الأسد يمهد لمعركة إدلب بقصف وحشد على 3 جبهات

• «محور أستانة» يطمئن
• السويداء تطرد فصائل درعا
• موسكو ترمم البنية التحتية

نشر في 10-08-2018
آخر تحديث 10-08-2018 | 00:05
رغم إبلاغ روسيا وتركيا وإيران الأمم المتحدة بذل ما في وسعها لتفادي معركة إدلب، أرسلت قوات الرئيس السوري بشار الأسد تعزيزات إلى المحافظة الخارجة على سيطرة النظام منذ عام 2015، قبل أن تقصف بالمدفعية والصواريخ مواقع المعارضة تحضيراً لتحركها العسكري على الأرض.
غداة تحذير الأمم المتحدة من تشريد أكثر من 700 ألف مدني، بدأت قوات الرئيس السوري بشار الأسد أمس، قصف مواقع فصائل المعارضة في محافظة إدلب، الواقعة بشكل شبه كامل تحت سيطرة فصائل المعارضة وتعتبر وجهة الآلاف من رافضي اتفاقات التسوية، بالتزامن مع وصول تعزيزات تمهيداً لبدء هجومها المتوقع عليها.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن «القصف استهدف بالمدفعية والصواريخ مناطق حول بلدة جسر الشغور الرئيسية في الجزء الجنوبي الغربي من المحافظة» مشيراً إلى أنه يأتي تحضيراً لعمل عسكري قد تنفذه قوات النظام» دون أن تحقق تقدم بعد.

ووفق عبدالرحمن، فإن الهجوم «ترافق مع إرسال قوات النظام تعزيزات عسكرية تتضمن عتاداً وجنوداً وآليات وذخيرة منذ يوم الثلاثاء»، مبيناً أنها ستتوزع على ثلاث جبهات في محافظة اللاذقية «غرب» المجاورة لجسر الشغور غرباً وفي سهل الغاب الذي يقع إلى الجنوب من إدلب إضافة إلى مناطق تقع جنوب شرق المحافظة والتي يسيطر عليها النظام.

كما أوردت جريدة «الوطن» المقربة من السلطات أمس، أن «الجيش دك بصليات كثيفة من نيران المدفعية الثقيلة تجمعات لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي والميليشيات المتحالفة معها» في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب الغربي.

الأمم المتحدة

في المقابل، كشف مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند أن مبعوثي روسيا وتركيا وإيران الدبلوماسيين والعسكريين أبلغوا اجتماعاً لقوة مهام الشؤون الإنسانية في سورية أمس، بأنهم سيبذلون ما في وسعهم لتفادي معركة من شأنها تهديد ملايين المدنيين في محافظة إدلب.

وقدر إيغلاند عدد سكان إدلب بنحو أربعة ملايين أو أكثر وأبدى أمله في أن يتوصل مبعوثو، الدول الثلاث الضامنة لمحادثات أستانة، إلى اتفاق لتجنب «إراقة الدماء». لكنه قال إن الأمم المتحدة تجري تحضيرات للمعركة المحتملة وستطلب من تركيا إبقاء حدودها مفتوحة للسماح للمدنيين بالفرار إذا تطلب الأمر.

وفاة درزية

ومع إعلان القوات الحكومية تقدمها في ريف محافظة السويداء من خمسة محاور بعمق 30 كلم وعرض 75 كلم من الخط الحربي مع الأردن، أكد تنظيم «داعش» وفاة سيدة من النساء اللائي اختطفهن خلال هجمات متزامنة نفذها في 25 يوليو على المحافظة ذات الغالبية الدرزية وقتل فيها نحو 250 شخصاً.

لكن مصدر من اللجان الشعبية في محافظة السويداء أفاد بأن «داعش أعدم سيدة من عائلة الجباعي»، مشيراً إلى أن وجهاء وقادة الفصائل يرفضون شروط التنظيم لتأمين ممر لنحو 170 مسلحاً ألقى النظام القبض عليهم في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، لنقلهم إلى بادية السويداء».

وأضاف المصدر» تشهد مدينة السويداء وريفها حالة استنفار كبيرة حيث يتم تكثيف الحواجز بعد الساعة التاسعة ليلاً وخصوصاً إلى مداخل المدينة والطرق الرئيسية».

«أسود السنة»

على صعيد متصل، غادر جبهة السويداء، فصيل «أسود السنة» التابع لفصائل درعا والذي يقاتل حالياً تحت راية النظام، بعد رفض الدروز مشاركته في معارك البادية ضد «داعش».

ووفق مصدر مقرب من اللواء، الذي يقوده أحمد العودة، فإنه بناء على طلب قادة مجموعات السويداء من الجانب الروسي، تم سحب 200 مقاتل من أسود السنة من الجبهة»، وإعادتهم إلى مناطق تمركزهم في بصرى الشام والقرى محيطها في جنوب شرق درعا.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بأن قوات النظام واصلت انتشارها في عمق البادية وطهرت مساحات واسعة على عمق يمتد إلى 30 كلم، وسيطرت على تل سليم وتلول الزلاقيات وبئر الرصيعي وبئر الحرضية وتلة عطاف بعد معارك مع «داعش».

مجازر يوليو

وفي تقريرها الدوري، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس، وقوع ما لا يقل عن 15 مجزرة خلال شهر يوليو الماضي، محملة النظام والميليشيات الإيرانية المسؤولية عن 7 منها والتنظيمات الإسلامية المتشددة عن 6 والقوات الروسية واحدة، وأخرى على يد جهات مجهولة.

وأوضحت الشبكة أن المجازر توزعت على الشكل التالي: ست في درعا، وخمس في السويداء، واثنتان في دير الزور، واحدة في حلب وأخرى في القنيطرة.

البنية التحتية

وبعد ساعات على تقدير الأمم المتحدة كلفة الدمار بنحو 400 مليار دولار، فضلاً عن «الخسائر البشرية»، سلطت وزارة الدفاع الروسية الضوء على سير وحجم عمليات إعادة بناء البنية التحتية الأساسية في سورية.

وأشار رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع، الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف، في اجتماع للجنة تنسيق عودة اللاجئين السوريين، أمس الأول، إلى عمليات واسعة النطاق في 5 محافظات وهي دمشق وحلب ودير الزور وحماة وحمص. ويعمل الجانب الروسي مع الحكومة السورية على تجهيز المدارس ومحطات الكهرباء والمستوصفات والمخابز والمستشفيات المباني السكنية قبيل بدء العام الدراسي.

وتشمل عمليات الترميم والإصلاح 59 مركزاً سكنياً في المحافظات المذكورة، إذ تعمل السلطات على ترميم وإصلاح 46 مدرسة و19 روضة للأطفال و33 مخبزاً و28 محطة لضخ المياه و12 محطة فرعية لتوليد الطاقة و14 مركزاً طبياً و227 مبنى سكنياً.

الأمم المتحدة تستعد لموجة فرار من إدلب وتطالب تركيا بإبقاء حدودها مفتوحة
back to top