طهران تدفن نفايات روسيا النووية مقابل مساعدات

الحكومة تتكتم وترفض ربط القضية بزيادة الأمراض الخبيثة

نشر في 02-11-2018
آخر تحديث 02-11-2018 | 00:10
No Image Caption
وسط تقارير عن زيادة معدلات الإصابة بالأمراض الخبيثة في القرى القريبة، أكدت مصادر دبلوماسية، لـ «الجريدة»، أن إيران أنشأت مخازن لدفن النفايات النووية في وسط صحراء لوت، جنوب شرقي البلاد، بمساعدة فنية روسية، دون إعلام المنظمة الدولية للطاقة الذرية بذلك.

وذكرت المصادر أن طهران تدفن نفايات نووية روسية مستوردة في المنطقة، مقابل المساعدة التقنية التي تقدمها موسكو للبرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية تفرض حظراً على تلك المنطقة، وتمنع اقتراب أي مدني منها، ولا تسمح حتى لأهالي القرى القريبة بدخول وسط الصحراء.

وذكر مصدر دبلوماسي أوروبي أن بعض الدبلوماسيين الأوروبيين وأصدقاءهم الإيرانيين حاولوا زيارة الموقع المشار إليه، والواقع وسط الصحراء تقريباً، خلال جولة سفاري، لكن حاجزاً تابعاً لـ«الحرس الثوري» منعهم من التقدم، وأخبرهم بأن المنطقة عسكرية مغلقة لا يمكن الاقتراب منها.

وأكد مصدر آخر عالي المستوى في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وجود مخازن لدفن النفايات النووية في لوت، مشيراً إلى أن كل دولة لديها برنامج نووي يجب عليها أن تمتلك مكاناً لدفن النفايات.

وبرر المصدر دفن نفايات نووية روسية بأن «الأمر يتعلق بالعلاقات بين الدول، ففي أحيان تقوم بعض الدول بدفع مبالغ كبيرة مقابل السماح لها بدفن نفاياتها في دولة أخرى، وهذا ليس أمراً غير معتاد».

واستدرك: «لكن، لتفادي عدم تفهم عامة الشعب إمكانية دفن النفايات النووية، وفق معايير أمن وسلامة عالمية، وبما لا يشكل خطراً على صحتهم، فإن السلطات عادة لا تعلن خطوتها بدفن هذه النفايات».

ودافع عن التزام بلاده بالمعاهدات الدولية بشأن الأنشطة النووية، مبيناً أن طهران ستعلم المنظمة الدولية، في حال نصت الاتفاقات على ضرورة ذلك، غير أنها لن تقوم بخطوة لا تلزمها بها المعاهدات.

ونفى المصدر تسبب النفايات في زيادة عدد الإصابات بأمراض مستعصية بالمنطقة، التي أعرب سكان القرى المحيطة بها عن تخوفهم من أنشطة نووية سرية فيها، مشيراً إلى أن المنظمة تتخذ الإجراءات اللازمة لحفظ سلامة الناس، وأن ازدياد عدد الإصابات المسجلة بـ«السرطان» في المنطقة يرجع إلى تلوثها البيئي، بعيداً عن الأنشطة النووية.

back to top