دانة الإبداع الكويتي: سعاد عبدالله: روح الفريق سبب نجاح الأعمال القديمة (3/3)

نشر في 01-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 01-07-2014 | 00:01
في الحلقة الثالثة والأخيرة، نلقي الأضواء على نشاط الفنانة الرائدة سعاد عبدالله في مجال الأوبريت والتقديم التلفزيوني، وتجربتها مع الموسيقي أحمد باقر والأغنيات التي قدمتها، إضافة إلى مشاركتها على شاشة رمضان هذا العام.
انطلقت الفنانة سعاد عبدالله في مجال الأوبريت، وارتبطت بأعمال مع الشاعر الكبير بدر بورسلي والموسيقار القدير غنام الديكان، وكانت البداية مع أوبريت {ألعاب شعبية} التي صُوّرت في مقر تلفزيون الكويت القديم.

تقول سعاد عبدالله عن التلفزيون القديم: {كان يقع قبالة أبراج الكويت، وإلى جانب قصر دسمان على البحر، وهو عبارة عن «شبرات» تضم الإدارة والسينما والاستوديوهات».

احتوى الأوبريت أغنيات لا تزال تردد في المدارس لغاية اليوم، مثل: {اليوم هده ليش الكوس هدونا، رحنا المدارس عند رودنا}، و{السبت سبمبوت، والأحد عنكبوت، والأثنين بابين، والثلاثا منارة، والأربعا بشارة، والخميس نذبح ابليس، والجمعة عيدنا وعيد الرسول}. وقد شارك بورسلي في أداء {يا من عين الضالة جزاك الله خير}.

تقديم تلفزيوني

«الملالة» أول برنامج قدمته سعاد عبدالله مع عبدالرحمن النجار في ستينيات القرن المنصرم، ثم تابعت التقديم في برامج: «مع الكلمة والحوار والنغم»، «الليلة عندنا سهرة»، و«يا ليلة دانة».

برنامج «مع الكلمة والحوار والنغم» أحد روائع البرامج المنوعة التي أنتجها تلفزيون «الكويت» على الطريقة السينمائية، وتصدى للإخراج بدر المضف، واحتوى أغنيات ولقاءات وأوبريتات ناجحة مثل «المطرب القديم» مع الفنان خالد النفيسي، من كلمات بدر بورسلي وألحان غنام الديكان، وقد صوّر في منزل قديم في منطقة شرق، وبمشاركة أطفال «الفريج».

تقول سعاد عبدالله: «كنا نعمل بروح الفريق الواحد، وبهارمونية في الآراء، لذا خرجت هذه الأعمال الإبداعية، وفي الفترة الأخيرة حاولت أن أطبق هذه النظرية، فثمة من تقبلها والبعض الآخر رفضها». تضيف ولصفة خالد النفيسي: «روحه مشعة على من حوله، يواصل الجميع، نشمي، ومعطاء، وصحاب مقالب من الدرجة الأولى».

شهد البرنامج أول ظهور للفنانة المعتزلة عالية حسين، وغنت فيه {الحمد لك يا عظيم الشان}، فضلا عن ظهور باسمة حمادة وشقيقتها لمياء مع سعاد في أغنية {مابي أسمع} أو الشهيرة باسم {أنا مكاري} من ألحان عبدالرحمن البعجيان.

كذلك عرض البرنامج أحدث الأغنيات في تلك الفترة من بينها: {غريب} للمطرب عبدالكريم عبدالقادر، من كلمات بدر بورسلي وألحان د. عبدالرب إدريس. حول  تصوير أغنية {أنا رديت لعيونج} لعبدالكريم عبدالقادر تقول سعاد عبدالله: {أردنا أن نسجلها مع بدر المضف، وكانت ثمة تسهيلات رائعة آنذاك، إذ صورت الأغنية في رحلة الكويتية من الكويت إلى البحرين، وجعلنا ثيمة الحب، هي الكويت، وشاركت في العمل ابنتي الصغيرة}.

قابلت سعاد في {الكلمة والحوار والنغم}، شخصيات من بينها: الشحرورة صباح التي وصفتها سعاد بالقول: {عبارة عن كتلة من الإيجابية، ابتسامتها لا تغيب عن محياها}.

لا تتذكر سعاد عبدالله من أطلق عليها {سندريلا}، الذي ترفضه اليوم، بقولها: {لقد كبرت على هذا اللقب}، وتشير إلى أنها لا  تملك أي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي سواء {انستغرام} أو  تويتر} أو {فيسبوك}.

الفنون المسرحية

التحقت بقسم التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1976، وكان معها في الدفعة الفنانون علي المفيدي ومبارك سويد وكاظم الزامل. أمّا عميد المعهد في تلك الفترة فكان سعيد خطاب الذي أمسك بزمام الوضع واشتهر بالانضباط لتمتعه بشخصية قيادية.

تتلمذت على يد أساتذة كبار من بينهم: سعد أردش، كرم مطاوع، جلال الشرقاوي، إبراهيم سكر، رشوان توفيق. وشاركت في أعمال أكاديمية للمعهد على مسرح الشامية (كان مقر المعهد سابقاً) من بينها: {براكسا} لتوفيق الحكيم، {الزير سالم} و{البطل في الحظيرة}. وبعد جد واجتهاد ومثابرة حصلت على البكالوريوس في التمثيل والإخراج والمرتبة الأولى.

أحمد باقر

التلقائية والبساطة أبرز عناصر نجاح البدايات الصحيحة، ترك الموسيقار أحمد باقر بصمة وذكرى في حياة سعاد عبدالله، أولها أوبريت «مداعبات قبل الزواج»، ثم «شهر العسل»، وأخيراً «بعد الزواج». إضافة إلى مسابقات رمضان من بينها: «أمثال وغطاوي»، تتكون من 30 حلقة و30 موضوعاً و30 أغنية، مع الفنان القدير المبدع عبدالحسين عبدالرضا.

تقول سعاد عنه: «أحمد باقر مدرسة فنية، جاد، وسبق عصره، قامة وهامة في عالم الفن والتلحين والكتابة، وكان مقتنعاً بأن صوتي جيد، علمنا الكثير، أمسك بزمام المعهد العالي للفنون الموسيقية، وله إسهاماته وبصماته الواضحة في حركتنا الفنية».

ردت الطيارة

مشاركات سعاد عبدالله متنوعة، فلها على صعيد الأغنيات الرياضية، «ردت الطيارة» مع الفنان الكبير صالح الحريبي، تقول عن تلك الفترة: «الكويت كانت دانة ومتوهجة في الفكر الإنساني، وعلى أسس ثقافية وفنية ورياضية قوية، فبناء الإنسان هو الهاجس والهدف والمرمى».

حياة الفهد

تؤكد سعاد عبدالله وجود كيمياء خاصة بينها وبين الفنانة القديرة حياة الفهد، منذ البدايات، من الأبيض والأسود إلى الأعمال بالألوان الطبيعية، منها: «درس خصوصي، رقية وسبيكة، خالتي قماشة، على الدنيا السلام، خرج ولم يعد، سليمان الطيب}.

وعلقت على المسلسل التلفزيوني الأخير «البيت بيت أبونا»: «في الماضي ارتبطت  الأعمال الكوميدية المعتمدة على الموقف بذهن المشاهدين، الآن اختلف الوضع وتغير الزمن، أصبحنا جدات، فلا مجال لعقد مقارنة بين القديم والحديث».

ثريا

في رمضان هذا العام تدعم سعاد عبدالله، كعادتها، جيل الممثلين الشباب، وفي المسلسل الاجتماعي «ثريا» الذي يعرض على شاشة رمضان في تلفزيون «الراي» و»الظفرة» وغيرهما، فتمنحهم مساحة أكبر، ويشاركون في أدوار بطولة، بالاتفاق مع المخرج محمد دحام والمنتج عامر الصبّاح «صبّاح بيكتشرز».  

وفي المسلسل الذي يرصد جوانب مهمة من تاريخ المرأة وكفاحها الاجتماعي للتغيير، تجسد عبدالله شخصيتين مختلفتين، ما تطلّب منها جهداً مضاعفاً واصفة ذلك كأنه مشاركة في عملين في آن.

بشأن المنافسة الفنية في رمضان، تؤكد الفنانة أنها تشكل وضعاً طبيعياً في المجالات كافة، ليس في المجال الفني فحسب، بل هذا الأمر مشروع والباب مفتوح للجميع، وفي النهاية يبقى الجمهور هو الفيصل.

ونختم آخر حلقات الفنانة سعاد عبدالله بقولها: «البركة في الجيل المقبل، وأملنا في أن تكون الكويت الأجمل».

back to top