زيارة سليماني لجنوب سورية أشعلت الجبهة بين إسرائيل وإيران

قائد «فيلق القدس» يقترح محاولة إسقاط المقاتلات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية
• اعتبر أن الرد على الضربات في الداخل الإسرائيلي يسقط نتنياهو في انتخابات أبريل

نشر في 23-01-2019
آخر تحديث 23-01-2019 | 00:15
جنود إسرائيليون يتزلجون على مرتفعات الجولان المحتل أمس الأول        (رويترز)
جنود إسرائيليون يتزلجون على مرتفعات الجولان المحتل أمس الأول (رويترز)
في اليوم الذي شهد هجوماً انتحارياً ضد القوات الأميركية في بلدة منبج شمال سورية على الحدود التركية، وفي واقعة نادرة، أجرى قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني في ١٨ الجاري زيارة لبلدة جنوب سورية، قريبة من الجولان السوري، الذي تحتله إسرائيل، خارقاً بذلك الاتفاق الأميركي ـــ الروسي ــ الإسرائيلي، الذي وافقت عليه دمشق وطهران، على ابتعاد القوات الإيرانية أو الموالية لها 40 كيلومتراً عن خط وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل في الجولان.

وعلمت «الجريدة»، من مصدر مطلع، أن سليماني زار «الغارية الشرقية»، وهي بلدة سنية في محافظة درعا، قريبة من أوتوستراد درعا ــــ دمشق، ومن معبر نصيب الحدودي مع الأردن، كما تقع على بعد أقل من 40 كيلومتراً من خط وقف النار في الجولان.

زيارة سليماني، التي أُحيطت بإجراءات شديدة السرية، جاءت قبل يومين فقط من سقوط صاروخ أرض ــ أرض قالت تل أبيب إن قوات إيرانية، لا موالية أو متحالفة معها، أطلقته باتجاه منتجع شتوي في الجزء الذي تحتله إسرائيل من الجولان، رداً على سلسلة ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع عدة جنوب سورية، أفادت تقارير بأنها كانت تحوي صواريخ نصبتها طهران أخيراً.

المصدر زود «الجريدة» بتفاصيل محددة عن الزيارة الإيرانية للغارية الشرقية، وكشف أنها استمرت ساعتين، من الثامنة إلى العاشرة ليلاً، مضيفاً أنه تم رصد المنزل الذي كان فيه سليماني.

كما كشف المصدر عن وثيقة مسربة من الفيلق الأول في الجيش السوري حول كيفية التعامل مع «القوات الحليفة والصديقة في المنطقة الجنوبية»، تظهر أن القوات الإيرانية وحليفتها لا تزال موجودة داخل حزام الـ 40 كيلومتراً، وأن جهود الإيرانيين ومساعيهم مستمرة لبناء وترسيخ وجود عسكري في الجنوب السوري يسمح لطهران بأن تمسك ورقة جديدة، هي إمكانية فتح جبهة الجولان ضد إسرائيل في حال تعرضت لهجوم على أراضيها، أو اندلعت مواجهة بين تل أبيب وحزب الله.

وفي طهران، أكد مصدر مطلع، لـ «الجريدة»، أن المجلس الأعلى للأمن القومي عقد اجتماعاً ليل الاثنين ـــ الثلاثاء قدم خلاله سليماني تقريراً عن الضربات الإسرائيلية، وعن زيارته لسورية التي قال إنه عاد منها للتو.

وبحسب المصدر، أكد سليماني أن الروس أبلغوا الإيرانيين بالأهداف التي ستقصفها إسرائيل قبل نصف ساعة، وتم إخلاء المواقع على الفور، ولهذا لم تتكبد القوات الإيرانية أو المتحالفة معها خسائر من الهجوم، باستثناء بعض الإصابات خلال عملية الإخلاء.

وأضاف المصدر أن قائد «فيلق القدس» اعتبر أن السبيل الوحيد لوقف العمليات الإسرائيلية هي أن يتم الرد عليها بثلاثة صواريخ مقابل كل صاروخ، ومحاولة إسقاط الطائرات الإسرائيلية حتى لو كانت في الأجواء اللبنانية، وأكد ضرورة الضغط على الحكومة السورية لترد على إسرائيل، وخصوصاً بعد تبني رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو الضربات المباشرة ضد سورية، الأمر الذي يعطي الأخيرة حق الرد وفق القوانين الدولية.

وأشار إلى أن سليماني رأى أن الرد على الضربات في الداخل الإسرائيلي سيؤدي إلى سقوط نتنياهو في الانتخابات المقررة في أبريل، وإلا فسيواصل الأخير التصعيد حتى يفوز بها.

ولفت المصدر إلى أنه تقرر في نهاية الاجتماع أن يتم الإيعاز إلى الحكومة السورية بأن تقوم بالرد على أي ضربات جديدة، وكذلك إبلاغ الروس بأن الإيرانيين لن يمتثلوا لأي خط أحمر، وإذا تم توجيه أي ضربة للقوات الإيرانية فإن الأخيرة سترد بالشكل الذي تراه مناسباً.

توقيت زيارة قائد «فيلق القدس» للجبهة الجنوبية السورية يتواكب مع أجواء الانسحاب الأميركي من شمال سورية وإعادة التموضع المتوقع للقوات الأميركية في العراق، وما تشهده الجبهة العراقية من توتر بين فصائل شيعية مقربة من إيران ومنضوية بالحشد الشعبي والجيش الأميركي.

كما تتزامن الزيارة مع عودة التهديد الإسرائيلي بضرب مواقع لميليشيات على الأراضي العراقية إلى الواجهة، إثر تقارير أفادت بأن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أوصل هذا التهديد إلى المسؤولين العراقيين خلال زيارته نهاية الشهر الماضي لبغداد.

وكانت «الجريدة» انفردت في يونيو 2018 بنشر خبر عن نية إسرائيل قصف هذه المواقع، وحصلت على صور جوية لأهداف حددتها تل أبيب بينها معابر حدودية عراقية مع إيران، وأخرى مع سورية.

back to top