العلاج الجيني يعكس مسار البدانة والنوع الثاني من السكري

نشر في 21-07-2018
آخر تحديث 21-07-2018 | 00:00
No Image Caption
عالمياً، يبدو الوضع مقلقاً: زاد عدد المصابين بالسكري أربعة أضعاف تقريباً بين عامَي 1980 و2014 وفق معطيات منظمة الصحة العالمية. لحسن الحظ، يكشف بحث جديد أن العلاج الجيني قادر على عَكس مؤشرات النوع الثاني من السكري والبدانة لدى القوارض. ونُشرت النتائج في مجلة «إيمبو للطب الجزيئي».
يطرح بحث جديد نتيجة إيجابية تَعِد بالشفاء من النوع الثاني من السكري. نجح العلماء، بقيادة فاطمة بوش، أستاذة في جامعة برشلونة المستقلة في كتالونيا بإسبانيا، في عَكس مسار هذا الاضطراب الأيضي لدى القوارض.

حققت بوش وزملاؤها هذا الإنجاز باستعمال العلاج الجيني: إنها التقنية التي تُدخِل مواد جينية جديدة في الخلايا لإنشاء بروتينات مفيدة أو تعطيل آثار الجينات الشائبة.

جينة FGF21

صممت بوش وفريقها نموذجين من البدانة والنوع الثاني من السكري على الفئران. ارتبط النموذج الأول بالحمية الغذائية بينما خضع النموذج الثاني للتعديل الوراثي. من خلال استعمال ناقل فيروسي مرتبط بالغدد، دسّ فريق البحث جينة عامل نمو الخلايا الليفية 21 أو FGF21.

هذه الجينة مسؤولة عن تشفير بروتين FGF21 الذي يُعتبر «مُنظّماً أيضياً بارزاً» للتحفيز على امتصاص سكر الدم في النسيج الدهني.

من خلال دسّ هذه الجينة، حفّز الباحثون على إنتاج البروتين، ما أدى إلى جعل القوارض تخسر الوزن وإلى تراجع مقاومة الأنسولين لديها: إنه عامل خطر أساسي للإصابة بالنوع الثاني من السكري. كذلك، خسرت الفئران جزءاً من وزنها ونجح العلاج في تقليص الدهون والالتهاب في نسيجها الدهني.

تم عكس محتوى الدهون والالتهاب وتليّف أكباد القوارض بالكامل، من دون أي آثار جانبية. في المقابل، زاد هذا التحسن من حساسية الأنسولين.

سُجّلت هذه الآثار المفيدة ضمن نموذجَي الفئران. كذلك، اكتشف فريق البحث أن دس جينة FGF21 لدى الفئران السليمة منعها من اكتساب الوزن بسبب التقدم في السن وساعدها على عيش شيخوخة صحية.

استُعمل العلاج الجيني لتغيير ثلاثة أنواع من الأنسجة: نسيج الكبد، ونسيج الدهون، وعضل الهيكل العظمي. توضح بوش: «تجعل هذه النتيجة العلاج مرناً جداً كونه يسمح لنا باختيار أنسب نسيج في كل مرة. وإذا حالت مضاعفات دون التلاعب بأي واحد من الأنسجة، يمكن استعمال التقنية نفسها مع أي نسيج آخر. حين ينتج النسيج بروتين FGF21 ويفرزه في مجرى الدم، سيتوزع في أنحاء الجسم».

مقاومة الأنسولين

شاركت الباحثة كلوديا جامبرينا من جامعة ألاباما في برمنغهام في الإشراف على الدراسة وأوضحت أن النتائج تحمل أهمية خاصة لأن «حالات النوع الثاني من السكري والبدانة تشهد زيادة مقلقة حول العالم».

يقول فريق البحث أيضاً إن استعمال جينة FGF21 كدواء تقليدي لن يعطي منافع بقدر العلاج الجيني. أولاً، لا بد من إعطاء الدواء بشكل دوري لحصد المنافع على المدى الطويل. ثانياً، ستكون خصائصه السامة كبيرة.

لكن لا يترافق العلاج الجيني مع أي آثار جانبية وستكون جرعة واحدة كافية لجعل الفئران تنتج البروتين طبيعياً على مر سنوات عدة.

تقول فيرونيكا جيمينيز، المشرفة الرئيسة على الدراسة والباحثة في جامعة ألاباما في برمنغهام: «إنها أول مرة يتم فيها عَكس البدانة ومقاومة الأنسولين فترة طويلة نتيجة استعمال العلاج الجيني لمرة واحدة على نموذج حيواني يشبه النموذج البشري في البدانة والنوع الثاني من السكري».

تضيف بوش: «تثبت النتائج أن هذا العلاج آمن وفاعل. تقضي الخطوات المقبلة باختبار العلاج على حيوانات أكبر حجماً قبل إجراء تجارب عيادية على البشر. يشكّل العلاج الوارد في الدراسة ركيزة لأي تجارب عيادية مستقبلية مبنية على نقل جينة FGF21 لمعالجة النوع الثاني من السكري والبدانة وأي أمراض ذات صلة».

العلماء يستطيعون تتبع عملية إيصال الدواء بدقة أثناء حدوثها
back to top