سورية: تظاهرات جديدة... ودرعا تستقبل محافظها بـ الإضراب تظاهرات مسائية في ضواحي المدن... والإفراج عن 7 معتقلين تلميح إلى إمكانية تعديل الطوارئ لا إلغائه

نشر في 06-04-2011 | 00:00
آخر تحديث 06-04-2011 | 00:00
بعد يوم من تعيين الرئيس السوري بشار الأسد محمد الهنوس محافظا جديدا لدرعا، شهدت المدينة أمس إضرابا تخللته دعوة إلى الحداد ثلاثة أيام على أرواح ضحايا الاحتجاجات، كما شهدت بعض ضواحي المدن السورية تظاهرات محدودة مساء أمس الأول، في وقت تم الإفراج عن 7 معتقلين بكفالة.

تظاهر أمس آلاف السوريين من اهالي منطقة المعضمية التابعة لمحافظة ريف دمشق، منددين بالسلطات السورية، وذلك خلال تشييع جثمان أحد الشبان الذين قتلوا في اليومين الماضيين على يد قوات الأمن.

وهتف آلاف المتظاهرين بالحرية واطلقوا شعارات مثل «الله سورية حرية وبس»، و»بالروح بالدم نفديك يا شهيد» وشعارات اخرى منددة بالسلطات السورية.

الى ذلك، شهدت مدينة درعا جنوب سورية أمس اضرابا تخلله اقفال جميع المحلات التجارية، وتوجه آلاف المواطنين الى ساحة المسجد العمري التي باتت تعرف بـ»ساحة الكرامة» لدعم الشبان المشاركين في الاعتصام المستمر هناك منذ أيام، حيث تم اعلان الحداد على ضحايا الاحتجاجات في مختلف المناطق السورية مدة ثلاثة أيام، وذلك وسط انتشار أمني كثيف، في خطوة بدت انها رد على تعيين الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأول محافظا جديدا لدرعا هو الضابط المتقاعد محمد الهنوس الذي خدم اكثر من 25 عاماً في منطقة درعا.

وقالت تقارير إخبارية إن آلاف المواطنين في درعا الذين تجمعوا في «ساحة الكرامة» هتفوا للحرية ولنصرة مدينة دوما قرب دمشق التي سقط فيها 9 قتلى على الأقل خلال صدامات مع قوى الأمن يوم الجمعة الماضي الذي اطلق عليه اسم «جمعة الشهداء».

وأفاد ناشط حقوقي بأن «ناشطين وزعوا منشورات الاثنين تدعو اصحاب المحلات التجارية الى اغلاق محالهم في المدينة» التي يبلغ عدد سكانها 85 الف نسمة، والتي تشكل مركز موجة الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ 15 مارس الماضي ضد النظام الحاكم منذ نصف قرن.

واشار الناشط الى أن «قوات الامن أطلقت النار ليل الاثنين - الثلاثاء في الهواء، في محاولة منها لتفريق اعتصام امام جامع العمري، الا ان محاولتها باءت بالفشل».

تظاهرات متفرقة

جاء ذلك في وقت شهدت سورية مساء أمس الأول وأمس تظاهرات محدودة في عدة مناطق تركزت خصوصا في ضواحي المدن الكبيرة في بعض القرى الصغيرة المحيطة بالعاصمة دمشق ومدينتي حمص واللاذقية. وافادت مصادر معارضة بأن مدينة الكسوة المجاورة للعاصمة دمشق شهدت تظاهرة ضخمة في وقت متأخر من مساء أمس الأول، كما شهدت بلدة سراقب في محافظة ادلب تظاهرة معارضة مساء أمس الأول.

واعلنت مصادر طبية أن الشاب عمار تيناوي، الذي اصيب بطلق ناري يوم «جمعة الشهداء»، توفي أمس، وذلك في وقت تواصلت مراسم العزاء الجماعية لقتلى دوما في ساحة مسجد دوما الكبير، حيث توافد آلاف المواطنين من المنطقة ومن مختلف المحافظات للعزاء.

وفي حمص، تم تشييع جثمان المواطنة تهاني الخالدي التي قضت برصاص قوات الأمن يوم «جمعة الشهداء»، ودعت المجموعات المعارضة على الانترنت الى سلسلة احتجاجات جديدة ستبدأ اليوم الاربعاء مع مقاطعة الاتصالات الخليوية احتجاجا على سيطرة رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد على الشركتين المشغلتين للاتصالات الخليوية في سورية.

ومن المتوقع أن تنظم تظاهرات ضخمة غدا الخميس في ذكرى تأسيس حزب «البعث العربي الاشتراكي»، الذي يحكم البلاد منذ 48 عاما، كما من المتوقع أن تشهد المدن السورية الكبرى تظاهرات في يوم الجمعة تحت عنوان «جمعة التحدي».

الإفراج عن معتقلين

وقرر القضاء السوري أمس الافراج بكفالة عن سبعة معتقلين، اوقف اثنان منهم على خلفية المشاركة في اعتصام اهالي المعتقلين امام وزارة الداخلية في دمشق في 16 مارس الماضي، بحسب ما اعلن المحامي خليل معتوق.

وقال معتوق إن «قاضي التحقيق الاول في دمشق قرر اخلاء سبيل حسين اللبواني ومحمود غوراني مقابل كفالة نقدية قدرها خمسة آلاف ليرة سورية (100 دولار)».

واشار معتوق الى «انه لم يبق من معتقلي اعتصام وزارة الداخلية الا كمال شيخو الذي رفض طلبه وابقي موقوفا»، بدون تحديد السبب.

واوضح معتوق أن القضاء افرج ايضا عن «عبدالرحيم تمة وانور مراد اللذين اعتقلا على خلفية وقوفهما دقيقة صمت في 12 مارس الماضي امام جامعة دمشق على ارواح شهداء اكراد قضوا خلال احداث 2004».

واشار الى اطلاق سراح «محمد الفرخ وشقيقه ومحمد مهدي الذين اعتقلوا على خلفية مشاركتهم في مظاهرة الحريقة في 15 مارس».

وتحدثت منظمة العفو الدولية نهاية مارس عن لائحة من 93 شخصا اعتقلوا خلال شهر مارس وحده، بسبب انشطتهم على الانترنت في دمشق وحلب وبانياس ودرعا وحمص وحماه ومدن اخرى.

انتهاك حقوق الصحافيين

الى ذلك، اتهمت «المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان» السورية أمس السلطات السورية بانتهاك حقوق الصحافيين واعتقال بعضهم وابعاد البعض الآخر. واوردت في بيان اسماء عشرات الصحافيين والمدونين السوريين المعتقلين، ولفتت الى ان السلطات منعت الصحافيين من التوجه الى درعا واللاذقية، بالاضافة الى طرد صحافيي وكالتي رويترز واسوشيتد برس من البلاد، الى جانب التشويش على «قناة المشرق السورية» (أورينت)، والتي تبث من دبي، بسبب تغطيتها للتظاهرات.

الحكومة

سياسياً، أفادت صحيفة الوطن السورية المقربة من دوائر النظام بأن رئيس الوزراء المكلف عادل سفر يستمر في مشاوراته لتشكيل الحكومة المقبلة، وأن هذه المشاورات تركز على برنامج العمل أكثر منها على أسماء المرشحين، مؤكدة أن الحكومة ستعلن تشكيلتها السبت المقبل على ابعد تقدير.

«لجنة الطوارئ»

جاء ذلك في وقت لمح عضو اللجنة المكلفة انجاز قانون جديد يمهد لرفع حالة الطوارئ المفروضة في سورية منذ حوالي نصف قرن ابراهيم دراجي الى ان اللجنة قد تلجأ الى تعديل قانون الطوارئ لا الغائه، وقال في هذا السياق: «ما سيصدر عن اللجنة سيكون ضمن الاطر الدستورية والتشريعية، وما يتم البحث عنه هو قانون وطني أو تعديل قانوني».

ورأى دراجي أن «هناك تشريعات غربية تتضمن نصوصا تتعارض بصورة فجة مع الحريات الاساسية واتفاقيات حقوق الانسان، وكذلك نصوص تجنح الى نزع الجنسية في حالات اخرى، وليس بالضرورة ان يكون ما نطلع عليه قابلا للتطبيق، فنحن نبحث عما يتناسب مع الدستور السوري وما يحفظ كرامة المواطن السوري».

وكان الرئيس السوري «وجه» القيادة القطرية لحزب «البعث» الخميس الماضي إلى تشكيل لجنة تضم عددا من كبار القانونيين لدراسة وانجاز تشريع «يضمن المحافظة على امن الوطن وكرامة المواطن ومكافحة الارهاب، تمهيدا لرفع حالة الطوارئ على ان تنهي اللجنة دراستها قبل 25 ابريل الجاري».

الأبرش

في سياق آخر، اعتبر رئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش أمس أن «سورية تستهدف لأنها تؤمن حتى الآن بأمة عربية من المحيط الى الخليج، وتؤمن بتحرر الوطن ولا تؤمن بوجود اسرائيل، ولانها لا تريد ان تؤخذ الحقوق المغتصبة».

وأكد أن «القيادة السياسية التي تحكم سورية بقيادة الرئيس بشار الاسد تدفع الثمن لايمانها المطلق بعدم التخلي عن الحقوق حتى آخر نقطة دم»، منددا بـ»المؤامرات التي تستهدف سورية لجعلها تدفع ثمن تمسكها بهذه الثوابت والحقوق، من خلال زعزعة الامن والاستقرار فيها».

جاء ذلك في مداخلة للابرش بعد كلمة القاها في افتتاح اعمال المنتدى الإسلامي العالمي للبرلمانيات المسلمات لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي، والتي تستمر يومين في العاصمة السورية دمشق.

(دمشق - أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top