معرض الصحافة المهجرية اللبنانية والعربية في الأمم المتحدة

بانوراما للنهضة الصحافية والأدبية في القارة الأميركية

نشر في 22-01-2019
آخر تحديث 22-01-2019 | 00:00
«من بيع الكشة إلى النبوءة، كتب المهاجرون اللبنانيون التاريخ بأمل» عنوان المعرض الذي استضافه مقر الأمم المتحدة في نيويورك وتمحور حول الصحافة المهجرية اللبنانية والعربية التي كان اللبنانيون من رواد نهضتها الأوائل في القرن التاسع عشر.
نظمت معرض «من بيع الكشة إلى النبوءة، كتب المهاجرون اللبنانيون التاريخ بأمل» الصحافية في الأمم المتحدة سمر نادر بالتعاون مع جامعتي الروح القدس الكسليك وسيدة اللويزة في لبنان، ورعته بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة.

تضمن المعرض صوراً لصحف قديمة يعود إصدارها الى أكثر من قرن، وعرض أول كتاب عربي صدر في القارة الأميركية عام 1906 بعنوان «بديعة وفؤاد» للكاتبة عفيفة كرم.

وكان جبران خليل جبران والرابطة القلمية حاضرين في المعرض، بالإضافة إلى صورة الطبيب نجيب عربيلي، الدمشقي الأصل، ناشر «كوكب أميركا»، أول صحيفة عربية في أميركا عام 1893.

رسل ثقافة وعلم

افتتح معرض «من بيع الكشة إلى النبوءة، كتب المهاجرون اللبنانيون التاريخ بأمل» في حضور بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة ودبلوماسيين أجانب لدى المنظمة الدولية، وقنصل عام لبنان مجدي رمضان، وموظفي الأمم المتحدة، وأبناء الجالية اللبنانية في القارة الأميركية.

في كلمته في المناسبة، حيا المستشار بشير عزام، نائب مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة أمل مدللي التي غابت بداعي السفر، المهاجرين اللبنانيين الأوائل الذين وصلوا إلى القارة الأميركية من قرن ونصف القرن، حاملين معهم تراث بلدهم الأم وثقافته، شارحاً أهمية إنجازاتهم الأدبية التي تمثلت بإدخالهم اللغة العربية إلى القارة الأميركية، وواصفاً أدباء المهجر بـ «رسل ثقافة وعلم».

نوه عزام بـأهمية الجسر الثقافي الحضاري الذي بناه المهاجرون اللبنانيون والسوريون والفلسطينيون الأوائل، الذين كانوا أوائل العرب الواصلين إلى القارة الأميركية، ونشروا ثقافة جديدة في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية».

أما رجل الأعمال مارك نجار (ممثل شركة سياد الهندسية) فألقى مقطعاً من أدب جبران يصف فيه اللبنانيين بأنهم أولئك الذين يولدون في أكواخ فقيرة ويموتون في قصور من العلم رسل ثقافة وعلم، واستشهد بمقولة للرئيس شارل حلو «يبدع اللبنانيون أينما حلوا ويتميزون عن غيرهم ببراعتهم في إصدار منشورات ومؤلفات حتى ولو وصلوا إلى سطح القمر».

بدوره نوه د. نقولا القهوجي (ممثل الجامعة اللبنانية الثقافية في غانا ورئيسها شكيب رمال) بإنجازات المهاجرين اللبنانين الأوائل على الصعيد الثقافي، مشيراً إلى أن اللبنانيين مفطورون على الهجرة ونشر العلم والحرف منذ آلاف السنين، بداية مع الفينيفيين الذين صدّروا الأبجدية والحرف، وصولاً وليس آخراً إلى المهاجرين الذين نشروا اللغة العربية في القارة الأميركية».

تخلل الحفل مقطوعات موسيقية تراثية لبنانية، وصدح صوت فيروز بأغانيها القديمة، واستمتع الحضور بأغاني الفنان زكي ناصيف وعقدت حلقات دبكة على الأنغام الفلكلورية اللبنانية. 

«بديعة وفؤاد»

تعد رواية «بديعة وفؤاد» إحدى كلاسيكيات الرواية العربية، صدرت في طبعتها الأولى في نيويورك عام 1906، وفي طبعتها الثانية عام 2008 عن منشورات الزمن المغربية، وفي طبعتها الثالثة عام 2013 عن سلسلة رائدات الرواية العربية الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

تتضمن الرواية (تقع في 44 فصلا) وجهة نظر الكاتبة عفيفة كرم (1924-1883) حول العادات والتقاليد الاجتماعية التي سيطرت في أوائل القرن العشرين والحرية والجهل والعلم، منتقدة التناقضات في السلوك إزاء الأحداث والظروف، ومبينة التفاوت في النظرة إلى الإنسان بين المجتمعين العربي والغربي.

تتمحور الرواية حول فؤاد شاب يغرم ببديعة، فتاة تعمل خادمة، فيحول كل من والدته وابن خالته دون اتمام الزواج، عندها تسافر بديعة إلى أميركا للعمل وتعاني الغربة وشظف العيش إلى أن تنتصر في النهاية على التقاليد البالية.

تظهر عفيفة كرم بديعة مثالاً للمرأة المتمسكة بالهوية الوطنية وبالأخلاق والقيم السامية والثقافة الواسعة والقدرة على إبداء الرأي وإعمال النظر والعقل في المواقف، مع جرأة وقدرة على الإقناع والجدال.

«بديعة وفؤاد» باكورة أعمال عفيفة كرم، كتبتها في الثالثة والعشرين من عمرها وتتميز ببناء متكامل ولغة متينة وبثقافة واسعة.

back to top