ميشيل أوباما: فوز ترامب أخافني وأشعر بغثيان عند سماع الأخبار

• تكشف في مذكراتها Becoming أن إرث زوجها ينهار

نشر في 15-11-2018
آخر تحديث 15-11-2018 | 00:00
عبرت ميشيل أوباما عن قلقها من نزعة عدد كبير من النساء الأميركيات إلى اختيار ترامب «الكاره للنساء» رئيساً لهنّ بدل هيلاري كلينتون، أول امرأة تترشح عن حزب بارز.
وتعترف السيدة الأميركية الأولى السابقة في مذكراتها الجديدة Becoming (وأصبحتُ) بأن بعض الأخبار «يُشعرها بالغثيان». حتى أنها تتساءل أحياناً عما سيؤول إليه الوضع في النهاية بعدما بدأ إرث زوجها أوباما يتصدّع بكل وضوح.
أمضى الزوجان عشية الانتخابات الأميركية في عام 2016 في السينما داخل البيت الأبيض. كتبت ميشال أوباما: «مع انتهاء الفيلم وتشغيل الأنوار، اهتزّ هاتف أوباما الخلوي. رأيتُه يلقي نظرة خاطفة عليه ثم نظر إليه مجدداً وعقد حاجبيه قليلاً. ثم قال: «تبدو النتائج في فلوريدا غريبة بعض الشيء».

«لم يكن صوته ينذر بوجود خطب معيّن، ولكنه عكس درجة بسيطة من الوعي الذي يحمله للأحداث الحاصلة، فبدا كأنه جمرة ساخنة تشعّ فجأةً في العشب. اهتزّ هاتفه مجدداً. بدأ قلبي يخفق بوتيرة متسارعة... راقبتُ وجه زوجي عن قرب، ولم أكن واثقة من أنني مستعدة لسماع ما سيقوله. بغض النظر عن الخبر، من الواضح أنه لم يكن ساراً. شعرتُ بثقل في معدتي وسرعان ما تحوّل قلقي إلى خوف».

لم تتمكَّن أوباما من السهر حتى ساعات الفجر الأولى لمشاهدة ذروة الأحداث على التلفزيون. بل فضّلت الإيواء إلى الفراش على أمل بأن تبعد عن رأسها الأفكار التي كانت تراودها. بعدما نامت، تأكد الخبر الصادم: كان ترامب سيخلف زوجها كرئيس للبلاد. تعترف أوباما قائلة: «لم أرغب في معرفة هذه الحقيقة لأطول فترة ممكنة».

تتذكر ميشيل أن ابنتيهما، ماليا التي كانت في بوليفيا وساشا التي تقصد مدرسة في واشنطن، شعرتا «باستياء شديد» بعد صدور النتيجة: «أخبرتُ الفتاتين بأنني أحبهما وأن الأمور ستكون على ما يرام. كنت أحاول أن أقنع ذاتي بالأمر نفسه».

 تمتنع السيدة الأولى السابقة التي تبلغ اليوم 54 عاماً عن تخمين مدى تأثير التدخل الروسي أو تدخّل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي أو الأخطاء المرتكبة في حملات كلينتون الانتخابية على خسارة كلينتون. بل تعترف قائلة: «لست محللة سياسية، لذا لن أحاول تحليل النتائج. ولن أحاول توقّع المسؤول عن الخسارة أو اعتبار النتائج غير منصفة».

«لكني كنت أتمنى لو شارك عدد إضافي من الناس في الاقتراع. وسأتساءل دوماً عما دفع عدداً كبيراً من النساء تحديداً إلى رفض مرشّحة مؤهلة بدرجة استثنائية واختيار رجل كاره للنساء كرئيس للبلاد بدلاً منها. في مطلق الأحوال، يجب أن نتعايش مع هذه النتيجة الآن».

في فترة بعد الظهر من ذلك اليوم، ذهبت ميشيل أوباما إلى مكتبها في «الجناح الشرقي» حيث كان طاقم الموظفين كله مجتمعاً. كان يتألف بشكل أساسي من نساء وأقليات، وتحدَّر بعضهم من عائلات مهاجرة. كتبت أوباما: «كانت الدموع تملأ عيون كثيرين منهم، وكأنّ نقاط ضعفهم انكشفت في تلك اللحظة».

لكن كان الزوجان أوباما مصمِّمَين على «تسليم السلطة بكل رقي وكرامة لإنهاء سنواتنا الثماني بطريقة تتماشى مع قيمنا واتزاننا». في 20 يناير، رحّب الثنائي بترامب وزوجته ميلانيا في البيت الأبيض، ثم انطلقا لحضور حفلة تنصيب الرئيس الخامس والأربعين إزاء مبنى الكابيتول الأميركي.

«تلاشى التنوع الحيوي الذي ميّز حفلتي التنصيب السابقتين وحلّت مكانه صورة موحّدة مُحبِطة تتمثل بسيطرة الرجال البيض على المشهد العام، بما يشبه ما شاهدتُه بشكل متكرر على مر حياتي، لا سيما في المساحات الأكثر امتيازاً وفي أروقة السلطة المتنوعة التي اخترقتُها بطريقةٍ ما منذ أن غادرتُ منزل طفولتي. كنت تعلّمتُ من البيئات المهنية التي عملتُ فيها... أنّ التشابه يولّد تشابهاً إضافياً، إلى أن نبذل جهوداً حثيثة للتصدي لهذه الظاهرة».

الترشح للرئاسة

«قال شخص من إدارة أوباما على الأرجح إن المنظور السائد شائب، بمعنى أن ما شاهده الرأي العام لا يعكس حقيقة الرئيس أو قيمه. لكن قد يكون ذلك الانعكاس صحيحاً في هذه الحالة. حين أدركتُ ذلك، قررتُ تعديل منظوري الخاص: حتى أنني أوقفتُ محاولات الابتسام».

بعد مرور سنتين تقريباً، تستمر هيمنة الرجال البيض في منتصف العمر على حكومة ترامب. يحث البعض ميشيل أوباما على التفكير بالترشح للرئاسة، فقد كشف استطلاع حديث أجراه موقع Axios ضمن برنامج SurveyMonkey أن أوباما ستتفوق على ترامب بفارق 13 نقطة إذا ترشحت لمنصب الرئاسة في عام 2020، فيما ستتفوق الإعلامية ومقدمة البرامج الحوارية أوبرا وينفري بفارق 12 نقطة.

لكن في خلاصة المذكرات حيث تقدّم ميشيل نبذة عن نشأتها وتحصيلها العلمي ومحاولاتها إيجاد توازن بين مهنتها وعائلتها، تعمد هذه المرأة مجدداً إلى نفي ذلك الكلام: «لما كان الناس يسألون كثيراً عن هذا الموضوع، فسأقول ذلك مباشرةً: لا أنوي الترشح للرئاسة مطلقاً. لم أكن يوماً من محبّي السياسة، ولم تكن تجربتي في آخر 10 سنوات كفيلة بتغيير موقفي بأي شكل».

«ما زلتُ أنفر من المظاهر الشائبة: هذا الفصل المبني على أساس قِبَليّ بين الحزبَين الأحمر والأزرق، أو هذه الفكرة التي تدفعنا إلى الانحياز إلى طرف واحد والالتزام به، من دون أن نتمكن من الإصغاء إلى الآخر وعقد التسويات، أو حتى التصرف بطريقة متحضّرة أحياناً. أظن أن السياسة، في أفضل الأحوال، قد تكون وسيلة لإحداث تغيير إيجابي، ولكنّ هذا المجال لا يناسبني بكل بساطة».

«لا يعني ذلك أنني لا أهتم بمستقبل بلدي. منذ أن ترك باراك منصبه، أقرأ قصصاً إخبارية تشعرني بالغثيان. كنت أبقى مستيقظة خلال الليل بسبب استيائي مما يحصل».

«كان يصعب عليّ أن أشاهد انهيار سياسات رحيمة بُنِيت بحذر تزامناً مع إبعاد عدد من أقرب حلفائنا وتعريض الضعفاء في مجتمعنا للخطر وتجريدهم من صفتهم الإنسانية. أتساءل أحياناً عما سيؤول إليه الوضع في النهاية».

تنتقد أوباما أيضاً حملة ترامب التي انطلقت في يونيو 2015 حيث وصف المهاجرين المكسيكيين بكلمات مثل «مجرمين» و«مغتصبين»، ما يعكس نبرة حملته ورئاسته المبنية على بث الانقسام: «أدركتُ أنه كان يستعرض بكل بساطة لجذب اهتمام وسائل الإعلام لأنه قادر على فعل ذلك. لم يكن أي من تصرفاته يشير إلى رغبة جدّية في حكم البلد».

أطلقت أوباما جولة ترويجية لكتابها في شيكاغو حيث اشترى عشرات آلاف الناس البطاقات لحضور الحدث الذي كان من تنظيم وينفري. Becoming جزء من صفقة مشتركة مع باراك أوباما (من المتوقع أن تصدر مذكراته الخاصة في السنة المقبلة) وقد تصل قيمتها إلى عشرات ملايين الدولارات، وسيعود «جزء كبير» من المبيعات إلى الجمعيات الخيرية.

مقتطف حصري

تتذكر السيدة الأولى السابقة في مقتطف من كتابها صراعها الداخلي مع هويتها خلال أيام زواجها الأولى:

ربما تبدو هذه الفكرة مزحة سيئة! ماذا يحصل حين يتزوَّج رجل مستقل ومعتاد على الوحدة من امرأة لا تحبّ الوحدة بأي شكل؟ أظنّ أن الجواب عن هذا السؤال قد يكون أفضل جواب وأكثره شيوعاً لجميع الأسئلة التي تنشأ داخل أي زواج، بغض النظر عن هويتك أو طبيعة المواضيع المطروحة: لا بد من إيجاد طرق للتأقلم مع الوضع! إذا كنت ملتزماً بهذه العلاقة إلى الأبد، لن تجد أمامك أي خيار آخر.

في بداية عام 1993، سافر باراك إلى بالي وأمضى هناك نحو خمسة أسابيع، فاختلى بأفكاره فيما كان يعمل على مسودة كتابه Dreams from My Father (أحلام من أبي)، وراح يملأ تلك الأوراق الصفراء التقليدية بخط يده الدقيق وينقّي أفكاره خلال نزهاته اليومية الهادئة وسط أشجار جوز الهند، على وقع أصوات الأمواج.

في غضون ذلك، بقيتُ في المنزل الواقع في جادة «يوكليد» حيث كنت أعيش في الطابق العلوي لمنزل والدتي ماريان، فيما حلّ شتاء ثقيل آخر على شيكاغو وغمر الأشجار والأرصفة بالثلج. كنت أشغل نفسي بمقابلة الأصدقاء والمشاركة في حصص رياضية في المساء. خلال تفاعلاتي الاعتيادية في عملي أو في أنحاء البلدة، وجدتُ نفسي وأنا أكرر هذه الكلمة الغريبة الجديدة: «زوجي»: نريد أنا وزوجي أن نشتري منزلاً. زوجي كاتب وهو يعمل على إنهاء كتابه. كانت هذه التجربة غريبة وممتعة وأعادت لي ذكريات عن رجلٍ غائب. كنت أشتاق إلى باراك كثيراً، لكني تفهمتُ وضعنا قدر الإمكان وأدركتُ أن هذه الفترة الفاصلة هي الأفضل لنا على الأرجح، حتى لو كنا متزوجَين حديثاً.

أخذ معه الفوضى التي تطبع كتابه غير المُنجَز وعزل نفسه للفوز بهذه المعركة. ربما فعل ذلك من باب التعامل اللطيف معي، في محاولةٍ منه لإبعاد الفوضى عني. كنت مضطرة إلى تذكير نفسي دوماً بأنني تزوجتُ بمفكّر غير مألوف. كان يتعامل مع عمله بطريقة يعتبرها الأكثر عقلانية وفاعلية، حتى لو بدت ظاهرياً أشبه بعطلة على الشاطئ، أو شهر عسل مع نفسه بعد شهر العسل الذي أمضاه معي (لم أستطع منع نفسي من التفكير بهذه المسائل في لحظات وحدتي).

أنت وأنا، أنت وأنا، أنت وأنا. كنا نتعلم كيفية التكيّف مع الوضع الجديد كي نتماسك ونحيك معاً كياناً مشتركاً («نحن») يدوم إلى الأبد. حتى لو لم يتغير كل واحد منا وحتى لو بقينا الثنائي نفسه الذي كنا عليه طوال سنوات، إلا أننا صرنا نحمل صفات جديدة الآن وقد اكتسبنا مجموعة ثانية من الهويات التي يجب استيعابها. أصبح زوجي وأنا زوجته. وقفنا في الكنيسة وأعلنا ارتباطنا بأعلى الصوت لبعضنا البعض وللعالم كله. شعرنا بأننا ندين لبعضنا بأمور جديدة.

بالنسبة إلى نساء كثيرات، بمن فيهنّ أنا، تفرض كلمة «زوجة» عبئاً كبيراً كونها تترافق مع بناء تاريخ مشترك جديد. إذا نشأتَ خلال الستينات والسبعينات مثلي، ستعرف أن النساء حينها كنّ يتمثلن بالمرأة البيضاء التي تعيش داخل المسلسلات الكوميدية المتلفزة، بمعنى أنها مرحة وتصفف شعرها وترتدي المِشَدّ دوماً. كانت المرأة تلازم المنزل وتستاء من الأولاد وتحضّر العشاء على الموقد. حتى أنها قد تحتسي الشراب أو تغازل بائع المكانس الكهربائية أحياناً، لكن كانت الإثارة في حياتها تقف عند هذا الحد.

كانت المفارقة الكبرى تكمن طبعاً في اعتيادي على مشاهدة تلك البرامج في غرفة المعيشة في منزلنا الواقع في جادة «يوكليد» فيما كانت والدتي، ربة المنزل، تُحضّر العشاء من دون تذمّر بينما يرتاح والدي بعد عودته من العمل. كانت حياة والديّ تقليدية بقدر حياة الممثلين على التلفزيون. كان باراك يمزح أحياناً ويقول إن نشأتي كانت أشبه بنسخة سوداء من برنامج Leave It to Beaver، بمعنى أن عائلة روبنسون التي أنتمي إليها من مدينة «ساوث شور» كانت مستقرة ومرتّبة بقدر عائلة «كليفر» من «مايفيلد»، مع أننا كنا أفقر من تلك العائلة طبعاً، فقد كان والدي يرتدي زيّ العمّال بدل بدلة كليفر. كان باراك يقيم هذه المقارنة وهو يشعر بشيء من الحسد لأن طفولته كانت مختلفة للغاية، ولأنه أراد أيضاً أن ينفي الفكرة النمطية الراسخة التي تعتبر أن الأميركيين من أصل إفريقي يعيشون في معظمهم في منازل محطّمة، وأن عائلاتنا تعجز عن عيش حلم الطبقة الوسطى بالاستقرار مثل جيراننا البيض.

شخصياً، كنت أفضّل في طفولتي برنامجMary Tyler Moore Show وكنت أشاهده باندهاش تام. كانت ماري امرأة عاملة تتميز بملابسها الأنيقة وشعرها الرائع. كانت مستقلة ومرحة، وعلى عكس السيدات الأخريات على التلفزيون، بدت مشاكلها مثيرة للاهتمام. كانت تقيم محادثات لا تتعلق بالأولاد أو بتدبير المنزل، ولم تسمح لشخصية لو غرانت بفرض السيطرة عليها، ولم تكن تبذل قصارى جهدها لإيجاد زوج لها. كانت شابة وناضجة في الوقت نفسه. في عصر ما قبل الإنترنت، حين كان العالم يقتصر بشكل شبه حصري على ثلاث قنوات على شبكة التلفزيون، كانت هذه البرامج مهمة فعلاً. كانت شخصية ماري تايلر مور قدوة حقيقية لكل فتاة ذكية لا تريد أن تصبح مجرّد زوجة لرجلٍ ما.

في عمر التاسعة والعشرين، كنت لا أزال أجلس في الشقة نفسها لمشاهدة تلك البرامج التلفزيونية كلها ولتناول جميع تلك الوجبات التي حضّرتها ماريان روبنسون الصبورة والمعطاءة. حصلتُ على مزايا كثيرة – تعليم، شعور سليم بقيمة الذات، طموح واسع- وقد كنتُ حكيمة بما يكفي كي أشيد بدور والدتي تحديداً في ترسيخ هذه القيم لديّ.

علّمتني أن أقرأ قبل دخولي إلى روضة الأطفال، وساعدتني على لفظ الكلمات فيما كنت أجلس كالقطة في حضنها وأطالع نسخة من قصص Dick and Jane للأطفال. كانت تطبخ لنا الطعام بكل عناية وتضع البروكولي وبراعم بروكسل في أطباقنا وتطلب إلينا أن نأكلها. حتى أنها خاطت بيدها فستان تخرّجي! باختصار، كانت تعطينا كل شيء من أعماق قلبها. كانت عائلتنا بالنسبة إليها كفيلة بالتعريف عنها. كنت كبيرة بما يكفي كي أدرك أن تلك الساعات كلها التي خصصتها لي ولشقيقي كريغ كانت جزءاً من الوقت الذي لم تُخصّصه لنفسها.

سرعان ما بدأت النِعَم الكثيرة في حياتي تُسبب لي نوعاً من التخبّط النفسي. تربيتُ كي أكون واثقة بنفسي وكي أحمل طموحات غير محدودة وأؤمن بقدرتي على تحقيق كل ما أريده. لكني أردتُ كل شيء. أردتُ أن أتخرّج وأن أستقلّ في مهنتي كما فعلت شخصية ماري تايلر مور، ولكني كنت أميل في الوقت نفسه إلى الحياة الطبيعية المبنية على الاستقرار والتضحية بالذات كأي زوجة وأم تقليدية. أردتُ أن أتنعم بحياة مهنية ومنزلية في آن، بشرط ألا يطغى جانب على الآخر. كنت أتمنى أن أكون نسخة من والدتي ولكني لم أشأ في الوقت نفسه أن أشبهها في شيء. كان التفكير بهذه المسألة غريباً ومربكاً. هل يمكنني الحصول على كل شيء؟ هل سأحصل على كل شيء؟ لم أكن أملك أدنى فكرة عما ينتظرني...

* ديفيد سميث- «غارديان»

لا أنوي الترشح للرئاسة مطلقاً ولم أكن يوماً من محبّي السياسة

انتقدتُ حملة ترامب التي انطلقت في يونيو 2015 حيث وصف المهاجرين المكسيكيين بمثل «مجرمين» و«مغتصبين»

أتساءل دوماً عما دفع عدداً كبيراً من النساء إلى اختيار رجل كاره للنساء رئيساً للبلاد
back to top