أكبر اختلاس بتاريخ البشرية... في إيران

امرأة ومدير مصرف سابق المتهمان الأساسيان بالاستيلاء على 7 مليارات يورو
• 38 ملياراً أخرى ضائعة... وتحقيقات في تورط ضباط كبار بـ «الحرس الثوري»

نشر في 11-03-2019
آخر تحديث 11-03-2019 | 00:15
جانب من جلسة توجيه الاتهام إلى مدير المصرف السابق أمس الأول (إرنا)
جانب من جلسة توجيه الاتهام إلى مدير المصرف السابق أمس الأول (إرنا)
في فضيحة مالية تعد الأكبر بتاريخ البشرية، شكّل اختلاس نحو سبعة مليارات يورو، أحد أكثر المواضيع جدلاً في الأوساط الاجتماعية الإيرانية، لاسيما أن الشعب الإيراني يخضع لأشد أنواع العقوبات والضغوطات الاقتصادية.

وانتشرت تلك الفضيحة بعدما وجه قاضي المحكمة الاقتصادية أمس الأول اتهامات إلى 14 شخصاً من مصرف «سرمايه» الإيراني الخاص وشركة تجارة البتروكيماويات باختلاس ما يزيد على 6 مليارات و700 مليون يورو.

وكشف أحد موظفي المحكمة، لـ «الجريدة»، طالباً عدم ذكر اسمه، أن الرئيس السابق للمصرف وسيدة تدعى مرجان شيخ الإسلامي، هما المتهمان الأساسيان في القضية، وأن الأخيرة لاذت بالفرار إلى خارج البلاد، في حين أوقف الرئيس السابق لـ «سرمايه»، إلى جانب رئيس الشركة وتسعة متهمين آخرين.

وحسب المصدر، فإن التحقيقات أشارت إلى أن مرجان كانت زورت هويات مختلفة لأكثر من عشرين دولة، بينها بريطانيا وكندا، وكانت على علاقة بشخصيات سياسية عالية المستوى، واستطاعت إقناعهم بأنها يمكنها تبييض أموال النفط الإيراني في الأسواق الدولية.

ولفت إلى أن مرجان فتحت عشرات الحسابات في مصارف ودول مختلفة بأسماء مغايرة، وكانت تقوم بنقل الأموال إلى إيران عبر هذه المصارف، أو تسلمها بشكل نقدي، أو في حسابات مبيضة خارج البلاد.

وذكر أن هذه السيدة كانت ترتدي العباءة الإيرانية (التشادور) داخل البلاد، وتخلع حجابها في الخارج وتغير مظهرها وتسافر بجوازات سفر مختلفة، دون أن يشك فيها أحد، لكنها بدأت أخيراً شراء ممتلكات بملايين اليوروهات في عدد من البلدان الأوروبية وكندا، مما جعل البعض يشكون فيها، وهو ما دفعها إلى عدم العودة إلى إيران منذ نحو 6 أشهر، وعدم تسليم الأموال التي كان يفترض أن تسلمها، لتتراكم ديونها.

وقال المصدر إن الأجهزة الأمنية والسلطات القضائية بدأت مراقبة رئيس «سرمايه» وجرى اعتقاله خلال محاولته الهرب من البلاد، موضحاً أن تحقيقات النيابة العامة وأجهزة الاستخبارات كشفت أن هناك، إضافة إلى الـ 7 مليارت يورو، ما يزيد على 38 ملياراً، مازالت عالقة لدى أشخاص اعتمدتهم الحكومة الإيرانية ووزارة البترول لبيع المنتجات وتبييض الأموال وإعادتها إلى البلاد.

وأضاف أن هؤلاء الأشخاص لا يزالون خارج البلاد، وأن مقر خاتم الأنبياء، التابع للحرس الثوري والذي يقوم بتنفيذ مشاريع الحرس في داخل إيران وخارجها، متورط كذلك في هذه الصفقات، وهو الذي قدم هذه السيدة على أنها من عناصره، مؤكداً أن هناك تحقيقات جارية عن مدى تورط بعض ضباط هذا المركز في هذه العملية.

back to top