البرازيل أكبر المستفيدين من العقوبات الأميركية على فنزويلا

صادراتها نمت 50% في الربع الأول من 2019

نشر في 19-04-2019
آخر تحديث 19-04-2019 | 00:00
No Image Caption
مع استمرار العقوبات على النفط الفنزويلي، فإن البديل الأول بالنسبة إلى المشترين سوف يكون بشكل طبيعي المزيد من الخام المتوسط والثقيل من منظمة «أوبك»، وفي أغلب الأحيان من منتجيها في الشرق الأوسط.
أحدثت العقوبات الأميركية المفروضة على صناعة النفط الفنزويلية نقصاً في المعروض من الخام الثقيل والمتوسط في الأسواق العالمية، ودفعت مشتري النفط إلى البحث عن بدائل للنفط الفنزويلي الثقيل.

وبدأت المصافي في الولايات المتحدة وأوروبا استبدال النفط الفنزويلي بالبعض من الخام، الذي ينتج على مقربة من بلدانها، في حين انطلقت الصين وهي أكبر مستورد للنفط في العالم والمحرك الرئيسي لنمو الطلب نحو جارات فنزويلا الأميركية اللاتينية لسد جانب من فجوة الطلب.

وتبدو البرازيل أكبر مستفيد من العقوبات الأميركية على فنزويلا إذ زادت صادراتها النفطية إلى الصين في الربع الأول من هذا العام، ويتوقع أن تزيد معدلات مبيعاتها وحصتها السوقية في أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم نظراً إلى أن البرازيل، مع الولايات المتحدة، من القلة من خارج أعضاء منظمة "أوبك" القادرة على زيادة الإنتاج بمعدل كبير في الأجل القصير، وفق آي.اتش.اس.ماركت.

لكن المشكلة هي أن البرازيل شهدت تقلباً في حجم انتاج وتصدير النفط في الأشهر الأخيرة، وكانت أرقام البعض من الأشهر أقل من تقديرات المحللين. وإذا تمكنت البرازيل من تحقيق نمو في الإنتاج بما يتناسب مع توقعات المنظمات الرئيسية فسوف تحصل على حصة ملائمة من سوق الصين وهو أفضل سوق لأي دولة منتجة للنفط.

ومع استمرار العقوبات على النفط الفنزويلي، فإن البديل الأول بالنسبة إلى المشترين سوف يكون بشكل طبيعي المزيد من الخام المتوسط والثقيل من منظمة "أوبك"، وفي أغلب الأحيان من منتجيها في الشرق الأوسط.

وعلى أي حال، فإن منتجي الشرق الأوسط خفضوا بقدر كبير تلك الأنواع ضمن تخفيضات منظمة "أوبك" المعلنة، في حين يظل نفط إيران الثقيل في وضع حرج بسبب العقوبات الأميركية.

وتعاني كندا مشاكل إنتاج بسبب قيود النقل، ولا تستطيع التعويل تماماً على نقص النوع الثقيل نتيجة للعقوبات الأميركية على فنزويلا.

وهكذا زادت الصين مستورداتها من البرازيل، وقالت شركة النفط المملوكة للدولة بتروبراس إن الصين استوعبت ثلثي صادراتها من النفط الخام العام الماضي – بحسب آي.اتش.اس.ماركت، التي قالت معلومات منها، إن البرازيل صدرت أكثر من 500 ألف برميل في اليوم بصورة مباشرة إلى الصين في الربع الأول من هذه السنة، بحسب فوتيوس كاتسولاس من آي.اتش.اس.ماركت.

ومع شحنات إلى أجزاء أخرى من آسيا تمت إعادة تصديرها إلى الصين في وقت لاحق وصلت صادرات البرازيل الإجمالية إلى الصين لحوالي 660 ألف برميل يومياً في الربع الأول من هذا العام.

وبحسب آي.اتش.اس.ماركت، فإن صادرات البرازيل إلى الصين قفزت بحوالي 50 في المئة في السنة خلال الربع الأول من 2019.

وفي ضوء النمو المتوقع لإنتاج البرازيل، فإن صادرات النفط البرازيلي إلى الصين "يمكن أن تتحسن بمعدل أكبر كثيراً في النصف الثاني من هذه السنة" يقول كاتسولاس.

وعلى أي حال، فإن الصين سوف تضطر إلى التنافس مع مستوردين آخرين على نوعية "ليولا" البرازيلية ذات الشعبية في أوساط المشترين، بما في ذلك الولايات المتحدة بعد فرض عقوبات على فنزويلا.

وكانت نوعية "ليولا" موضع طلب رفيع في الآونة الأخيرة كما أن المصافي الصينية رغم أنها تفضل "ليولا" بين الخامات البرازيلية كانت تشتري بصورة متزايدة درجة بزيوس المتوسطة الثقيلة الجديدة.

وفي المستقبل سوف تخسر البرازيل السباق إلى تحسين حصتها في الأسواق الصينية، فقد فشلت في تحقيق النمو العالي المتوقع في الانتاج خلال السنوات الأخيرة نتيجة تأخيرات متعددة في المشاريع، لكن الوكالة الدولية للطاقة ومنظمة أوبك تتحدثان في هذه السنة عن حدوث تحسن في القدرة الإنتاجية لهذه الدولة اللاتينية.

وتظهر التقديرات الحديثة من الوكالة الدولية للطاقة ومنظمة "أوبك" أن إنتاج البرازيل من النفط سوف يرتفع بأكثر من 300 ألف برميل يومياً في هذا العام، وأنها سوف تشهد ثاني أعلى نمو إمدادات بين الدول من خارج منظمة "أوبك" بعد الولايات المتحدة فقط.

وعلى أي حال هبط إنتاج نفط البرازيل في شهري يناير وفبراير من هذه السنة لأن الصيانة والهبوط من الحقول الناضجة كانت أكثر من إنتاج الحقول الناشئة الجديدة.

وقد عبر البعض من خبراء السوق عن شكوكهم في قدرة البرازيل على الحفاظ على توقعات النمو نظراً لهبوط شحناتها في شهر يناير قبل أن تتعافى في شهر فبراير وتراجعها من جديد بصورة هامشية في شهر مارس. ويزودنا أداء العام الماضي بطريقة لفهم كيف يمكن أن يكون تقلب التحميل – بحسب قول كاتسولاس من آي.اتش.اس.ماركت.

* ● تسفيتانا باراسكوفا

(أويل برايس)

back to top