روحاني لترامب: الحرب علينا ستكون «أمّ المعارك»

● رئيس الأركان الإيراني: أميركا أعدت مخططاً لغزونا وقادة جيشها رفضوه
● ظريف: هدف واشنطن ليس تغيير سلوك النظام بل تقسيم إيران

نشر في 23-07-2018
آخر تحديث 23-07-2018 | 00:05
روحاني مستمعاً إلى نائب وزير الخارجية عباس عراقجي لدى مشاركته في اجتماع للدبلوماسيين الإيرانيين بحضور ظريف في طهران أمس  (رويترز)
روحاني مستمعاً إلى نائب وزير الخارجية عباس عراقجي لدى مشاركته في اجتماع للدبلوماسيين الإيرانيين بحضور ظريف في طهران أمس (رويترز)
وجّه الرئيس الإيراني حسن روحاني تحذيراً لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الدخول في نزاع مع بلاده، مؤكداً أن الأمر سيتحول إلى «أم المعارك»، في وقت أكد رئيس الأركان اللواء محمد باقري أن لديه معلومات استخباراتية حول مخطط أميركي لشن هجوم على طهران، إلا أن قادة الجيش منعوا التنفيذ.
قبل 8 أيام من دخول العقوبات الأميركية المشددة على طهران حيز التنفيذ، توعد الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأميركي دونالد ترامب بجني عواقب وخيمة، وحذره من «اللعب بالنار»، مؤكدا أن الدخول في نزاع مع إيران سيكون «أم كل الحروب والمعارك».

وقال روحاني، أمس، أمام حشد من الدبلوماسيين الإيرانيين: «يا سيد ترامب، لا تعبث بذيل الأسد، فهذا لن يؤدي إلا للندم. أنت تعلن الحرب، وبعد ذلك تتحدث عن رغبتك في دعم الشعب الإيراني، لا يمكنك أن تحرض الشعب الإيراني على أمنه ومصالحه».

وجدد روحاني تحذيره من أن بلاده يمكن أن تغلق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يعتبر خط شحن حيويا لإمدادات النفط العالمية. وتابع مخاطبا الرئيس الأميركي: «نحن لا نخاف التهديدات، بل ونرد على الوعيد بالوعيد. ونؤكد للأعداء أن الحرب ضد إيران ستكون أماً للمعارك، ومد يد السلام لإيران هو مدخل للسلام».

وأردف: «نحن رجال الكرامة والشرف، وكافلو أمن الممر الملاحي للمنطقة على مر التاريخ، فلا تلعب بالنار، لأنك ستندم».

ورأى أن «الولايات المتحدة هي أكثر الدول تدخلا في الشأن الإيراني، وسياستها الرئيسية تهدف إلى الإطاحة بالنظام الإيراني وتقسيم البلاد». واتهم روحاني «البيت الأبيض» بافتعال الخلافات للحيلولة دون التوصل إلى اتفاق بين طهران والدول الأوروبية التي تمسكت بالاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني بعد انسحاب واشنطن الأحادي منه في الثامن من مايو الماضي، وإعلانها إعادة فرض العقوبات. وتبنى رفض المرشد علي خامنئي، أمس الأول، للدخول في حوار مع واشنطن، وقال إن «إجراء مفاوضات اليوم مع الولايات المتحدة لا معنى له غير الاستسلام، وإنهاء مكاسب الشعب الإيراني».

وعلى صعيد العلاقات الخليجية، قال روحاني: «في الظروف الجديدة نريد إصلاح مسار العلاقات السعودية والإماراتية والبحرينية مع إيران».

لكنه أعرب عن أمله في أنه «يجب ألا نعتقد أن البيت الأبيض سيظل إلى الأبد على هذا المستوى من المعارضة للقانون الدولي وضد العالم الإسلامي».

مخطط عسكري

في موازاة ذلك، صرح رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، بأن لديه معلومات استخباراتية دقيقة حول مخطط أعدته الإدارة الأميركية خلال العام ونصف العام الماضيين لشن هجوم عسكري على إيران، إلا أنه قال إن «قادة الجيش رفضوا تنفيذه».

وأضاف: «صحيح أن أميركا لم تطلق تصريحات ظاهرة حول تهديدات عسكرية، إلا أن هناك معلومات دقيقة حول مخطط لشن هجوم على إيران، لكن قادة الجيش منعوا تنفيذه، لذلك ينبغي التحلي بالجاهزية لأي احتمال في ظل عداء واشنطن للثورة الإسلامية».

لا نتائج

في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس الشورى (البرلمان)، علي لاريجاني، أن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لإنقاذ الاتفاق النووي عقب انسحاب واشنطن لم تحقق نتائج حتى الآن.

وقال لاريجاني: «عقب انسحاب أميركا من الاتفاق النووي، دعا الاتحاد إيران ألا ترد بالمثل وفق حقها القانوني وتنسحب، ووعد مسؤولوه بإعداد آليات تهدف إلى أن تستفيد طهران اقتصاديا من الاتفاق».

وأضاف: «لم يرفض المسؤولون الايرانيون الدعوة، إلا أنه لم تتحقق أي نتيجة عملية إلى الآن، وماتزال المفاوضات مستمرة».

قلق وتفكيك

وفي تصريح يعكس القلق لدى المسؤولين الإيرانيين، انتقد وزير الخارجية محمد جواد ظريف، مساء أمس الأول، أوروبا وقال إنها لا تترجم أقوالها إلى أفعال بشأن الالتزام بالاتفاق النووي المبرم في 2015.

واتهم ظريف الولايات المتحدة بتبني خطة لـ «تفكيك إيران، وتشكيل غرفة حرب بغية ممارسة الضغوط على طهران لإرغامها على الخضوع»، معتبرا أن «هدف واشنطن ليس «مواجهة النظام أو تغيير سلوكه، بل تقسيم إيران».

ودعا وزير الخارجية الأوروبيين إلى تنفيذ «الوعود الكبيرة» التي قطعوها لإيران بعد انسحاب واشنطن من المعاهدة التي تهدف إلى منع طهران من الحصول على سلاح نووي.

حملة مناهضة

وجاء اتهام ظريف لواشنطن في وقت قال مسؤولون أميركيون مطلعون إن إدارة ترامب تشن من خلال الخطب والرسائل الموجهة عبر الإنترنت حملة هدفها إثارة اضطرابات والمساعدة في الضغط على النظام الإيراني لوقف البرنامج النووي ودعم الجماعات المسلحة في المنطقة.

وذكر أكثر من 6 من المسؤولين الحاليين والسابقين أن الحملة التي يدعمها وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون تهدف إلى العمل بالتنسيق مع حملة ترامب لتضييق الخناق على طهران اقتصاديا من خلال إعادة فرض عقوبات صارمة عليها.

وقال المسؤولون الحاليون والسابقون إن الحملة تسلط الضوء على عيوب الزعماء الإيرانيين، مستخدمة أحيانا معلومات مبالغا فيها، أو تتناقض مع تصريحات رسمية أخرى بما في ذلك تصريحات لإدارات سابقة.

وكشف استعراض لحساب وزارة الخارجية الأميركية باللغة الفارسية على «تويتر» وموقع «شير أميركا» التابع للوزارة عن عدد من الرسائل التي تنتقد إيران على مدار يونيو الماضي. ويصف «شير أميركا» نفسه بأنه منصة لإطلاق النقاش حول الديمقراطية والقضايا الأخرى.

كما وجه بومبيو نفسه حديثه مباشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي خطبه إلى الشعب الإيراني لـ «تشجيع الاحتجاجات والمطالبة بالحرية وحقوق الإنسان».

في سياق منفصل، أعلنت السلطات الايرانية، أمس، أن الزلزالين اللذين ضربا على التوالي منطقة هرمود، بمحافظة فارس جنوب البلاد بقوة 5.7 و4.7 درجات على مقياس ريختر لم يسفرا عن خسائر بشرية أو مادية سوى 25 إصابة.

طهران تحجب 1000 قناة بـ «تليغرام»

أعلن وزير الأمن الإيراني حجة الإسلام محمود علوي، حجب وزارته 1000 قناة ناشطة على موقع التواصل الاجتماعي «تليغرام»، واصفا إياها بأنها «تستهدف الأمن القومي الإيراني».

وقال علوي: «هذه القنوات تنتمي إلى زمرة المنافقين والجماعات الموالية للنظام الملكي والجماعات الانفصالية والفرق المذهبية حديثة التأسيس».

وأضاف خلال اجتماع مفتوح أقيم في مجلس الشورى الإسلامي: «توجد عشرات الآلاف من القنوات الناشطة في موقع تليغرام لا يمكن معاملتها جميعا في إطار موحد، لكننا وضعنا مصالح الأمن القومي والمصالح العليا للنظام في الأولوية، كما تعرفنا على قنوات تنشر أفكارا مناهضة للدين وقنوات معيدة لنشر هذه الأفكار، نقلا عن مواقع أخرى وجهت إهانات إلى المقدسات الدينية والأنبياء والأئمة الأطهار عليهم السلام واستدعينا مديريها».

كما أعلن علوي التعرف على عشرات الآلاف من المواقع الناشطة في عرض الأفلام والصور الخليعة والاعتداء على الأطفال والإرهاب، مصرحاً بحجب هذه القنوات بتعاون مسؤولي بعض الأجهزة والجهات ذات الصلة. وذكر أن وزارته تمكنت من منع «100 عملية إرهابية قبل وقوعها»، مؤكدا عدم حدوث أي ثغرة أمنية فيها «إلا في حالة واحدة، وذلك دليل على قوة وكفاءة الأجهزة الأمنية في البلاد».

روحاني: في الظروف الجديدة نريد إصلاح مسار العلاقات السعودية والإماراتية والبحرينية مع إيران
back to top