاداته واتجاهاته وقيمه، وينمو ميوله واستعداداته، وتتفتح قدراته، وتتكون مهاراته، وتكتسب أنماطه السلوكية، وخلالها يتجدد مسار نموه العقلي والنفسي والاجتماعي والوجداني.

دور التربية بالتنشئة

وأشار إلى أن البيئة المنزلية تعد أول مجتمع ينمو فيه الطفل، ومن خلاله تتشكل أحكامه الأخلاقية، مشددا على دور التربية في تنشئة الأبناء وإعدادهم، لكونهم الركيزة الأساسية في تحمل المسؤولية لتحقيق أهداف التنمية.

وذكر المشعان أن للتربية دورا في غرس مفهوم الحوار لدى الشباب بالوقت الحاضر، بسبب طبيعة العصر الذي نعيشه، والذي كثرت فيه مخاطر الغزو الفكري والثقافي، وتنوعت فيه سلبيات التقنية الحديثة والاتصالات، مؤكدا انتشار وسائل الفساد وانقلاب الموازين واختلاف القيم ومعايير السلوك.

وشدد على أهمية تربية الأبناء بشكل صحيح، والقيام بواجب التنشئة الاجتماعية الإيجابية، والعمل على صيانة فطرتهم عن الانحراف والتطرف الفكري.

وبيَّن أن اتباع أساليب التربية الخاطئة مع التلميذ، والحرمان العاطفي والرفض والإهمال والقسوة والتوبيخ والسخرية وعدم إشباع الحاجات الأساسية ينجم عنها العديد من الأمراض الاجتماعية، كالمخدرات والتطرف والعنف والعدوان والجنس الثالث والبويات، وغيرها من الانحرافات الاجتماعية.

من جانبه، ألقى المحلل النفسي المتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية والمجتمعية بالمملكة العربية السعودية د. هاني الغامدي، كلمة بعنوان "أهمية التدريب التربوي"، أوضح فيها أن التدريب اليوم تلوث ببعض من أساء له وشوه صورته وهدفه، وبات مهنة منقوصة لدى البعض تقوم على الكسب المادي، معتبرا أن التربية أصبحت أمرا لا يرى منه إلا أطرافه بين تزاحم التطاول السلوكي والبصري على الفضائيات، وذلك التسونامي الكبير من خلال "السوشيال ميديا"، فأصبح المربي يقاوم المناهضة لما يراه ويسمعه من المتلقين، وكأنه يعيش في زاوية لا تقدر ولا تعتبر لمكانته أو رأيه او توجيهه.

وأكد الغامدي أن التربية اليوم أصبحت تحتاج إلى تدريب، والتدريب أصبح يحتاج إلى إعادة تربية، معربا عن امله أن ينجح الملتقى بالخروج بميثاق يحدد المفهوم الخاص بالتدريب التربوي، وايضاً تحديد الصفات اللازمة للتدريب بمفهومه الصحيح، ونسق التربية بهيكلها المطلوب.

وشدد على أن التدريب يجب ان يكون محتواه خليطا من عدة عناصر تدخل في تركيبته، منها مفاهيم الانتمائية وحب الوطن وشرح النصوص التي تحدد المسار الحقيقي للشرع، وفق الموقف، وايضاً الطريقة التي تتناسب مع المتلقي وفق بيئته.

وبيَّن الغامدي أن زرع الفكرة في عقل النشء والشباب لا يستطيعها إلا مدرب مربي محترف يعتمد على ملامسة جميع مسارات الفكر والنفس والعقل والروح لدى المتلقي، لكي يصل في هذا الزمن الصعب إلى المعادلة المثلى للتأثير.

back to top