«ساكسو بنك»: أسواق النفط والغاز شهدت أسبوعاً من الجنون

نشر في 19-11-2018
آخر تحديث 19-11-2018 | 00:00
No Image Caption
وصلت أسعار الدولار إلى أعلى مستوياتها منذ 17 شهراً مقابل سلة من العملات، قبل أن تتراجع جرّاء بيانات التضخم الأميركية الخافتة، وتصريحات جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي، الذي سلّط فيها الضوء على نقاط القوة الحالية التي يمتاز بها الاقتصاد الأميركي، مرجحاً إمكانية مواجهة رياح معاكسة العام المقبل.

كما اكتسبت السندات مزيداً من الزخم، ووصلت عائدات سندات الخزانة الأميركية المستحقة بعد 10 سنوات إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاثة أسابيع، في حين عاد الضعف ليخيّم على أسواق الأسهم الأميركية. وجاء ذلك في وقت تضرّرت الأسهم الرئيسية في قطاع التكنولوجيا، وتضاءلت آمال التوصل إلى صفقة تجارية وشيكة بين الولايات المتحدة والصين خلال اجتماع دول مجموعة العشرين المرتقب في بوينس آيرس في وقت لاحق من هذا الشهر.

وحسب تقرير صادر عن "ساكسو بنك"، استأنف قطاع الطاقة استقطاب معظم الاهتمام بالنظر إلى الحركات المتطرفة التي شهدتها أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي. وأثارت أسابيع من بيع النفط الخام ما بدا وكأنه استسلام نهائي للشراء يوم الثلاثاء، عندما خسر خام غرب تكساس الوسيط وبرنت 7 في المئة، وهو أكبر انخفاض يشهده في يوم واحد منذ ثلاث سنوات. وفي اليوم التالي، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 20 في المئة قبل العثور على البائعين. ومع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع، تمت استعادة بعض الخسائر والمكاسب في كليهما.

أدى الارتفاع الثابت لأسعار الغاز الطبيعي منذ بداية الشهر إلى اضطراب رئيسي الأربعاء عندما بلغ عقد الشهر الأمامي العاجل في إحدى مراحله نحو 5 دولارات/ المدة، بزيادة 50 في المئة قياساً بالشهر الذي سبق العثور على البائعين. وازداد ارتفاع الأسعار نتيجة الطقس البارد غير المتوقع في هذا الوقت من العام في شمال شرق الولايات المتحدة، والذي أدى إلى ارتفاع المخاوف على المدى القصير حول تقدم الإنتاج نظراً لتجمد فوهات الآبار، وانخفاض المخزونات.

وأدى الإنتاج القياسي طوال عام، والطلب القياسي من المستهلكين المحليين وارتفاع حجم الصادرات، إلى دفع المخزونات نحو أدنى مستوياتها الموسمية منذ 15 عاماً، وذلك قبل موسم الانسحابات الذي سينطلق في غضون الأسبوعين المقبلين.

ومع ذلك، وكما أشرنا في توقعاتنا في منتصف الأسبوع، كان مثل هذا الارتفاع في الأسعار عرضة لخطر الانعكاس جزئياً على الأقل بناءً على موعد حدوث الارتفاع باكراً في فصل الشتاء. وأظهرت التقارير الأسبوعية لحجم المخزونات زيادة طفيفة على التوقعات، ورجّحت التنبؤات الجوية أن تكون الفترة القادمة معتدلة البرودة، مما ساهم في إثارة أكبر تراجع في يوم واحد منذ عام 1990 على الأقل.

كما بيّنت التطورات هذا الأسبوع أن سوق الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة مقبل على خوض أربعة أشهر من التقلبات، مع برودة محتملة تتجاوز معدلاتها المعتادة في فصل الشتاء، مما يبقي التركيز على انخفاض مستوى المخزونات.

تسارعت وتيرة هبوط أسعار النفط الخام، ونجمت عنها جولة نهائية محتملة من حالة البيع تحت تأثير الذعر الثلاثاء الماضي من تقرير أسواق النفط الشهري الصادر عن "أوبك" عندما تم تأكيد خشية المضاربين على الارتفاع من وقوعه: زيادة الإنتاج من الدول غير الأعضاء في أوبك، لاسيما الولايات المتحدة وروسيا، وتراجع الطلب على نفط "أوبك" في ظل اضطراب الأسواق الناجم عن مؤشرات تباطؤ نمو الطلب في عام 2019. يضاف إلى ذلك التأثير المخفّض للعقوبات الأميركية ضد قدرة إيران على التصدير، بعد أن منحت واشنطن بشكل غير متوقع إعفاءات لبعض الدول من بينها أكبر المشترين في العالم.

بلغت نسبة انخفاض أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7 في المئة، و6.6 في المئة بالنسبة إلى خام برنت، ليشكل ذلك أسوأ خسائر يتكبّدها هذان المعياران الرئيسيان في يوم واحد منذ ثلاث سنوات. وبدا الأمر كما لو أنه حركة استسلام كلاسيكية للمضاربين على ارتفاع الأسعار، بعد أسابيع من عمليات البيع المكثفة. وهذا ما يثير التساؤل حول ما إذا كانت السوق قد تجاوز الاتجاه الهبوطي، تماماً كما فعل خام برنت في الاتجاه الصعودي في بداية أكتوبر عندما وصلت أسعار برميله إلى 87 دولاراً. ومن وجهة نظرنا، نعتقد أن ذلك يعتمد على الملاحظات التالية:

• من المرجّح أن تبدأ مخزونات النفط الخام التراجع قريباً بمجرد عودة نشاط المصافي العالمية بعد استكمال أعمال الصيانة.

• تلاعبت الولايات المتحدة بالسعودية فيما يخص إيران، مما أثار غضب السعوديين؛ وجعلهم يتدارسون الآن مع أصدقائهم تخفيض الإنتاج بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً (رويترز).

• سارع المضاربون لتقليص صافي مراكزهم طويلة الأجل بشكل حاد؛ وجاء ذلك في جزء منه نظراً لارتفاع المراكز قصيرة الأجل. ومن شأن انتعاش الأسعار التسبب في تجديد الشراء والتغطية القصيرة.

• تتسم العديد من المصافي بمحدودية استخدام النفط الصخري الأميركي الخفيف جداً مقارنة بالنوعيات الأثقل من نفط الشرق الأوسط. وسيؤدي تراجع كميات النفط من الشرق الأوسط إلى زيادة تكاليف نواتج التقطير المتوسطة مثل وقود الطائرات ووقود التدفئة والديزل. وتجدر الإشارة إلى أن الديزل (ULSD) يشهد تداولات في أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات مقارنة بالبنزين (RBOB).

• جاء انخفاض أسعار خام برنت بنسبة 20 في المئة منذ مطلع أكتوبر كإغاثة كبيرة للمستهلكين في الأسواق الناشئة ممن يعانون بالفعل جراء ارتفاع أسعار الدولار، وارتفاع مستويات الديون المقومة بالدولار، وارتفاع تكاليف التمويل المعنية.

back to top