روسيا تمنح دمشق S300 ونظام تحكم وتغلق أجواء المتوسط

إردوغان يتعهد بمنطقة آمنة شرق الفرات... و«النصرة» تحسم موقفها من اتفاق إدلب في أيام

نشر في 25-09-2018
آخر تحديث 25-09-2018 | 00:05
مقاتل في حركة «نور الدين الزنكي» خلف ساتر على جبهة حلب أمس الأول (أ ف ب)
مقاتل في حركة «نور الدين الزنكي» خلف ساتر على جبهة حلب أمس الأول (أ ف ب)
تلقى الرئيس السوري بشار الأسد اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي فلاديمير بوتين تناول فرض إجراءات إضافية لضمان سلامة الجنود الروس وتعزيز الدفاعات الجوية السورية، بالإضافة إلى آخر مستجدات الأوضاع السياسية.
أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، حليفه الرئيس السوري بشار الأسد بأنه سيسلم إليه أنظمة صواريخ دفاع جوي من نوع «S300»، وذلك خلال محادثة هاتفية هي الأولى بينهما منذ إسقاط دمشق الطائرة «إيل 20» عن طريق الخطأ أثناء تصديها لغارات إسرائيلية على اللاذقية.

ووفق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ومكتب الرئاسة السورية، فإن بوتين أطلع الأسد على قرار فرض إجراءات سلامة إضافية تهدف إلى ضمان سلامة جنوده وتعزيز الدفاعات الجوية السورية، موضحاً أن تسليم دمشق «S300» ليس موجهاً ضد دول ثالثة وهدفه تعزيز سلامة الجيش الروسي.

وقال بيسكوف، إن «إسقاط طائرتنا أدى إلى مقتل 15 من جنودنا. وبحسب معلومات خبرائنا العسكريين، فإن السبب هو تصرف متعمّد من الطيارين الإسرائيليين، وهذا الأمر لا يمكنه إلا أن يضرّ بعلاقاتنا» مع إسرائيل.

خطوات روسية

ومع تحميله مرة أخرى إسرائيل المسؤولية عن إسقاط الطائرة مساء الاثنين الماضي، كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن اتخاذ ثلاث خطوات مهمة لحماية عسكرييه في سورية، وهي تسليم منظومات «S300» إلى الجيش السوري خلال أسبوعين، وتجهيز المراكز القيادية لدفاعه الجوي بنظام آلي للتحكم موجود حصرياً لدى الجيش الروسي، مما سيضمن الإدارة المركزية لجميع الدفاعات الجوية السورية، وتحديد جميع الطائرات الروسية في الأجواء من قبلها.

وأوضح أن الإجراء الثالث يشمل إطلاق التشويش الكهرومغناطيسي في مناطق البحر المتوسط المحاذية لسواحل سورية بهدف منع عمل رادارات واتصالات الأقمار الصناعية والطائرات أثناء أي هجوم مستقبلي على دمشق.

ونبّه أكد شويغو أن منظومات الدفاع الجوي الحديثة «قادرة على اعتراض أي طائرة على بعد أكثر من 250 كلم ويمكن أن تضرب عدة أهداف في الجو في وقت واحد»، آملاً أن «تبرد هذه الخطوات الرؤوس الحامية وتدفعها إلى الامتناع عن خطوات متهورة تُعرّض عسكريينا للخطر، وإلا فإننا سنضطر للرد انطلاقاً من مقتضيات الوضع الراهن».

شرق الفرات

من جهة ثانية، تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بزيادة عدد المناطق الآمنة داخل سورية لتشمل شرق الفرات، الذي تسيطر عليه قوات سورية الديمقراطية (قسد) ووحدات حماية الشعب الكردية المدعومة أميركياً.

وفي مقالة نشرتها صحيفة «كومرسانت»، اتهم إردوغان واشنطن بأنها لا تزال تدعم المعارضة الكردية في سورية وخصوصاً حزب الاتحاد الديمقراطي و«قسد»، متسببة بإخلال توازن القوى في المنطقة والسلام بين الشعوب.

وشدد إردوغان، خلال لقاء، أمس الأول، أمام الجاليتين التركية والمسلمة في نيويورك، على أن تركيا ستستمر في الكفاح ضد التهديدات التي تتعرض لها وستقضي على عصابات «الإرهاب» التي تستهدف مستقبل سورية.

وأشار إلى أن الجيش التركي تمكن من تطهير مساحة 4000 كلم شمال سورية من تنظيم «داعش» ووحدات الحماية الكردية وحزب العمال الكردستاني ضمن عمليتي «درع الفرات» و»غصن الزيتون» وتحويلها إلى مناطق آمنة.

اتفاق إدلب

وفي خطوة جوهرية لنجاح جهود احتواء الحرب، أكدت هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) أنها ستعلن موقفها من اتفاق إدلب خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقال المسؤول الإعلامي في الهيئة عماد الدين، إنه «سيصدر بيان رسمي قريباً» بعد مشاورات داخلية بشأن الاتفاق، الذي يتطلب انسحاب المقاتلين «المتطرفين» بما في ذلك «تحرير الشام» من منطقة منزوعة السلاح تمتد على الخطوط الأمامية بحلول يوم 15 أكتوبر.

وأجلت الحكومة السورية افتتاح معبر أبو ظهور في ريف إدلب الجنوبي الشرقي في محافظة إدلب يربط بين مناطق سيطرتها، ومناطق مسلحي المعارضة إلى اليوم.

وأوضح مصدر سوري، أن استهداف منطقة المعبر بالقذائف الصاروخية منع السماح للمدنيين والحالات الصحية من التوجه من مناطق سيطرة المعارضة إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام».

واتهم قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير «القوات الحكومية بقصف معبر أبو ظهور، الذي كان خالياً، إذ لم يغادر أي أحد المناطق المحررة باتجاه مناطق النظام»، مشيراً إلى أنها قصفت بالمدفعية الثقيلة الأراضي الزراعية في بلدات البليصة وكويرس، وأطراف بلدة الشيخ إدريس قرب بلدة ابو ظهور في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وعلى جبهة أخرى، أفاد مصدر حكومي أردني عن مباحثات مع روسيا والولايات المتحدة لإنهاء قضية مخيم الركبان وإعادة نحو 40 ألف نازح إلى سورية، معرباً عن أمل الأردن في حل القضية على حدوده والتخلص من الضغط الأمني.

روسيا وإيران

إلى ذلك، اعتبر السفير الإيراني السابق لدى روسيا محمود رضا سجادي أن موسكو تعرف أنها لن تنجح في سورية بدون التعاون مع طهران، مشيراً إلى دورهما الكبير في استقرارها إعادة إعمارها.

وتحدث سجادي، لوكالة «إرنا» عن مستقبل العلاقات الإيرانية- الروسية، إن آفاق التعاون واضحة جداً ليس فقط في سورية، بل أيضاً في المنطقة بأسرها. وليس لدى إيران مصالح وتهديدات مشتركة مع أي بلد في المنطقة بقدر ما لديها مع روسيا».

وأكد السفير السابق أن إيران وروسيا معرضتان لمخاطر أمنية في المنطقة، قائلاً «إن دولتين في آسيا الوسطى تشعران بالقلق إزاء انتشار التطرف والمخدرات المدعوم من السياسات الأميركية»، مشيراً إلى أنهما» تتقاسمان المصالح والتهديدات نفسها في بحر قزوين والقوقاز والعراق وسورية».

قصف متبادل على ريف إدلب يغلق معبر أبو الظهور أمام النازحين
back to top