مبيعات علي بابا تجاوزت 30 مليار دولار في «اليوم الواحد»

نشر في 17-11-2018
آخر تحديث 17-11-2018 | 00:03
No Image Caption
لم تتحقق الثلاثون مليار دولار التي توقعها البعض من مراقبي الصين المقربين مثل كران شير، بل تحقق أكثر من ذلك، إذ حصدت مبيعات اليوم الواحد وهي المناسبة السنوية للتسوق التي يقودها ملياردير الصين ومؤسس علي بابا جاك ما رقماً قياسياً جديداً يوم الأحد الماضي من خلال تحقيق 30.8 مليار دولار في المبيعات، وذلك خلال يوم واحد وهذا أكثر من ضعفي مبيعات الجمعة السوداء وسايبر مجتمعين.

وفي المقام الأول، كان شعار "صنع في الصين" هو القائد في هذه الانطلاقة القياسية. ويرجع الفضل في جانب من ذلك إلى الاقتصاد الأميركي القوي وعملية بناء المخزون الناجمة عن قلق عدد من الشركات الأميركية من تعرفات الحرب التجارية.

وارتفع النشاط التجاري الدولي للصين بنسبة 23 في المئة في شهر أكتوبر لفترة الـ 12 شهراً السابقة بزيادة عن التوسع الذي تحقق في الربع الثالث والذي بلغ 13.9 في المئة. ومثل نمو الصادرات بمعدل 20.1 في المئة وتيرة النمو الأسرع لصادرات الصين في نحو أربع سنوات، ويرجع معظم ذلك إلى الولايات المتحدة التي استوردت 13.2 في المئة زيادة في شهر أكتوبر مقارنة مع الفترة ذاتها قبل سنة، بحسب أرقام الحكومة الأميركية التي جمعتها بانجيفا للبحوث وهي وحدة بيانات لـستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتلجنس.

ووصلت مستوردات الصين في الاثني عشر شهراً المنتهية في 30 سبتمبر إلى 2.13 تريليون دولار بعد أن ارتفعت 7.1 في المئة سنوياً خلال الأعوام الثلاثة الماضية. ويقول كريس روجرز وهو محلل بحث لدى بانجيفا: "بحسب المعدلات الحالية للنمو يمكن أن تصبح الصين رائدة للتجارة في العالم متجاوزة الولايات المتحدة خلال خمس سنوات".

وخلال الأشهر التسعة من هذه السنة شكل الاستهلاك 78 في المئة من نمو الناتج المحلي الاجمالي مرتفعاً عن 46 في المئة خلال الفترة ذاتها في عام 2013. ويرجع أحد الأسباب وراء تمتع الاقتصاد الأميركي بحصانة إلى حد ما ضد تعرفات عقابية من جانب الصين إلى أنه لايعول كثيراً على الصادرات. وينسحب الوضع نفسه على الاقتصاد الصيني.

وارتفعت مبيعات التجزئة المعدلة للتضخم بنسبة 7.3 في المئة خلال الأرباع الثلاثة الأولى منخفضة عن 9.3 في المئة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي و 9.8 في المئة قبل عامين. ويمكن المجادلة في أن هذه الأرقام قد تراجعت من دون النظر الى الحرب التجارية لأن الاقتصاد الصيني يتباطأ نتيجة وضع بكين لقيود على الائتمان والنمو المفرط، خصوصاً في ميدان الاستثمار العقاري.

مبيعات التجزئة الأميركية

وبالمقارنة، ارتفعت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بنسبة 2.9 في المئة خلال أول ثمانية أشهر من هذا العام، وينمو الاقتصاد بمعدلات لم يشهدها منذ عقد من الزمن على الأقل.

ويقول أندي روثمان الخبير الاستراتيجي لدى ماثيوس آسيا في سان فرانسيسكو، إن معدل النمو في السنة الكاملة للعام الماضي الذي حقق 9 في المئة أفرز توسعاً اضافياً في الانفاق الأسمي الذي كان قد سجل زيادة بنسبة 135 في المئة أي أكبر من الزيادة التي نجمت عن نمو بنسبة 12.4 في المئة في عام 2007.

وبكلمات أخرى غدت فرص بيع البضائع والخدمات إلى المستهلكين الصينيين عند معدلات النمو الأبطأ أكبر كثيراً من فرص السنوات العشر الماضية لأن الصين تنفق أكثر وتشتري المواد الأغلى ثمنا مثل بضائع التقنية. وتأتي مبيعات شركة علي بابا التي حطمت الأرقام القياسية في وقت أصبح السوق فيه في وضع المراهنة على الهبوط. ومثل كل أرجاء الصين يتعرض سوق الأسهم في البر الصيني الى أزمات بسبب الحرب التجارية للرئيس ترامب.

لكن نظراً إلى الحملات التي تلقتها الصين في هذه السنة والانتخابات النصفية التي أوصلت البعض من معارضي التعرفات الديمقراطيين الى مجلس النواب الأميركي، فإن تغير المشاعر إزاء نمو الصين قد يبدأ. ومن المعروف أن سوق المستهلك الصيني هو الأكبر في آسيا. وخلال خمس سنوات قد يصبح الأكبر في العالم، بحسب كريس روجرز من بحوث بانجيفا.

وتخضع حصص التجارة الإلكترونية في الصين إلى هيمنة تنسنت وجي دي دوت كوم وعلي بابا. وتقيم جي دي مناسبة للترويج خاصة بها في منتصف شهر يونيو، وباعت في هذه السنة ماقيمته 24.7 مليار دولار من البضائع في يوم واحد. ويتطور سوق الخدمات التقنية ويزداد اتساعاً. وقد باتت شركات مثل بيدو و سينا جزءاً من نسيج الحياة اليومية في الصين.

ويقول مسؤول المعلومات في شركة بلاك روك ريتشارد تيرنيل بعد أن جعل الرئيس ترامب استيراد الصين للحواسيب الأميركية أكثر تكلفة "نحن نشهد تغيراً في التجارة والمنافسة على الهيمنة بشكل يفاقم هذه الاختلافات".

ويمكن أن يفضي خفض الاستثمار العابر للحدود والمشاريع المشتركة مع الولايات المتحدة إلى نتائج ثانوية سلبية للحرب التجارية المستمرة ولكن تركيز الصين على أسواقها الداخلية الكبيرة شيء يتجاهله الكثيرون من المستثمرين الأجانب. وتشهد مبيعات اليوم الواحد على ما يتعين على السوق الداخلي الصيني تقديمه إلى شركات قطاع التجارة الإلكترونية.

وتنتظر حزم جي دي دوت كوم عملية فرز. وحملة تسوقها تحدث في الذكرى السنوية للشركة في 18 يونيو وباعت في هذا العام رقماً قياسياً جديداً بلغ 24.7 مليار دولار. وإضافة إلى ذلك يوجد احتمال بالنسبة إلى علي بابا ومنافسيها لتحقيق مفاجأة جيدة في وقت لاحق من هذا الشهر عندما يجتمع قادة الولايات المتحدة والصين في بوينس آيرس في قمة العشرين خلال 30 نوفمبر والأول من ديسمبر.

وتجاوزت مبيعات شركة علي بابا لليوم الواحد التوقعات وكانت أعلى بنحو 27 في المئة من السنة الماضية، كما أنها عرضت خصومات ضخمة في مواقعها للتجارة الإلكترونية مثل "تي مول" إذ باعت أكثر من مليار دولار من البضائع خلال أقل من دقيقة ونصف الدقيقة.

back to top