خاص

قناة تواصل عمانية بين إسرائيل وإيران

مسقط شددت على ضرورة منع تطور الأمور إلى حرب تدمر المنطقة مهما كانت الظروف
● محادثات بين البلدان الثلاثة سبقت زيارة نتنياهو للسلطنة... ورئيس «الموساد» يتابع
● الاقتراح العماني لا يستبعد مفاوضات مباشرة... والإيرانيون وافقوا لفقدانهم الثقة بموسكو

نشر في 03-11-2018
آخر تحديث 03-11-2018 | 00:10
رئيس الاستخبارات الخارجية (موساد) يوسي كوهين
رئيس الاستخبارات الخارجية (موساد) يوسي كوهين
في وقت تطرقت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسلطنة عمان، وفق مصدر مطلع، إلى ملف إيران بشكل مستفيض بجانب ملف عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، عرض الجانب العُماني على نتنياهو أن تلعب السلطنة دور قناة تواصل بين تل أبيب وطهران بدون إعطاء أي ضمانات مسبقة.

وقال المصدر لـ «الجريدة» إن مسقط شددت على ضرورة منع تطور الأمور بين البلدين إلى حرب شاملة قد تدمر المنطقة، مهما كانت الظروف، موضحاً أن الجانب الإسرائيلي لم يرفض أو يوافق على العرض العُماني الذي لا يستبعد في مرحلة ما إجراء مفاوضات قد تكون مباشرة بين مسؤولين إيرانيين وآخرين إسرائيليين.

وكشف أن مسقط فضّلت أن يصل اقتراحها هذا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر إسرائيل بدلاً من تقديمه مباشرة لواشنطن، بينما تتأهب الإدارة الأميركية لجولة جديدة من الضغوط على إيران.

وأوضح المصدر أن إسرئيل كلفت رئيس الاستخبارات الخارجية (موساد) يوسي كوهين الذي رافق نتنياهو إلى مسقط متابعة الاقتراح.

إلى ذلك، ذكرت تقارير أن نتنياهو أوصل رسالة تهديد إلى إيران عبر عُمان، حول ضرورة وقف مصانع السلاح في لبنان التي يديرها «حزب الله»، وباتت تنتج أجهزة تدخل في صناعة الصواريخ الدقيقة.

وفي طهران، أكد مصدر رفيع المستوى في الخارجية الإيرانية لـ «الجريدة»، أن زيارة نتنياهو لمسقط قبل أسبوع لم تكن مفاجئة لإيران، مضيفاً أن مساعد وزير الخارجية العماني محمد بن عوض الحسان سافر إلى طهران قبل يومين من زيارة نتنياهو للسلطنة، وأطلع الإيرانيين على الزيارة قبل إجرائها، وأبلغهم بنتائجها تباعاً.

وقال المصدر إن إيران كانت تبحث عن قناة اتصال جديدة أكثر أماناً مع تل أبيب، بدلاً من موسكو، بعد فقدانها الثقة بالأخيرة واشتباهها في أن الروس يتلاعبون بالرسائل حسب مصالحهم، وأحياناً يتأخرون في إيصالها، مما كلف طهران خسارة عدد من كبار قادة الحرس الثوري في سورية.

وأشار إلى أن طهران توصلت إلى قناعة أن موسكو سعت إلى زيادة التوتر بينها وبين إسرائيل والاصطياد في الماء العكر، وهي الآن تقوم بذلك بين طهران وواشنطن.

ولفت إلى أنه خلال زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري لعمان الشهر الماضي، أُبلغت إيران أن الإسرائيليين أيضاً تواصلوا مع عُمان ويبحثون عن خط اتصال، فوافقت أن تكون عمان هي الوسيط.

وأكد المصدر أن سياسة إيران عادة تكمن في نفي أي اتصالات مع إسرائيل، لكن الواقع الدبلوماسي يفرض عليها أن يكون لديها خطوط اتصال آمنة حتى مع أعدائها، معطياً مثلاً ببقاء السفارة الإيرانية في بغداد فاعلة خلال الحرب العراقية - الإيرانية.

وشدد على أن سياسة بلاده المبدئية هي دعم موقف الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه، لكن إيران ليست «ملكية أكثر من الملك»، وإذا اختار الشعب الفلسطيني القبول بأي حل لقضيته فسيلقى دعماً من طهران.

ولفت إلى أن المرشد الأعلى علي خامنئي أعلن منذ أكثر من 14 عاماً هذا الموقف عندما طرح موضوع الاستفتاء الشعبي في فلسطين، وتعهد بأن تقبل طهران كل ما يخرج عنه، سواء كان إقامة دولتين أو دولة واحدة، لكن الكثيرين لم ينتبهوا إلى مغزى هذا الكلام.

وأكد المصدر أن الإيرانيين أوصلوا لإسرائيل أن القوات الإيرانية والقوات الحليفة لها في سورية لن تشكل خطراً عليها، إذا ما لم تهاجم تل أبيب هذه القوات، وأفضل مثال هو أن الجبهة الإسرائيلية اللبنانية هادئة منذ مدة طويلة، وجبهة الجولان كانت أيضاً هادئة.

يُذكر أن وزير الاستخبارات والتجارة الإسرائيلي إسرائيل كاتس يرافقه وفد من رجال الأعمال الإسرائيليين شارك أمس الأول في مؤتمر بمسقط، بالتزامن مع تلقي مساعد رئیس الوزراء العماني المبعوث الخاص للسلطان قابوس أسعد بن طارق آل سعید دعوة من جانب النائب الأول لرئیس إيران إسحاق جهانغیري لزیارة طهران.

back to top