روحاني يحتمي بخامنئي من خصومه

معركة سياسية حامية حول الطرف المسؤول عن الانهيار الاقتصادي

نشر في 19-12-2018
آخر تحديث 19-12-2018 | 00:05
نواب إيرانيون خلال تصويت داخلي في مجلس الشورى بطهران أمس (ارنا)
نواب إيرانيون خلال تصويت داخلي في مجلس الشورى بطهران أمس (ارنا)
رصد تقرير أميركي تشبث القيادات الإيرانية بموقفها المعاند لضغوط الولايات المتحدة، الهادفة إلى إرغامها على الدخول في مفاوضات جديدة، من أجل إبرام اتفاق شامل حول ملفها النووي وأنشطتها في المنطقة.

ورأى التقرير، الذي نشر أمس الأول، أن تصريحات القيادة الإيرانية بشأن العقوبات الأميركية الخانقة "لا تشير إلى أي تنازلات، وتدل على أنها تعد شعبها لفترة مؤلمة قادمة".

وقال معهد "الشرق الأوسط"، في تقريره حول التطورات بمنطقة الشرق الأوسط لعام 2018، إن "الرئيس الإيراني حسن روحاني بدأ يتقرب أكثر من المرشد الأعلى علي خامنئي، سعيا للحماية من خصومه، بعد أن نفدت منه الأفكار الجديدة لمواجهة تردي الأوضاع المعيشية جراء انهيار سعر صرف الريال مقابل الدولار".

وأشار التقرير إلى أن "هناك معركة سياسية حامية داخل إيران، لتحديد الأشخاص المسؤولين عن الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي وصلت إليها البلاد".

وأضاف أن "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كانت تأمل أن ترضخ طهران للعقوبات وتعود لطاولة المفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد، لكن ذلك لم يحدث ولا يبدو أن الإيرانيين يسيرون في ذلك الاتجاه حتى الآن على الأقل، وبدلا من ذلك نراهم بدأوا يعدون شعبهم لفترة اقتصادية صعبة ومؤلمة".

وتابع: "يبدو من تصريحات روحاني ومسؤولين إيرانيين آخرين أن السنوات المقبلة يمكن أن تكون صعبة، مثلما كانت خلال فترة الحرب العراقية - الإيرانية. وفي هذا الصدد فإن العزاء الوحيد الذي يمكن أن يقدمه المسؤولون الإيرانيون لشعبهم هو أن فترة ترامب لابد أن تنتهي عام 2021 أو 2025".

ولفت التقرير إلى أن "مؤيدي روحاني كانوا يأملون أن يبتعد عن خامنئي، بعد فوزه بانتخابات الرئاسة، لكنه بعكس ذلك بدأ يتقرب منه أكثر بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات".

ورأى أن روحاني "يسعى للحصول على الحماية من خامنئي ضد خصومه السياسيين الذين شنوا أخيرا حملة للإطاحة به".

على الجانب الآخر، لفت التقرير إلى وجود مناورات سياسية يقوم بها روحاني تجاه شعبه، تدل على أنه لم تعد لديه أفكار جديدة، وأنه يتطلع فقط للبقاء في الرئاسة للعامين القادمين.

وتزامن التقرير مع تصريح لرئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أكد فيه أن الميزانية العامة للبلاد للعام المقبل يجب أن تكون على أساس الاستغناء عن عائدات صادرات النفط وخفض الإنفاق، والاهتمام بالاقتصاد المقاوم، في ظل سعي واشنطن إلى وقف بيع طهران للمحروقات بشكل كامل.

وأشار لاريجاني إلى أن المرشد الأعلى وجه بضرورة التركيز على توفير "المتطلبات والاحتياجات الأساسية والضرورية" للشعب.

back to top