تحفيز الدماغ العميق... كيف يعمل في حالة الصرع؟

نشر في 23-01-2019
آخر تحديث 23-01-2019 | 00:00
No Image Caption
تحفيز الدماغ العميق تقنية تستخدم سلكاً يوضع بشكل دائم في الدماغ بغية توجيه نبضات كهربائية إلى الدماغ. وقد حصل على موافقة إدارة الأغذية والأدوية الأميركية كعلاج للصرع الذي لا يتفاعل مع أشكال العلاج الأخرى. في معظم الحالات، لا يقضي تحفيز الدماغ العميق على نوبات الصرع بالكامل، إلا أنه يحد منها كثيراً.
الصرع اضطراب في الجهاز العصبي المركزي. في هذه الحالة، يختل نشاط الخلايا العصبية في الدماغ، ما يسبب نوبات وأحياناً فقدان وعي.

تختلف أعراض نوبات الصرع كثيراً باختلاف المرضى.

مثلاً، يحدّق بعض مرضى الصرع في الفضاء لبعض ثوانٍ خلال النوبة أو يبدون مشوشي الذهن، في حين يفقد آخرون الوعي ويُصابون برجفان متكرر في الذراعين والساقين.

حتى الصرع البسيط يتطلب علاجاً لأن النوبات قد تكون خطيرة خلال نشاطات مثل القيادة.

يشكل الدواء خطوة العلاج الأولى لأنه يسهم في الحد من النوبات أو حتى القضاء عليها.

وفي حالة ثلثَي المرضى، ينجح أول أو ثاني دواء صرع يجربونه في ضبط نوباتهم بفاعلية.

الجراحة

ولكن عندما يخفق الدواء في ضبط النوبات بفاعلية، تصبح الجراحة خياراً، وتشمل عادةً إزالة جزء من الدماغ مسؤول عن النوبات. لكن هذه المقاربة لا تنجح إلا عندما يتمكن الأطباء من تحديد الجزء الذي يسبب النوبات بوضوح، وهي خطوة تبقى مستحيلة في حالة البعض. لذلك يُعتبر هؤلاء أفضل المرشحين للاستفادة من تحفيز الدماغ العميق.

يشمل تحفيز الدماغ العميق لعلاج الصرع جراحة تخضع خلالها للتخدير العام. يزرع الجراح سلكاً يحمل في طرفه عدداً من الأقطاب في منطقة عميقة داخل الدماغ تُدعى «المهاد». تُعتبر هذه المنطقة أساساً محطة إعادة إرسال تتولى توزيع الإشارات القادمة من حواس الجسم إلى مناطق أخرى من الدماغ.

عندما تُثبت الصور أن الأقطاب وُضعت في مكانها الصحيح، يُزرع جهاز تشغله بطارية يُدعى مولّد النبض تحت الجلد قرب عظم الصدر (الترقوة). توضع الأسلاك الممتدة من الأقطاب في الدماغ تحت الجلد وتوصل بالمولد. يُبرمَج هذا المولد لتوجيه نبضات كهربائية إلى الدماغ.

التحفيز

كشف بحث سريري كبير أن نحو 51% ممن عانوا الصرع مع نوبات لا تتفاعل مع العلاجات الأخرى تخلصوا من النوبات طوال أكثر من ستة أشهر بعد خضوعهم لتحفيز الدماغ العميق. صحيح أن هذا العدد متدنٍّ نسبياً، إلا أنه يمثل تحسناً مهماً قد يبدّل حياة أولئك المرضى.

لكن هدف تحفيز الدماغ العميق الأول ليس التخلص بالكامل من النوبات. بدلاً من ذلك، يُستعمل كوسيلة للحد من عدد النوبات التي يتعرض لها المريض. كشفت التجربة السريرية ذاتها أن نحو 05% إلى 06% من المرضى في الدراسة تمتعوا بتراجع في عدد نوباتهم نتيجة تحفيز الدماغ العميق. كذلك أظهر البحث أن عدد النوبات ضمن المجموعة التي تفاعلت مع العلاج واصل تراجعه بمرور الوقت.

صحيح أن تحفيز الدماغ العميق يشكّل عملية جراحية كبيرة، إلا أن مخاطره تُعتبر متدنية نسبياً مقارنةً بأنواع أخرى من جراحات الدماغ. وإذا تبين أن تحفيز الدماغ العميق غير فاعل في حالة المريض، يمكن الرجوع عنه. فيستطيع الجراح إزالة الأقطاب والمولد من دون تعريض الدماغ لأي ضرر. لذلك يُعتبر خياراً جيداً لمرضى الصرع الذين لم يحظوا بأي تحسّن مع العلاجات الأخرى والذين يعجز الأطباء في حالتهم عن تحديد منطقة الدماغ المسؤولة عن النوبات.

back to top