ليلة دامية في إدلب... و«قسد» تحشد مع النظام لشمال حلب

• دمشق تسقط «هدفاً معادياً»
• عملية واسعة في جبل التركمان
• هجوم جديد على قاعدة روسية

نشر في 12-08-2018
آخر تحديث 12-08-2018 | 00:05
عناصر الخوذ البيضاء يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى دمره القصف في أوروم الكبرى بحلب أمس الأول (أ ف ب)
عناصر الخوذ البيضاء يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى دمره القصف في أوروم الكبرى بحلب أمس الأول (أ ف ب)
مع إرسال الرئيس السوري بشار الأسد أضخم دفعة تعزيزات إلى ريف حماة الشمالي تحضيراً لاجتياح أكبر معاقل المعارضة وخزانها البشري، شهدت إدلب ليلة دامية قتل فيها العشرات ونزح المئات وخرجت فيها مؤسسات طبية وتعليمية عن العمل، بسبب قصف وجوي ومدفعي، شمل منطقة جبل التركمان باللاذقية.
وسط أنباء عن حشد قوات سورية الديمقراطية "قسد" ذات الأغلبية الكردية المدعومة أميركياً، تعزيزات ضخمة لاجتياح معقل المعارضة المدعومة تركيا شمال حلب بالتعاون معه، صّعد النظام السوري ليل الجمعة- السبت غاراته الجوية وقصفه المدفعي على معاقل المعارضة في إدلب، مما أسفر عن مقتل أكثر من ٦٠ شخصاً وإصابة 100 آخرين، وتدمير 50 منزلاً على الأقل ووقف العمل بالمشفى المركزي وعيادات معرة النعمان وتعليق نشاطات مديرية التربية والتعليم الصيفية بجميع مدارس ومجمعات المحافظة المشمولة باتفاق "خفض التصعيد".

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن طائرات النظام وحليفتها روسيا نفذت نحو 46 غارة على ريف إدلب الجنوبي، كما ألقت عشرات البراميل الجوية، مؤكداً أن "القصف هو الأعنف منذ دخول المحافظة منطقة خفض توتر العام الفائت".

وتمهيداً لعملية عسكرية واسعة في إدلب، التي توجه إليها عشرات الآلاف من رافضي اتفاقات التسوية، وصلت إلى معسكر جورين في أقصى شمال حماة الدفعة الأضخم من التعزيزات لقوات الأسد، وهي تشمل مدافع ميدان وعربات عسكرية، إضافة إلى آليات تحمل عناصر مشاة وذخيرة متوسطة.

تدخل تركي

وإذ كشف قائد ميداني يقاتل مع القوات الحكومية، أن معركة إدلب لن تبدأ قبل بداية شهر سبتمبر المقبل، أكد مصدر رفيع المستوى في المعارضة أن تركيا دعت الفصائل للاستعداد للمعركة وأبلغتها بأنه "ستدخل في الوقت المناسب".

وفي حين شملت العملية المفاجئة محافظة حلب المجاورة وأرياف حماة، تسبب القصف بنزوح عشرات العائلات من قرى الريف الجنوبي لإدلب وخصوصاً من مدينتي خان شيخون والتمانعة وبلدات الريف الحموي بينها كفرزيتا والتح، ولم يقتصر، وانسحب إلى ريف حماة الشمالي، مع نزوح قسم من سكانه إلى المخيمات والخلاء.

عملية حلب

في هذه الأثناء، دفعت "قسد" وقوات النظام أخيراً بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مناطق التماس مع فصائل المعارضة في ريف حلب.

وأفاد موقع "باس نيوز" الكردي بأن عشرات الآليات العسكرية التابعة لـ"قسد" توجهت إلى منطقة الكاستيلو والسكن الشبابي القريبتين من دوار ومنطقة الليرمون المحاذية لمناطق سيطرة المعارضة في الريف الغربي لحلب، إضافة إلى ثلاثة آلاف مقاتل أرسلتهم قبل نحو ثلاثة أيام إلى حي الراشدين في مدينة حلب.

وحسب الموقع الكردي، فإن التنسيق بين "قسد" وقوات النظام وهذه التحركات الأخيرة تهدف لشن عملية عسكرية ضد المعارضة في بلدات ريف حلب الغربي وإبعادها عن مركز مدينة حلب تمهيداً لمعركتي إدلب وعفرين معاً.

جبل التركمان

وعلى جبهة ثانية، أطلقت قوات النظام عملية واسعة ليلة الجمعة- السبت للسيطرة على منطقة جبل التركمان في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، بحسب وكالة أنباء "الأناضول"، التي أفادت بشن هجمات مكثفة من محورين على ومواصلة الحشد في المنطقة.

ووفق الوكالة التركية، فإن النظام والمجموعات المدعومة من إيران تسير منذ شهر دوريات استكشافية في خطوط الجبهة، وتحشد بغية السيطرة على جبل التركمان بشكل تام، بعد انتزاعها أكثر من 85 في المئة منه في نهاية 2015 بإسناد جوي روسي.

هدف معاد

وفي دمشق، تصدت الدفاعات الجوية السورية ليل الجمعة- السبت "لهدف معادٍ"، أكدت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أنه "اخترق الأجواء فوق منطقة دير العشائر في ريف العاصمة".

وتحدث المرصد عن "محاولات" قامت بها الدفعات الجوية السورية للتصدي "لاستهداف طاول مواقع تابعة لقوات النظام ومسلحي حزب الله اللبناني في منطقة دير العشائر".

وأبلغ مصدر ميداني سوري، وكالة "سبوتنيك" الروسية، بأن الدفاعات الجوية أطلقت صاروخين باتجاه طائرة استطلاع إسرائيلية وأسقطتها، مشيرا إلى أن الوحدات المختصة توجهت إلى موقعها الوعور بين الجبال والتلال الحدودية بين سورية ولبنان للتحقق من ماهيته.

قاعدة حميميم

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت، أمس الأول، طائرتين مسيرتين تم إطلاقهما من مناطق سيطرة المسلحين في محافظة اللاذقية السورية باتجاه قاعدة حميميم.

وقال مدير مركز الروسي اللواء ألكسي تسيغانكوف:

"لا تزال مستمرة عمليات إطلاق الطائرات المسيرة المزودة بذخائر ضاربة، باتجاه قاعدة حميميم من الأراضي الخاضعة لسيطرة التشكيلات المسلحة غير الشرعية"، مؤكداً أن "وسائل الدفاع الجوي دمرت الهدفين على مسافة بعيدة وقاعدة حميميم تعمل وفقاً للنظام الاعتيادي".

وفي الجنوب، تقدمت قوات النظام 60 كلم في بادية السويداء الشرقية وباتت تسيطر على سد الزلف، والقلعة القديمة، وتلول القنطرة، وسوح النعامة، وظهرة راشد، ومنطقة أرض الكراع، بحسب "سانا".

نزوح من ريفي إدلب وحماة وتقدم للنظام في بادية السويداء
back to top