خاص

نزيه الحكيم لـ الجريدة•: قصيدة النثر ليست شعراً

يصدر له ديوان بالفصحى بعنوان «بؤرة الهجر» وآخر بالعامية «سكّتي اسمك»

نشر في 23-06-2019
آخر تحديث 23-06-2019 | 00:00
تحمل تجربة الشاعر المصري نزيه الحكيم، الكثير من الثراء والمعاني الإنسانية، وتبدو قصائده مثل أسراب عصافير تحلّق في سماء الإبداع.
فمنذ نشر أول ديوان له عام 2011، استطاع أن يلفت إليه الأنظار، ويشيد بإنتاجه النقاد، لأنه يبدع في قصيدة الفصحى والعامية أيضاً، كما يكتب المربعات الشعرية ذات الطابع الشعبي، المندرجة تحت ما يُعرف بـ "فن الواو" في صعيد مصر الذي ينتمي إليه. وفي حواره مع "الجريدة" أكد الحكيم أن مواقع التواصل سهلت النشر ووصول الشاعر إلى أكبر عدد من القراء، رافضاً اعتبار قصيدة النثر شعراً.. وإلى نص الحوار:
● كيف انعكست سنوات النشأة الأولى على إثراء تجربتك الشعرية ومنحتها ألقاً مختلفاً؟

- سنوات النشأة الأولى كانت في صعيد مصر، وأعتقد أن أرض مصر عامة وأرض الصعيد خاصة، تلعب دوراً كبيراً في تحريك الموهبة وصقلها. إن شئت قل إنها أرض خصبة للنضج، سواء كان ذلك بالنسبة للشاعر أو المبدع عموماً، فهو هبة السماء والطبيعة والجمال من ناحية، وقوة تأثير أجدادنا الفراعنة من ناحية أخرى، إضافة إلى التراث الغني في الصعيد، مثل السيرة الهلالية وفن المربعات والأراجيز والأغاني والعدّيد، مما كان له أثراً كبيراً في صقل موهبتي.

بداية مبكرة

● بدأت كتابة الشعر في سن مبكرة، لكن لم تصدر دواوين إلا متأخراً في عام ٢٠١١ ما السبب؟

- هذه حقيقة، والسبب يرجع إلى أنني كنت من الذين أرسوا مبدأ أن العامية تُسمع ولا تُقرأ. أضف إلى ذلك أيضاً أن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت كثيراً في مسألة النشر، وسهلت وصول الشاعر إلى القارئ، فأصبح الديوان الشعري المطبوع ليس له أثر، مثلما كان في السابق، ومما دفعني إلى طباعة أعمالي هو مشاركتي في الجوائز، وانضمامي إلى اتحاد كُتَّاب مصر، وبعض الكيانات الأدبية التي تطلب من الشاعر أن يكون صدر له ديوان، وإن شئت قل: لا شاعر بلا ديوان.

● "هنا الثوار" و"أنا مشطوب من الدفتر" ما هما؟

- "هنا الثوار" ديوان يؤرخ لأحداث ثورة 25 يناير 2011، فمعظم قصائده كُتبت في ميدان التحرير. أما "أنا مشطوب من الدفتر"، فيؤرخ لأجواء ما قبل الثورة، وجاءت قصائده معبّرة عن حب الوطن.

سر التحول

● بدأت شاعر فصحى ثم اتجهت إلى العامية، ما سر هذا التحول؟

- بالفعل بدأت كشاعر فصحى، لما للفصحى من جماليات ومعانٍ جليلة، فهي لغة الضاد التي لا تضاهيها لغة، لكن الناس أعداء ما يجهلون، فالكثير من الناس لا يحب الفصحى، لذلك تحولت إلى "العامية"، من أجل التواصل مع أكبر قدر من القراء المتلقين، والوصول إليهم مباشرة من دون حواجز.

● على أي أساس تقرر أن تكون القصيدة بالفصحى أو العامية.. هل الموضوع هو الذي يفرض عليك لغة القصيدة؟

- ليس هناك أساس، ولكن على الشاعر إذا كان يكتب الفصحى والعامية في نفس الوقت، مثلي، أن يتخذ القرار بأن تولد القصيدة بالفصحى أو العامية قبل أن يشرع في كتابتها. هذا أمر ضروري حتى يختار مفرداته ويوظف حصيلته اللغوية بدقة، كما أن بعض القصائد لا يُكتب إلا باللهجة العامية، لأن موضوعها قد يكون محلياً فيحتاج إلى لغة بسيطة.

● ما الذي أضافته إليك تجربة إحياء قصائدك عبر تحويلها إلى أغنيات بصوت كبار المطربين؟

- تجربة دخول الوسط الفني من خلال تحويل قصائدي إلى أغنيات أضافت إليّ الكثير، وقد تشرفت بكتابة 3 أغنيات لأمير الغناء العربي هاني شاكر وهي: "سكتي اسمك"، "شمس الحرية"، و"شعب واحد على أرضين"، ومثل هذه التجارب جعلتني أختار كلمات الأغنية بعناية، لأن هناك مفردات تكون شاذة إذا وضعت في الأغنية، بينما لا تكون كذلك في القصيدة، فمن هنا كونتُ حصيلة لغوية كبيرة من المفردات التي تناسب الأغاني.

● ما سر الجمال في فن المربعات الشعرية التي تبرع في كتابتها؟

- الجمال هو أن "المربع" فن قولي شفاهي من 4 شطرات، ويلخص قضية معيّنة، فهو مختصر ومعبّر، وصعب في الكتابة، وليس سهلآ كما يبدو للبعض، لكن من خلال سماعي وقراءتي واحتكاكي بشعراء فن "الواو" الشعبي، كانت لديّ هذه الرؤية في الكتابة.

● ما رأيك في قصيدة النثر؟

- ما يُسمى بـ "قصيدة النثر" لا أعتبره - من وجهة نظري – شعراً، بل كان أحرى بكاتبها أن يقول إنها كتابة أدبية، مثلها مثل فن المقال، لسبب بسيط هو أن الشعر كل ما كتب وكان له وزن وقافية.

● ما جديدك الذي تعكف عليه راهناً؟

- قريباً، سيصدر لي ديوان بالفصحى تحت عنوان "بؤرة الهجر"، وآخر بالعامية بعنوان "سكتي اسمك"، إلى جانب بعض الأعمال الفنية والأغاني مع مطربين كبار من مصر والوطن العربي.

"أنا مشطوب من الدفتر" ديوان في حب الوطن

يكتب المربعات الشعرية ذات الطابع الشعبي
back to top