واشنطن لن توقف الانسحاب من سورية بعد «هجوم منبج»

● مقاتلات أميركية على حدود العراق
● اشتباك روسي ـ إيراني بالوكالة في حماة

نشر في 18-01-2019
آخر تحديث 18-01-2019 | 00:05
عضو بقوات أمن منبج في موقع الهجوم الانتحاري أمس (أ ف ب)
عضو بقوات أمن منبج في موقع الهجوم الانتحاري أمس (أ ف ب)
رغم الهجوم المفاجئ، الذي تبنّاه تنظيم «داعش» وسلّط الضوء على واقع ميداني مختلف، قررت الإدارة الأميركية المضي قدماً في خطة الانسحاب من سورية، في حين نشرت طائرات قتالية ونقل في قواعدها العسكرية على الحدود مع العراق.
وسط أنباء عن نشرها طائرات هجومية في قواعدها العسكرية على الحدود، أكدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا توجد خطط لوقف قرار الرئيس الانسحاب من سورية أو التراجع عنه، خصوصاً بعد هجوم تنظيم «داعش» غير المسبوق على القوات المنتشرة في مدينة منبج، وأدى إلى مقتل 4 أميركيين هم جنديان وموظف مدني بوزارة الدفاع ومتعاقد معها، بالإضافة إلى جرح ثلاثة عسكريين آخرين.

وأفاد مسؤولان كبيران بالبيت الأبيض، لشبكة «سي إن إن» أمس، بأن ترامب لايزال يؤمن أن هذا هو الوقت المناسب لعودة القوات الأميركية للوطن، لافتين إلى أن خطط الانسحاب لا تزال مشروطة ومرتبطة بالأحداث على الأرض بما في ذلك قوة «داعش» والضمانات الأمنية للأكراد.

وإذ أعرب عن إدانته وترامب الشديدة للهجوم، الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 19 آخرين، شدد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس على أن الولايات المتحدة ستمضي قدماً في خطة سحب قواتها من سورية.

وقال بنس، في بيان، «بفضل شجاعة قواتنا المسلحة سحقنا داعش ودمرنا قدراته. ونحن نبدأ في إعادة قواتنا إلى الوطن. ولن نسمح أبداً لبقايا التنظيم بإحياء خلافتهم الشريرة والدموية».

قواعد أميركية

في السياق، كشف قائد المحور الغربي للحشد الشعبي قاسم مصلح عن نشر الجيش الأميركي طائرات أباتشي وشينوك في قواعده العسكرية على الحدود السورية العراقية، مشيراً إلى أن لديه أربع قواعد في المنطق تحلق باستمرار فيها مقاتلاته وتهبط وتنقل الجنود.

وأوضح مصلح أن «القواعد الأميركية في العراق حالياً هي بير المراسمة ضمن منطقة الجزيرة الحدودي قرب القائم وهي تبعد عن الحدود السورية كيلومتراً واحداً، فضلاً عن قاعدة الفوسفات 10 كيلومترات عن الحدود». وأكد مصلح أن «الجيش الأميركي يعتمد بشكل كبير على قاعدة عين الأسد الأساسية إضافة إلى قاعدة الرطبة القريبة أيضاً»، مشيراً إلى أن «قواعده العسكرية كثيرة أيضاً داخل سورية قرب الحدود المشتركة».

وذكر مصلح أن الأنباء عن بدء الانسحاب من سورية غير دقيقة ومازال الجيش الأميركي ينشط على الحدود العراقية السورية ولم يسحب أيّ جندي من داخل سورية». ووسط أنباء عن استعداد القوات الحكومية العراقية لعملية داخل سورية، أعلن مصلح عن قيام عزز الحشد الشعبي بتعزيز عناصره على الشريط الحدودي مقابل مناطق هجين وسوسة بمحافظة دير الزور تحسباً لأي طارئ بعد هجوم منبج.

تنسيق ومتابعة

إلى ذلك، بحث رئيس الأركان التركي يشار غولار مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، تطورات الوضع في سورية وعملية الانسحاب الأميركي في اجتماع مغلق استغرق ساعة ،أمس الأول، في مقر قيادة حلف شمال الأطلسي بالعاصمة البلجيكية بروكسل.

وبحسب وكالة «الأناضول»، فإن هذه الاجتماع هو الثاني بين غولار ودانفورد لتنسيق انسحاب القوات الأميركية وترتيبات ما بعده بعد لقائهما في 8 يناير في أنقرة.

بدوره، أعلن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين، مراقبته عن كثب تنفيذ قرار ترامب ومدى سرعته، معتبراً أن وجود نحو 2000 عسكري أميركي في سورية غير قانوني وفيه انتهاك لمعايير القانون الدولي.

حل سياسي

سياسياً، أنهى المبعوث الأممي غير بيدرسون أمس، زيارته الأولى إلى دمشق، مؤكداً الحاجة للتوصل إلى حل سياسي أساسه قرار مجلس الأمن 2254 الذي يشدد على سيادة سورية وسلامتها الإقليمية.

وبعد زيارة استمرت 3 أيام وتخللها «لقاء بنّاء» مع وزير الخارجية وليد المعلم، أكد بيدرسون عزمه مواصلة النقاشات حول «مختلف جوانب عملية جنيف للسلام».

وقال بيدرسون: «اتفقنا أن أزور دمشق بانتظام لمناقشة نقاط الاتفاق وتحقيق تقدم في تناول المسائل الخلافية»، مشيراً إلى لقاء «قريب» مع هيئة التفاوض، الممثلة لأطياف المعارضة في السعودية.

المنطقة الآمنة

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس أن المنطقة الآمنة مهمة للاستقرار وعودة اللاجئين السوريين ومحاربة «الإرهاب»، لافتاً إلى أنه بعد لقاء رئيسي الأركان التركي ونظيره الأميركي «ينبغي أن تظهر المحادثات المقبلة ما إذا كانت وجهات النظر متداخلة أم لا حول»، خطة الرئيس رجب طيب إردوغان، التي تتضمن ثلاث مراحل وهي منطقة حظر جوي وأخرى آمنة للمدنيين وإطلاق عملية برية مشتركة مع قوات التحالف الدولي «داعش». في المقابل، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول أن أولوية باريس تحقيق نصر نهائي ومكتمل على «داعش»، مؤكدة أنها ملتزمة باستقرار شرق سورية ودعم قوات ذات الأغلبية الكردية.

دير الزور

ميدانياً، خرج أكثر من 2200 شخص بينهم 180 من مقاتلي «داعش» من المعقل الأخير للتنظيم على الضفاف الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور في الساعات ال24 الأخيرة.

ووفق ما المرصد السوري، فإن قوات سورية الديمقراطية، التي تشن هجوماً أخيراً شرق الفرات بدعم أميركي، قامت بتأمين حافلات لإجلاء المدنيين والمقاتلين المحاصرين في الداخل إلى مخيمات تابعة لها بالمنطقة.

وفي حماة، أفاد موقع «أورينت» عن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والمتوسطة بين ميليشيات «الفيلق الخامس» التابع للفرقة الثامنة المدعومة من روسيا و»الفرقة الرابعة» الموالية لإيران، مبيناً أن شرارتها انطلقت في منطقة النحل ومركز البحوث الزراعية في منطقة الحرة وتوسعت على طول الخط الأوسط في سهل الغاب الممتد من مركز البحوث الزراعية في منطقة الحرة وحواجز الكريم وقبر فضة وتل بكير وحواجز النحل القريبة من منطقة سقيلبية غربي حماة.

في غضون ذلك، لبست معظم المحافظات السورية وخاصة الجنوبية الثوب الأبيض، جراء تعرضها لمنخفض جوي قطبي المنشأ، أدى لتعطيل الجامعات والمدارس.

وشهدت محافظة دمشق وريفها والسويداء ودرعا والقنيطرة، تساقط ثلوج كثيفة أدت لانقطاع الكثير من الطرفات. كما أدى تراكمها في تلك المحافظات لتأجيل امتحانات الجامعات والمدارس بشكل كامل حتى إشعار آخر، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن رئيس فرع جامعة دمشق منصور حذيفة.

الثلوج تغطي المحافظات الجنوبية وتعطل المدارس والجامعات
back to top