لبنان: «العقدة السنيّة» تضغط على محور «حزب الله»

الحريري: لا أستطيع إقناع الحزب بالتخلّي عن إيران

نشر في 14-12-2018
آخر تحديث 14-12-2018 | 00:05
عون مستقبلاً كارديل أمس (دالاتي ونهرا)
عون مستقبلاً كارديل أمس (دالاتي ونهرا)
قالت مصادر سياسية لبنانية متابعة إن موضوع تأليف حكومة جديدة بات مرتبطاً بشكل كامل بموقف النواب السنة الستة المستقلين المدعومين من «حزب الله».

وأضافت المصادر لـ «الجريدة» أن هناك مخرجا لـ «العقدة السنية» التي تعرقل تشكيل الحكومة، سيطرحه رئيس الجمهورية ميشال عون قريبا و«يعتبر مخرجا عادلا يرضي حزب الله في السياسة، ولا يكسر حلفاءه في الوقت عينه»، لافتة إلى أن «الحزب سيلتزم بما قاله أمينه العام السيد حسن نصرالله، وسينتظر موافقة هؤلاء النواب على المبادرة الرئاسية».

وأكدت مصادر مقربة من تيار «المستقبل»، أمس، أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ابلغ جميع المعنيين تمسكه بثلاث ثوابت لن يحيد عنها، وهي «رفض توزير أي من النواب السنة الستة في الحكومة، ورفض تمثيلهم بشخص سابع من حصته، ورفض تشكيل حكومة من 32 وزيراً».

وأضافت: «أجواء التفاؤل التي عبّر عنها الرؤساء عون وبري والحريري في الأيام الماضية بددها موقف النواب الستة إثر لقائهم عون مساء الأربعاء، لكن الأمور تنتظر لقاء الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية لمعرفة النتائج النهائية».

وقال الحريري، أمس، إنه يأمل في تشكيل حكومة جديدة بحلول نهاية العام، مؤكّداً خلال إلقائه كلمة في «تشاتام هاوس» في لندن، أمس، أن «المفاوضات بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في مراحلها الأخيرة».

وتابع: «لن أغيّر رأي حزب الله في ايران، ولا يستطيع الحزب أن يغيّر رأيي بالسعودية مثلاً، لذلك، وضعنا هذه الخلافات جانباً»، مشيراً في الوقت نفسه الى أن «السعودية ستساعد لبنان اقتصاديا بمجرد تشكيل الحكومة».

وفي إشارة الى أن الضغوط باتت في ملعب محور حزب الله، اندلع سجال على «تويتر» بين عضو «اللقاء التشاوري» (النواب السنة الستة المستقلون) النائب فيصل كرامي، وبين النائب اللواء جميل السيد.

وغرد كرامي على «تويتر» قائلاً: «بمودة أقول للواء جميل السيد إنه لم يكن موفقا في توصيف الواقع عبر خطوتين الى الوراء، إن الخطوة الى الوراء المطلوبة فعليا، والتي لا تسبب ضررا وحرجا لأحد، هي أن يقوم بها تحالف السلطة الذي يملك أكثر من 17 وزيرا، خصوصا أن خطوة منا الى الوراء تضعنا في الخارج، أما هم فخطوتهم لن تؤثر عليهم»، مضيفاً: «أقول ايضا بمحبة للواء السيد إن حبيبي العسل بوفائه تزيد حلاوته، وأن حبيبي العسل لو لم يكن مقتنعاً بحقنا في التمثيل لما دعم موقفنا». وتابع: «استغرب بمودة أن يكون اللواء السيد مطلعا على مبادرة رئيس الجمهورية الذي قال لنا قبل 24 ساعة فقط إن مبادرته لم تتبلور بعد. أعتقد أن هذا التفصيل الدقيق يحتاج الى توضيح من اللواء السيد ومن فخامة الرئيس».

وكان النائب السيد غرد صباح أمس قائلا: «ثمّة مبادرة يقودها الرئيس عون لتشكيل الحكومة، المبادرة متوازنة، الحريري خطوة للوراء ولا خسارة، والنواب السُنة خطوة للوراء ولا إلغاء! على الطرفين التجاوب مع الرئيس!».

وختم: «حزب الله واضح: مع تسريع الحكومة ومع ما يرتضيه النواب السنّة حتى ولو بوسة لحية! ولهؤلاء، إذا حبيبك عسل ما تلحسو كلّو».

الى ذلك، بعد رسائل الطمأنة بين لبنان واسرائيل، وبرودة الأوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية رغم عمليات الجيش الإسرائيلي في إطار «درع الشمال»، جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقباله منسقة الأمم المتحدة في لبنان السيدة برنيلدالير كارديل في قصر بعبدا، أمس، التأكيد على «التزام لبنان احترام القرار 1701 بحرفيته» متهما إسرائيل بـ «انتهاك السيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا بمعدل 150 خرقا كل شهر».

وقال عون للمسؤولة الأممية إن «لبنان ينتظر التقارير الميدانية التي تعدها قيادة القوات الدولية في الجنوب (يونيفيل) حول الأنفاق قبالة الحدود الجنوبية، للتأكد مما اذا كانت تجاوزت الخط الأزرق»، مؤكدا أن «لبنان يتابع هذه المسألة بعناية لئلا تستغلها إسرائيل لتضرب الاستقرار الذي يعيشه الجنوب».

وشددعلى أن «لبنان سيعمل ما في وسعه للتعاون مع المجتمع الدولي في النقاط التي أثارها مجلس الأمن خلال اجتماعه الأخير الذي تطرق فيه الى الوضع في لبنان».

back to top