نيوزيلندا تواصل تطويق «مجزرة المسجدين»

منظمة التعاون لتصنيف «الإسلاموفوبيا» من أشكال العنصرية

نشر في 24-03-2019
آخر تحديث 24-03-2019 | 00:04
دخول أفراد إلى مسجد النور بعد إعادة فتحه في كرايستشيرش
دخول أفراد إلى مسجد النور بعد إعادة فتحه في كرايستشيرش
غداة تعبئة رسمية وشعبية تضمنت رفع الأذان بعموم البلاد وارتداء الحجاب لتأبين ضحايا الهجوم العنصري على مسجدين الجمعة قبل الماضية، نظم نحو ثلاثة آلاف شخص «مسيرة من أجل الحب» عبر مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية صباح أمس تكريما لخمسين مسلماً قتلوا بالرصاص في المدينة، وذلك في الوقت الذي أعيد فيه فتح المسجدين اللذين شهدا الجريمة.

وحمل المشاركون في المسيرة لافتات كتب عليها عبارات مثل «أراد تقسيمنا لكنه جعلنا أقوى» و«أهلا بالمسلمين ولا للعنصريين». وسار المشاركون في صمت في الغالب أو رددوا بصوت خفيض ترنيمة للسلام.

وشددت السلطات إجراءات الأمن خلال المسيرة حيث انتشر عشرات من أفراد الشرطة المسلحة وتوقفت حافلات على جانبي الطرق عبر شوارع المدينة لإغلاقها.

وفي أول بادرة لعودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها بعد ثمانية أيام من المجزرة أعيد أمس فتح «مسجد النور» و«مسجد لينوود» القريب، اللذين استهدفهما برينتون تارنت، البالغ من العمر 28 عاماً بهجومه.

وسمح لمجموعات صغيرة من المصلين بالدخول إلى «النور» من بينهم الأمير الحسن بن طلال، مندوب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

وأمس جرمت نيوزيلندا حيازة أو توزيع المانيفستو الذي وزعه منفذ الهجوم الذي يؤمن بتفوق البيض ويتضمن معاداة للمهاجرين والمسلمين.

وصنف كبير المراقبين في نيوزيلندا المانيفستو المؤلف من 74 صفحة على أنه «مرفوض» لتصبح بذلك «حيازة أو توزيع البيان» من قبيل الأعمال الإجرامية.

إلى ذلك، توفيت امرأة أردنية تبلغ من العمر 64 عاما سافرت الى نيوزيلندا للمشاركة بتشييع ابنها المدعو كامل درويش (38 عاما) والذي قتل في الاعتداء.

وقال موقع «خبرني» الأردني إن المرأة توفيت إثر نوبة قلبية بعد تشييع ابنها، مضيفة أن الأخير هاجر إلى نيوزيلندا قبل ستة أشهر فقط، للعيش إلى جانب شقيقه المستقر هناك. وفي وقت سابق، دعت منظمة التعاون الإسلامي، أمس الأول، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرتش إلى عقد دورة خاصة للجمعية العامة بالمنظمة الدولية من أجل إعلان ظاهرة رهاب الإسلام «إسلاموفوبيا» شكلا من أشكال العنصرية.

ودانت المنظمة في البيان الختامي للاجتماع الطارئ لوزراء خارجيتها، بمدينة إسطنبول، لبحث تداعيات هجوم نيوزيلندا بأشد العبارات «الاعتداء الإرهابي المروع والشنيع». ودعت الأمم المتحدة إلى إعلان 15 من مارس الذي يصادف وقوع الاعتداء يوماً دولياً للتضامن «ضد الإسلاموفوبيا».

تحذير الكويت

من جهته، قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد، إن الهجوم على المسجدين يؤكد أن «الإرهاب لا دين له ولا وطن وأن العالم الإسلامي لطالما عانى من آثار الفهم الخاطئ لمبادئ وقيم ديننا الحنيف».

وحذر الخالد في كلمته أمام الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي من «التبعات السلبية التي شكلت أيديولوجيات في بعض مناطق العالم مفهومها الإسلاموفوبيا».

وأضاف أن «ذلك ولد حالة من الكراهية والتعصب الديني والتفرقة بين الشعوب أصبحت للأسف نتائجها تطفو على السطح من خلال ممارسات عدوانية ضد الإسلام والمسلمين وازدياد أعمال العنف والكراهية وصولا لاستخدام الأسلحة وقتل المسلمين الأبرياء ناقضين بذلك جميع القيم والمبادئ التي تهدف إلى احترام حقوق الإنسان وحرية المعتقدات وتعدد الأديان».

وبينما خرج المئات في مظاهرة سلمية بماليزيا مرتدين الملابس البيضاء تنديدا بمجزرة المسجدين واظهارا لتضامنهم مع الضحايا، شكر حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، في حين أضيء برج خليفة في دبي، الأعلى في العالم، ليل الجمعة ـ السبت بصورة أرديرن تكريماً لأدائها الذي اثار اعجاب العالم بعد الهجوم الارهابي.

back to top