لبنان يستكمل ترتيبات «القمة الاقتصادية»

• السفير الإيراني يزور الحريري وينتقد «تدخل هيل» • «المركزي»: سداد التحويلات غير المصرفية بالليرة فقط

نشر في 16-01-2019
آخر تحديث 16-01-2019 | 00:04
الحريري مستقبلاً السفير الايراني أمس
الحريري مستقبلاً السفير الايراني أمس
بات كل شيء جاهزاً لاستضافة لبنان القمة التنموية الاقتصادية العربية ابتداء من الخميس المقبل. الترتيبات الإدارية والإجراءات الميدانية، كلّها اكتملت أو تكاد، للحدث المنتظر بعدما غضّ العرب النظر عن التجاذبات اللبنانية وقرروا المضي قدماً في إقامة القمة في بيروت.

وأصدرت رئاسة مجلس الوزراء مذكرة باقفال الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات يوم الجمعة في 18 الجاري، تسهيلاً للقمة. جاء ذلك في حين أكدت جامعة الدول العربية أنه لم يطلب منها القيام بوساطة بين لبنان وليبيا.

وأعلن محمود عفيفي، الناطق الرسمي باسم الأمين العام للجامعة، أحمد أبوالغيط، أن «ليبيا أعلنت رسمياً مقاطعتها للقمة على ضوء حرق حركة أمل بلبنان للعلم الليبي في بيروت»، واصفاً هذه الواقعة بـ»المؤسفة».

هيل

في موازاة ذلك، أكدت مصادر سياسية متابعة، أن «زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى بيروت في الشكل، تكاد تفوق أهمية على المضمون،

لا سيما من زاوية توقيت اللقاءات ونوعها ومن شملتهم، إذ لا يمكن القفز فوق مغزى افتتاح الجولة من كليمنصو تحديداً بما يرمز إليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط وشمولها القيادات العسكرية والأمنية قبل أن تتوسع مروحتها لاحقاً في الاتجاه السياسي الرسمي، بعبدا وعين التينة وبيت الوسط، وتضم سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد البخاري». واعتبرت المصادر خطوة زيارة السفير السعودي «بالغة الأهمية إن لناحية تأكيد عمق الشراكة الأميركية – السعودية أو لجهة الإشارة إلى الدور السعودي في لبنان في مرحلة التحولات الكبرى في المنطقة».

إيران

وكانت الزيارة الأميركية محط انتقاد واسع من طهران عبر سفارتها في بيروت التي وصفتها، في بيان أمس، بـ»الإستفزازية والتحريضية»، معتبرة أن «لبنان أصبح اليوم بفضل قيادته الحكيمة وحكومته وشعبه وجيشه ومقاومته المسؤولة، رقماً صعباً في المعادلات الإقليمية بحيث أصبح حصيناً وعصياً على إملاءات الآخرين وأعدائه، فلا يسمح لأي طرف كان بأن يملي عليه القرارات الخاطئة». واعتبرت السفارة الإيرانية المواقف التي أطلقها هيل «إملاءً وتدخلاً في شؤون الغير».

وتزامن بيان السفارة مع زيارة السفير الإيراني محمد جواد فيروزنيا، أمس، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في بيت الوسط، للمرة الأولى منذ وصوله إلى لبنان في أغسطس الماضي. وقال فيروزنيا بعد اللقاء: «ندعم كل الجهود الرامية إلى تأليف حكومة برئاسة سعد الحريري ولا ربط بينها وبين تطورات الخارج».

من جهته، سلّم الحريري السفير الإيراني مذكّرة الى الرئيس الإيراني حسن روحاني تطالبه بالإفراج عن المعتقل اللبناني نزار زكّا.

في سياق منفصل، يستعد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي لجولة في الولايات المتحدة يبدأها الاثنين المقبل، بعد أن يجمع القادة الموارنة ورؤساء الأحزاب في بكركي اليوم في «لقاء وجداني» يتخطى بمضمونه مسألة تشكيل الحكومة إلى مناقشة المخاطر الآتية على لبنان الكيان والنظام السياسي.

وبينما تسود مخاوف على وضع الليرة اللبنانية وتدهور الاقتصاد بسبب غياب الإصلاحات مع عدم الاتفاق على تشكيل حكومة وتصاعد الضغوط الأميركية على المؤسسات المالية التي تتعامل مع حزب الله، أصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمس الأول، قراراً يتعلق بالعمليات المالية والمصرفية بالوسائل الإلكترونية، ألزم بموجبه المؤسسات غير المصرفية كافة التي تقوم بعمليات التحويلات النقدية بالوسائل الإلكترونية، أن تسدد قيمة التحويلات النقدية الإلكترونية الواردة إليها من الخارج بالليرة اللبنانية حصراً. وبحسب أوساط البنك المركزي، فإن المقصود مباشرة بهذا التدبير هي مؤسسات تحويل الأموال، وفي صدارتها «ويسترن يونيون» و«موني غرام».

في سياق منفصل، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع نظيره اللبناني جبران باسيل، في مكالمة هاتفية أمس، تكثيف الجهود المشتركة للبلدين الرامية إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

وأوضحت الخارجية الروسية، في بيان صدر عنها حول المكالمة، أن لافروف "أكد تمسك الجانب الروسي بسيادة لبنان الصديق واستقلاله ووحدة أراضيه واستقراره"، وشدد على أن "روسيا تنطلق من ضرورة حل القضايا الحيوية للأجندة الوطنية اللبنانية في الإطار القانوني، بالتوافق مع الدستور وضمن الحوار البناء بين أبرز القوى السياسية للبلاد، وعدم قبول أي تدخلات خارجية في شؤونه الداخلية".

back to top