حروب المصالح تحكم حصيلة اجتماع «أوبك»

نشر في 04-12-2018
آخر تحديث 04-12-2018 | 00:04
No Image Caption
أكدت تطورات أسواق الطاقة الأخيرة توقعات المحللين حول اجتماع منظمة أوبك في نهاية هذا الأسبوع في التوصل الى خفض هادئ في الإنتاج يرفع سعر النفط ويتفادى غضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وهذه هي الطريقة التقليدية التي تتبعها المنظمة في الخروج من عنق الزجاجة، والتي برهنت، من جديد، على نجاحها في عام 2016، ورفعت سعر برميل النفط بأكثر من 7 دولارات.

ويرجع سبب هذه الحصيلة الى وجود توقعات بأن أسواق النفط ستشهد تخمة في المعروض في العام المقبل، مع ما يفضي إليه ذلك من تداعيات، وخاصة بعد هبوط الأسعار بأكثر من 30 في المئة خلال 8 أسابيع، والتي أسفرت عن عجز معظم دول "أوبك" عن تغطية ميزانياتها عند مستويات الأسعار الحالية.

ويرى مراقبون أن "أوبك" تواجه اليوم مجموعة من التحديات مختلفة جدا عن تلك التي تعاملت معها في سنة 2016، بما في ذلك موقف الرئيس ترامب الذي يعارض بشدة تحقيق خفض كبير في إنتاج النفط، ويضغط على الجهات الفاعلة لتلبية مطالبه في هذا الشأن.

ويقول أحد خبراء الطاقة في الولايات المتحدة إن الوضع الراهن قد لا يتطلب مبالغة في خفض الإنتاج، كما حدث قبل عامين، عندما وافقت الدول الأعضاء في منظمة أوبك على إخراج 1.8 مليون برميل من النفط يوميا من السوق، وحقق حينها تحسنا لافتا في الأسعار.

وفي ضوء هذه التطورات تحسّن سعر الخام الأميركي خلال الأشهر القليلة التالية، ليصل الى أعلى مستوياته في 4 سنوات عند 76.90 دولارا للبرميل، مدفوعا بمخاوف من حدوث نقص نفطي يسبق العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران. وأعقب ذلك هبوطا واضحا في السعر وصل الى 35 في المئة خلال الأسابيع الثمانية التالية.

وكانت توقعات المحللين تقول إن عدم اتفاق الدول الأعضاء في منظمة أوبك سيفضي الى هبوط سريع في الأسعار ربما يضع سعر البرميل عند 42 دولارا، مع غموض في المستقبل.

تجدر الإشارة الى أن حروب المصالح لا تقتصر على إنتاج نفط منظمة أوبك، وذلك في ضوء احتمالات زيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة في حال تحسّن الأسعار والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة بوتيرة أسرع.

في غضون ذلك، ذكر تقرير صدر عن شركة بيكر هيوز أن عدد منصات حفر النفط والغاز في الولايات المتحدة هبط 3 منصات في الأسبوع الحالي، وأن عدد المنصات النشيطة يبلغ الآن 1076 منصة، وقد زاد عدد منصات النفط بـ2، ليصل الى 887 منصة، في حين هبط عدد منصات الغاز 5 منصات الى 189 منصة.

الى ذلك، هبط عدد منصات النفط والغاز في كندا أيضا بخمس منصات هذا الأسبوع، بعد أن ارتفع 7 منصات في الأسبوع الماضي، ليصل العدد الإجمالي هناك الى 199 منصة.

وقال محللون إن تقديرات إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة تشير الى استمرار تأثير الإنتاج الأميركي في الأسبوع المنتهي في 23 نوفمبر الماضي على أسعار النفط، وذلك للأسبوع الثالث على التوالي، مع تسجيل أعلى مستويات إنتاج في الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، قالت وكالة بلومبيرغ إن الهبوط الذي تشهده أسعار النفط كان نعمة حقيقية بالنسبة الى الأسواق الناشئة، وقد بدد القلق من احتمالات القلق الناجم عن تباطؤ النمو الاقتصادي في ذلك الجزء من العالم.

back to top