السعودية والإمارات تدعمان السودان بـ3 مليارات دولار

500 مليون دولار مقدمة كوديعة في البنك المركزي لتقوية مركزه المالي

نشر في 21-04-2019 | 17:01
آخر تحديث 21-04-2019 | 17:01
الملك سلمان بن عبدالعزيز والشيخ محمد بن زايد
الملك سلمان بن عبدالعزيز والشيخ محمد بن زايد
أعلنت السعودية والإمارات الأحد تقديم دعم مالي قيمته ثلاثة مليارات دولار للسودان، الذي يشهد اضطرابات في خضم عملية انتقال السلطة بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.

وقال بيان نشرته الوكالة ان البلدين سيقومان ب"تقديم حزمة مشتركة من المساعدات لجمهورية السودان، يصل إجمالي مبالغها إلى ثلاثة مليارات دولار".

وأضاف ان المنحة تشمل "500 مليون دولار مقدمة من البلدين كوديعة في البنك المركزي لتقوية مركزه المالي، وتخفيف الضغوط على الجنيه السوداني، وتحقيق مزيد من الاستقرار في سعر الصرف".

وتابع البيان "كما سيتم صرف باقي المبلغ لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوداني الشقيق تشمل الغذاء والدواء والمشتقات النفطية".

وبعد تظاهرات استمرّت أربعة أشهر،أطاح الجيش السوداني بتاريخ 11 أبريل بالرئيس عمر البشير (75 عاماً) الذي حكم البلاد طوال 30 عاماً، وشكّل "مجلسا عسكرياً انتقالياً" سيتولى السلطة لعامين.

ولم يستجب المجلس العسكري الذي يتولى إدارة البلاد بعد الإطاحة بالبشير لمطالب المتظاهرين بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية.

وبعد أسابيع من الصمت حيال التطورات السياسية السودانية، كان للسعودية والامارات الاسبوع الماضي ردة فعل مقتضبة على الاطاحة بالبشير، حيث طالبتا بالحفاظ على "الاستقرار" و"الانتقال السلمي" للسلطة.

وأعربت السعودية والامارات عن تأييدهما لقرارات المجلس العسكري الانتقالي خلال زيارة لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إلى السعودية.

والسودان شريك رئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض وأبوظبي ضدّ المتمرّدين الحوثيين في اليمن. ويقاتل آلاف الجنود السودانيين في صفوف قوات هذا التحالف الذي بدأ عملياته في مارس 2015.

وبينما لا يزال غير واضح عدد الجنود السودانيين المنتشرين في اليمن، أثارت صور الجنود القتلى والمصابين على وسائل التواصل الاجتماعي مطالب متكررة بسحبهم.

وأعلن مسؤول عسكري سوداني رفيع المستوى الإثنين أن الجنود السودانيين سيبقون في اليمن حتى يحقّق التحالف أهدافه.

ولدى السعودية والإمارات حساسية إزاء الاضطرابات التي لا يمكن السيطرة عليها مثل تلك التي أغرقت ليبيا في الفوضى عام 2011 وأدت إلى صعود جماعة الإخوان المسلمين، "عدوهما اللدود" في مصر بحسب خبراء، وبدرجة أقل في تونس.

ولم تتردّد الدولتان في المشاركة عسكريا في اليمن المجاور عندما حادت المرحلة الانتقالية عن مسارها وسمحت للمتمردين الحوثيين، الذين يعتبرون مقربين من إيران، بالسيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء.

في الحرب اليمنية، حصلتا على دعم الجيش السوداني بقرار من البشير.

ويقول محلّلون أنه في السنوات الأخيرة، أصبح السودان أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لدول الخليج.

ويرى هؤلاء ان السودان يؤثر في العديد من المصالح الحيوية لدول الخليج، اذ انّه كان حليفا رئيسيا للسعودية ضد النفوذ الإيراني في القرن الأفريقي.

كما يعتبر السودان لاعبا حاسما في نزاع بين إثيوبيا ومصر حول استخدام مياه النيل، إضافة إلى انه يمكنه أن يشكل عنصرا محوريا في الأمن الغذائي المستقبلي بالنسبة للخليج.

ومساء السبت، أعلن قيادي في الحركة الاحتجاجية في السودان أنّ منظّمي الاحتجاجات اتّفقوا مع المجلس العسكري على "مواصلة اللقاءات" بين الطرفين للاتّفاق على حلّ تتسلّم بموجبه حكومة مدنية السلطة من الجيش.

وقال صدّيق يوسف، القيادي في "تحالف الحرية والتغيير" المنظّم للاحتجاجات "اتّفقنا على تواصل اللقاءات للوصول إلى حلّ يجد رضاء الطرفين، وذلك حتى يتمّ نقل السلطة وفق ترتيبات سلمية".

وأضاف "أوضحنا مطلبنا الرئيسي وهو نقل السلطة من المجلس العسكري إلى سلطة مدنية، وهو مطلب الحراك الجماهيري الذي استمر لأربعة أشهر ومطلب الاعتصام القائم الآن أمام القيادة العامة" للقوات المسلحة في الخرطوم.

واعتبر استاذ العلوم السياسية الاماراتي عبد الخالق عبدالله في تغريدة على تويتر ان المساعدة السعودية الاماراتية للسودان "تأتي في الوقت المناسب".

back to top