الباليه يروِّج السياحة والآثار المصرية براً وجواً

•فتيات يُقدِّمن عروضاً راقصة في الشوارع ومحطات المترو وسماء الأهرامات

نشر في 26-10-2018
آخر تحديث 26-10-2018 | 00:00
لا وسيلة بمقدورها إيصال رسالة إيجابية أكثر من الفن. هذا ما آمنت به مجموعة من الفتيات المصريات محترفاتٌ في رقص الباليه، بغية ترويج المناطق السياحية والأثرية في بلدهن، الذي يعاني ركوداً في قطاع السياحة منذ نحو ثلاث سنوات، عقب تحطم طائرة ركاب روسية في سماء منتجع شرم الشيخ، 31 أكتوبر 2015.
بات مألوفاً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أن نرى صوراً لفتيات في مصر يرتدين فساتين ملونة أنيقة أو تنانير واسعة، ويرقصن مبتهجات في شارع عادي، أو داخل إحدى محطات مترو الأنفاق، بينما تتحلق من حولهن جموع من المارة مرحبين ومشجعين. ولكن كثيرين في الوقت ذاته يتساءلون: «منْ تلك الفتيات وماذا يستهدفن؟».

بدأت الفكرة قبل نحو عامين كمشروع بعنوان «الباليه في الشارع» لنشر الفن في الشارع والتعريف بالمناطق ذات الطابع السياحي والأثري، على يد مصور فوتوغرافي شاب يُدعى محمد طاهر وساعده زميله أحمد فتحي.

التقطا صوراً لثلاث فتيات يرقصن الباليه هن بسنت أبوباشا ومريم الجبالي ونور الجزار، في مناطق متنوعة، وإن كان أبرزها في شارع المعز لدين الله الفاطمي في القاهرة القديمة.

محمد طاهر قال لـ{الجريدة» إن عمل الفريق متوقف حالياً، ولكن في خطتهم السعي إلى نشر الفكرة في شوارع ومدن مختلفة، بينما أكدت الفتيات شعورهن بالبهجة أثناء جلسات التصوير، خصوصاً مع تجاوب المارة في الشوارع وتشجعيهم لهن.

ويبدو أن الفكرة استهوت أخريات، ومن بينهن فتيات محجبات، كتلك التي قدمت أخيراً عرضاً داخل إحدى محطات مترو الأنفاق، مزجت فيه الجمباز مع الباليه، وإن لم يتسن الوصول إلى هويتها، ولكن الصور أظهرت مدى تفاعل الجمهور معها، وابتهاجه لوجود راقصة باليه في وسيلة مواصلات يرتادها يومياً 3.6 ملايين مواطن، ما يعزِّز نشر الفنون، وإتاحتها لمَنْ لا يقدرون على دفع ثمن تذكرة في دار الأوبرا المصرية، لمشاهدة واحدة من تلك العروض.

ومن القاهرة إلى مدينة الإسكندرية وجدت الفكرة طريقها إلى المدينة الساحلية، فظهرت صور لـ{باليرينا» أخرى محجبة تقدم عرضاً تتهادى فيه بخفة ورشاقة على جسر «ستانلي» الشهير.

ولم تقتصر عروض الباليه الساعية إلى نشر هذا الفن الراقي والترويج في الوقت ذاته للأماكن السياحية والأثرية، على البر، بل امتدت لتشمل الجو أيضاً، إذ دُهش الجمهور بفتاة تدعى ندى عطية لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها، تقدم نفسها باعتبارها أول عربية تمارس «الباليه الجوي».

تقفز عطية من طائرة تحلِّق على ارتفاع هائل (15 ألف قدم) فوق المناطق الأثرية، وأشهرها أهرامات الجيزة، بينما تتولى إحدى الشركات المتخصصة في التصوير التقاط صور وفيديوهات لها، لتبدو مثل فراشة تحلِّق بكل ثقة في الفضاء!

روعة الصور دفعت بعض متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التشكيك في صحتها، وذهب البعض إلى أنها مفبركة وجرى تعديلها بواسطة برنامج «فوتوشوب»، ولكن عطية قطعت حبال الشك بظهورها أخيراً في عدد من البرامج التلفزيونية حيث تحدثت عن تجربتها الممتعة التي تمنحها الحرية والانطلاق، بحسب قولها، وعرضت القنوات التي استضافتها مقاطع فيديو أثناء رقصها الباليه في الجو.

رحبت تعليقات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الأفكار، معتبرةً أنها مبتكرة، ويمكنها فعلاً أن تلفت أنظار العالم إلى روعة مصر، بما يعزِّز عودة السياحة الوافدة مُجدداً، بعد سنوات عجاف.

آخرون نظروا إلى الفكرة من زاوية أخرى، باعتبارها وسيلة لنشر الفنون، من ثم محاربة ظاهرة التحرش في الشارع، التي تنامت في مصر خلال السنوات الأخيرة، حتى أن أحد النشطاء على موقع «فيسبوك» يحمل جنسية إحدى دول الخليج تمنى لو عُممت الفكرة في بلاده، وكتب مدوناً: «أتمنى أن تنتقل هذه العدوى الإيجابية إلينا.. الفنون قادرة على الارتقاء بسلوكياتنا والسمو بأرواحنا».

الفكرة أطلقها مصوِّر فوتوغرافي قبل سنتين وقلدتها فتيات في أماكن عِدة
back to top