شوشرة: أزمة تعليم

نشر في 13-10-2018
آخر تحديث 13-10-2018 | 00:10
 د. مبارك العبدالهادي مع كل عام دراسي يدخل أولياء الأمور في دوامة التدريس وكيفية ترجمة المواد الدراسية لأبنائهم لتسريبها إلى عقولهم على دفعات يتخللها دلع وتوسلات وقبلات، فقط كي يصغي الابن الطالب إلى الشرح المبسط، ولكن هناك أُسَراً رغم ظروفها المالية الصعبة تخصص ميزانية لدروس التقوية التي قد تساعد الطالب على النجاح، إذ إن بعض أولياء الأمور لا يريدون التقدير بقدر ما يريدون أن "يعدي" أبناؤهم "بالطول أو العرض"، وطبعا بعض المعلمين يجدون في هذا الموسم فرصة أفضل للكسب غير المشروع، لاسيما في بعض المدارس التي لا تخضع للرقابة الصارمة، والتي انتهجت، من باب تبسيط الأمور أمام بعض الطلبة وتمرير فرص النجاح، وفتح الباب أمام هؤلاء الطلبة، سياسة الشهادات الوهمية عبر منفذ "الدفع" أو سياسة "خشمك إذنك"، لأنها الأسهل لهم وتحاكي عقولهم المتواضعة، وهنا يتضح أن الشهادات الوهمية لا تستورد من الخارج فقط، وإنما موجودة محلياً، ولكن وفق إجراءات رسمية وخطوات تتبع حسب إرشادات بعض المعلمين أو المسؤولين في بعض مدارس الدفع السريع، ومن باب آخر فإن قضية المدرسين الخصوصيين أصبحت واقعاً مفروضاً على بعض أولياء الأمور الذين يهدفون إلى شراء ولاء المعلم لضمان نجاح أبنائهم.

لا نعلم لماذا أصبح التعليم أزمة؟

ولماذا لم يكن هذا الأمر موجوداً في الثمانينيات والتسعينيات؟ فهل المشكلة في الأجيال الحالية أو في المدارس أو في المعلمين أو سياسة وزارة التربية؟ فهذه الأزمة موجودة منذ سنوات، ولكن لا حل لها رغم تبسيط آلية النجاح كي يجمع الطالب قدر المستطاع من النقاط التي تساعده على التخرج، ولكن بعض أولياء الأمور يبررون المستوى التعليمي المتدني لأبنائهم بسبب سوء التدريس، وعدم فهم الطالب لشرح بعض المعلمين الذين لا يهمهم ما إذا كان التلميذ قد استوعب الدرس أو لم يستوعبه لأنه في نهاية المطاف يتسلم راتبه الشهري أو حتى تكون وسيلة ضغط على ولي الأمر للجوء إليه خارج أوقات الدوام الرسمي. والسؤال: أين هم بعض المديرين في المدارس من عملية التفتيش المفاجئ على بعض الفصول الدراسية للتأكد من جدية التدريس؟ وأين رقابة وزارة التربية في متابعة المدارس من خلال زيارات مفاجئة لا يسبقها تنسيق معين؟ وأين مديرو المناطق التعليمية الذين يفترض ألا يكون دورهم قاصراً على مكاتبهم وحضور الاحتفالات والاجتماعات؟

هناك من يُحمّل وزارة التربية المسؤولية، وآخرون يضعون علامة استفهام كبيرة على بعض المعلمين سواء الوافدين أو المواطنين، ولا يزال بعض أولياء الأمور في دوامة بين حرق جيوبهم بسبب طلبات المدارس والمدرسين الخصوصيين وكيفية فتح عقول أبنائهم التي أغلقت تماماً ورفعت شعار "إلا التعليم".

آخر الكلام:

"من جد وجد ومن زرع حصد".

back to top