سدانيات: الكويت «صمخة»!

نشر في 25-01-2019
آخر تحديث 25-01-2019 | 00:10
 محمد السداني لا أعرف من أين أبدأ هذا المقال الذي دُفعت لكتابته دفعا من هول ما سمعت، أنَّ مؤتمرا سوف يعقد مرة أخرى تحت مسمى "الكويت تسمع"، والذي يدهشني فعلا التصميم والإصرار على عقد مثل هذه المؤتمرات التي لن تقدم ولن تؤخر في مشهد المجتمع سياسيا أو اقتصاديا أو معرفيا أو تعليميا، غير أنها بهرجة إعلامية وفردُ عضلات أمام القيادات في الدولة. وأوجه خطابي هذا لمن يريد إسماع الكويت، ما الشيء الذي تريد من الكويت أن تسمعه؟ هل تريد أن تشرح معاناة المواطنين من القضية الإسكانية لسنوات طويلة؟ أو تريد أن تسمع الكويت بمستوى تعليمها المتردي؟ أو تريد أن تشرح الأزمة المرورية التي نعانيها يوميا؟ أو تريد طرح كل مشكلة يواجهها المواطن صغيرا وكبيرا؟ إذا كانت هذه القضايا التي تود أن تسمعها الكويت فأبشرك بأن الكويت تعرفها جيداً، وأن من ستلقون الخطابات الرنانة أمامهم هم في سُدَّة السلطة التي من شأنها إصلاح كل مشاكلكم، ولكن الظاهر الكويت لا تريد سماعكم مرة واحدة، فقررت أن تعيدوا عملية إسماعها، وأنا هنا بين أمرين حقيقيين: إما أنكم تعرفون حقيقة الأمر ولكنكم تتظاهرون عكس ذلك، أو أنكم لا تعرفون حقيقة الأمر وهذه مصيبة أكبر! إن عملية الإصلاح السياسي والمجتمعي لا تأتي عبر مناشدات ومطالبات من صغير إلى كبير أو من شباب إلى كبار السن، ولكنها عملية مدروسة مبنية على التخطيط والدراسات وعمل حقيقي وفق معايير منضبطة، لا عن طريق رجاء ومطالبات واستجداءات وكأننا نعيش في الدولة العباسية. إن من ينشد الإصلاح لا بد له قبل أن يطلبه أن يعرف مكامن الخلل وموانع الإصلاح والتنمية وعراقيلها، فلا يمكن لفكر ساذج سطحي أن يبني دولة أو أن يصلح نظاما أيا كان، إذا كنتم تحاولون إسماع الكويت فأبشركم الكويت لم تسمعكم في مؤتمركم الأول لتنصت إليكم في الثاني، ووفروا أموالكم وجهدكم لأمر آخر علكم تجدون ضالتكم فيه.

خارج النص:

• عزيزي المواطن بدلا من مطالباتك للنواب بتعديل سن التقاعد أو تنويع لائحة المواد التموينية، يرجى إعلام نوابكم أن الدولة مقبلة على عجز مالي، فما استعداداتهم لمستقبل شبه مظلم علينا جميعا؟!

back to top