منارة الراحل عبدالحسين عبدالرضا... يحضرها فنان واحد!

حاضر فيها السريّع والغيث عن صناعته للعرض وتجربته الفنية

نشر في 18-01-2019
آخر تحديث 18-01-2019 | 00:05
بشار عبدالحسين على المسرح مع السريّع والعقل والغيث
بشار عبدالحسين على المسرح مع السريّع والعقل والغيث
شارك الكاتب عبدالعزيز السريّع ود. جاسم الغيث في منارة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، التي أقيمت على مسرحه بالسالمية.
ليس مستغرباً، أن يتناسى بعض الفنانين زميلا لهم في زمن قل فيه الوفاء، لكن الأدهى من ذلك عندما يكون هذا الزميل رمزا ورائدا من رواد الحركة المسرحية والفنية في الكويت والخليج، وهذا ما حدث في فعالية منارات ثقافية كويتية، في منارة عملاق الكوميديا الراحل عبدالحسين عبدالرضا، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي، أمس الأول، في مسرح عبدالحسين عبدالرضا بالسالمية، فلم يحضرها إلا فنان واحد هو أحمد السلمان فقط، ومن الصحافة كاتب هذه السطور والزميلان محبوب العبدالله وصالح الغريب، وثلة من المهتمين، وابن الراحل د. بشار عبدالحسين.

افتتحت المنارة بفيديو عن سيرة عبدالحسين الذاتية ومسيرته الفنية الطويلة، ومقتطفات من أعماله وأقواله، تصدى للتعليق الفنان الكبير سليمان الياسين، كما تضمنت مقابلة لزميل الراحل الفنان القدير محمد جابر، الذي قال "نحن مجموعة من الهواة عبدالحسين وسعد الفرج وخالد النفيسي وغانم الصالح جوهر سالم وحمد ناصر ومريم الصالح ومريم الغضبان، تجمعنا في 10 أكتوبر 1961، عند الرائد المسرحي زكي طليمات ونجحنا في اختبار القدرات".

أما الفنان الكبير جاسم النبهان، فقال "نحن لا نحزن، بل نفتخر بأنه يوجد لدينا مجموعة من الفنانين الكبار، تركوا أثراً كبيراً في تاريخ الحركة المسرحية في الكويت. عبدالحسين عبدالرضا حالة منفردة، ومن زامله كذلك لن ننساهم، وعبدالحسين ذلك الفنان الملتزم، خلق بأعماله جسراً ما بينه وما بين كل شرائح المجتمع الكويتي ثم الخليجي والعربي".

استهل الحديث مدير الجلسة الفنان القدير عبدالرحمن العقل، بقوله: "ليس سهلاً أن يقدم الإنسان نصف قرن من حياته الفنية، وكانت أمنية الراحل أن يشارك في فيلم.

ثم تحدث الكاتب الكبير عبدالعزيز السريّع عن الراحل عبدالحسين، أنه منذ إطلالته الأولى لفت الأنظار، وحرص منذ البداية على الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة في العمل الفني الذي يشارك فيه، وكان حريصاً ودقيقاً في كل شيء، يبذل جهداً كبيراً في ترتيب العرض المسرحي أو التلفزيوني أو الإذاعي، لكي تصل الرسالة واضحة ومرحة ومقبولة اجتماعياً.

وأضاف السريّع أن "الراحل كان- رحمه الله- ذكياً متعدد المواهب، له حضور طاغ، إذا حضر استحوذ على مشاعر من حوله، وكان نقطة الارتكاز وموضع الاهتمام".

ولفت إلى أن الراحل كُرِّم على أعلى المستويات، وسميّ مسرح السالمية باسمه، وكرمه الوجيه الإماراتي الشاعر سلطان العويس، حينما اختار خمسة ممن أسعدوا الناس في الوطن العربي، منهم عبدالحسين وسعد الفرج ودريد لحام وعادل إمام ومحمد عبده، كما كرمته الهيئة العربية للمسرح من قبل حاكم الشارقة الشيخ د. سلطان القاسمي، والمهرجان العالمي للفنون بالفجيرة.

أضواء على تجربته

وتناول المحور الثاني بعنوان "أضواء على تجربته الفنية"، أستاذ النقد والأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية د. جاسم الغيث، الذي قال: إن الفنان الإنسان يعد جوهر التجربة الفنية الدرامية، فهو الذاكرة النابضة بالتطورات والمتغيرات المتتابعة والمتسلسلة إلى عمق الظاهرة، ومحور العلامة ورؤية ومضامين العمل الفني، وجسده وبأدائه يستطيع أن يحول الكلمة المكتوبة إلى لغة العرض المسرحي، ويظل أداؤه وفعله الدرامي باقيا في ذاكرة الأجيال، كما هي تجربة الراحل عبدالحسين.

وأشار د. الغيث إلى أن بداية عبدالحسين كانت على غير الأسلوب الكوميدي الذي اشتهر به، حينما التحق لتأسيس فرقة المسرح العربي التي تولى مرحلتها الأولى الرائد زكي طليمات بأسلوب علمي وأكاديمي، بعدها انطلق عبدالحسين إلى آفاق التجربة المحلية والقضايا التي تشغل الإنسان الكويتي، مستفيداً من تجربته الثرية مع طليمات.

وتطرق د. الغيث إلى تنوع أسلوب كتابة النص المسرحي عند عبدالحسين ما بين ما كان للبناء الأرسطي، ذلك البناء الذي جسدت أحداثه في مسرحيات فرقة المسرح العربي وحدة فنية لتطور أحداثه وشخوصه إلى مرحلة التأزم والحل الهابط والنهاية المؤثرة، وأسلوب آخر هو المشاهد واللوحات التي تحمل في ذاتها قضية وعنواناً وشخوصاً تختلف أدوارهم بين لوحة وأخرى، مثل "فرسان المناخ" و"سيف العرب".

ولفت إلى المسلسل الذي يمثل نقلة نوعية في مسيرة الراحل على مستوى كتابة السيناريو التلفزيوني والبطولة المتميزة بعد مسلسل "درب الزلق"، وهو "الأقدار" الذي أتقن قصته وأحداثه الدرامية وانتقى بعناية شخوصه وأبطاله.

وأوضح د. الغيث أن عبدالحسين تأثر بـ "الفارس" في أعماله، لكنه طوّر هذا اللون المسرحي ليتحول من مشهد أو فاصل تمثيلي إلى عمل مسرحي كوميدي تتخلله مجموعة من الفارسات، وجاء اهتمامه بالأغاني والاستعراضات كما في "الفودفيل" ليجعل الممثل والمشاهد يأخذان نوعاً من الاستراحة.

وفي ختام المنارة، قدم الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. عيسى الأنصاري درعاً تكريماً لاسم الراحل تسلمها نجله د. بشار.

السريّع: كان ذكياً متعدد المواهب له حضور طاغ

الغيث: «الأقدار» يمثل نقلة نوعية في مسيرته ككاتب
back to top