إردوغان يحتفط بالرئاسة وحزبه يفقد الأغلبية البرلمانية منفرداً

• الرئيس التركي حسم الجولة الأولى بصعوبة
• «الحركة القومية» أنقذ «العدالة والتنمية» في البرلمان

نشر في 25-06-2018
آخر تحديث 25-06-2018 | 00:04
إردوغان يحيي مؤيديه في إسطنبول أمس (رويترز)
إردوغان يحيي مؤيديه في إسطنبول أمس (رويترز)
بصعوبة احتفظ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بمنصب الرئاسة من الجولة الأولى، في الانتخابات الرئاسية والتشريعية، التي جرت للمرة الأولى متزامنة، وفقد خلالها «العدالة والتنمية» أغلبيته منفرداً، لكنه حافظ عليها من خلال تحالفه مع حزب الحركة القومية.
اقترعت تركيا أمس في انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة لأول مرة في تاريخها شهدت نسبة مشاركة قياسية تخطت الـ85 في المئة بحسب النتائج الأولية الرسمية.

وبعد فرز أكثر من 90 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، حصل الرئيس الحالي رجب طيب إردوغان على أكثر من 53 في المئة من الأصوات، مما يعني أنه تمكن من حسم الاقتراع من الجولة الأولى، لكن بصعوبة، أمام منافسه الأساسي محرم انجيه مرشح حزب الشعب الجمهوري العلماني.

وبحسب النتائج الأولية غير الرسمية فقد حزب العدالة والتنمية أغلبيته منفردا في البرلمان، لكن تحالفه مع حزب الحركة القومية تمكن من الحصول على أكثر من 56 في المئة من المقاعد.

وتمكن حزب "الشعوب الديمقراطي" الكردي الذي ترشح مستقلا من تجاوز عتبة الـ10 في المئة التي تمكنه من الحصول على نواب.

وشهدت الانتخابات، التي أنهت جولتها الأولى، مساء أمس، أعمال عنف أسفرت عن قتيلين على الأقل وعدد من الجرحى، في حين تحقق الهيئة العليا للانتخابات في عمليات تزوير. وبدأ على الفور فرز الأصوات في الرئاسية ثم البرلمانية.

وجرت الانتخابات بشكل متزامن للمرة الأولى في تاريخ تركيا ومن شأنها أن تحول البلاد إلى نظام رئاسي تنفيذي يحظى بصلاحيات واسعة النطاق.

ومن شأن هذا النظام الجديد، الذي تم إقراره بفارق طفيف خلال استفتاء أجري في أبريل 2017، أن يلغي منصب رئيس الوزراء.

وبدأت حركة موحدة وقوية للمعارضة تهدد سيطرة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان وتأمل على أقل تقدير أن تكون هناك جولة إعادة بحلول الثامن من يوليو. ويأتي مصدر التهديد الأكبر لأردوغان من جانب محرم إنجيه من "حزب الشعب الجمهوري" العلماني.

وأدلى نحو 56 مليون شخص الإدلاء بأصواتهم في 180 ألف صندوق اقتراع على مستوى تركيا. وبدأ التصويت الساعة الثامنة صباحاً وانتهى في الخامسة مساء.

وقال محمد يلدريم وهو عامل نظافة في إسطنبول يبلغ من العمر 48 عاماً "يجب أن يستمر الاستقرار ويمكن لهذا أن يحدث مع إردوغان لذلك انتخبته... أرى أيضاً أننا مع إردوغان نقف أقوى في وجه الغرب".

في المقابل، صرّحت ناخبة تدعى سيما (50 عاماً) بعد أن أدلت بصوتها في إسطنبول "لم تعد هذه تركيا التي نريدها. تُنتهك الحقوق والديمقراطية في حالة مزرية".

وأضافت أنها انتخبت "الشعوب الديمقراطي" الموالي للأكراد حتى يتمكن من تجاوز نسبة العشرة في المئة اللازمة لدخول البرلمان. وإذا دخل الحزب البرلمان فسيكون من الصعب على حزب "العدالة والتنمية" التمتع بالأغلبية.

وقال إردوغان، إن الإقبال على التصويت كان جيداً كالمعتاد. ولا توجد نتائج اعتماداً على استطلاع رأي الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع ومن المتوقع ظهور نتائج أولية خلال الساعات المقبلة.

وهتف مؤيدون لإردوغان باسمه لدى خروجه من مدرسة في مدينة إسطنبول أدلى فيها بصوته حيث صافح الموجودين وسط إجراءات أمنية مشددة.

وقال إردوغان للصحافيين في مركز الاقتراع: "تركيا تقود ثورة ديمقراطية"، مضيفاً أن النظام الرئاسي يجعل تركيا تضع معايير جديدة وتسمو "فوق مستوى الحضارات المعاصرة".

وشدد على أن تركيا "سترفع سقفها من خلال النظام الرئاسي من أجل الوصول إلى مستوى أرفع من الحضارات المعاصرة".

وفي مدينة أرزروم شمال شرقي البلاد، اغتيل رئيس فرع حزب "الخير" القومي المعارض الذي تتزعمه المرشحة الرئاسية ميرال أكشينار في البلدة وشخص آخر ، خلال اشتباكات اندلعت في مركز الاقتراع، عقب وصول مرشح حزب "العدالة والتنمية" إلى المركز للإدلاء بصوته.

وفي إسطنبول، اعتدى أعضاء في الحزب الحاكم بالضرب على نائب رئيس حزب "الخير" أوميت أوزداغ ومرشح الحزب فيدات ينيرير في مركز اقتراع بمنطقة كاتاني.

وقامت الشرطة باعتقال 6 من أعضاء "العدالة والتنمية" على خلفية الواقعة.

وبعد ساعات على بدء التصويت، أعلن رئيس هيئة الانتخابات سعدي جوفين، الشروع في تحقيق قانوني وإداري عاجل بعد الإبلاغ عن خروقات في مراكز اقتراع في بعض مراكز الاقتراع في مدينة سروج في ولاية شانلي أورفا ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرقي البلاد.

وقال بولنت تيزكان الناطق باسم "حزب الشعب الجمهوري" المعارض، إنه تم إقصاء المراقبين عن مراكز الاقتراع في شانلي أورفا "باللكمات والتهديدات والهجمات". وحذر من أنهم "حاولوا الضغط على الناخبين في سروج (...) وحاولوا خلق ما يشبه أجواء تهديد للناخبين".

وعرض تيزكان تسجيلاً مصوراً من سروج، تحدث فيه شخص عن وجود أصوات في صندوق الاقتراع يتجاوز عددها الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم.

وأعلن الأمن ضبط ثلاثة أكياس "شوالات" مملوءة بأوراق انتخابية ممهورة في سيارة تم تفتيشها قرب أحد مراكز الاقتراع في المدينة. وتم توقيف ثلاثة للتحقيق في الأمر.

دعوات لحماية الصناديق

ودعا محرم إنجيه، المنافس الأبرز لإردوغان والمرشح عن "الشعب الجمهوري"، أنصاره إلى التمسك بالأمل. وكتب على حسابه على "تويتر" :"مهما فعلوا، سيخسرون... عصر الفوز بالانتخابات بالاحتيال قد انتهى ... سأحمي أصواتكم بحياتي، وسننجح". وقال، إن على المواطنين حماية صناديق الاقتراع من أي تزوير محتمل.

وقال كمال كيليتشدار أوغلو، زعيم "الشعب الجمهوري"، إن حزبه تلقى شكاوى من وقوع مخالفات، وخصوصاً في شانلي أورفا.

وأعلنت اكشينار التي كانت وزيرة للداخلية في التسعينيات، مما أكسبها لقب "المرأة الحديدية"، أنها تابعت عن كثب ما يحدث في شانلي أورفا.

من جهته، قال الناطق باسم الحكومة بكر بوزداغ أمس، إن النظام الرئاسي سيدخل حيز التنفيذ بجميع مؤسساته وقواعده، عقب صدور نتائج الانتخابات.

صلاحيات الرئيس الجديد

سيملك الفائز في الانتخابات الرئاسية صلاحيات تم تعزيزها بشكل واسع بموجب تعديلات دستورية طرحها الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب إردوغان في استفتاء في أبريل 2017.

في ما يلي أبرز بنودها:

قضت التعديلات الدستورية بنقل الجزء الأساسي من الصلاحيات التنفيذية الى الرئيس الذي سيعين بنفسه الوزراء وكبار الموظفين الحكوميين وسيختار نائباً أو أكثر له. وسيلغى منصب رئيس الوزراء الذي يتولاه حالياً بن علي يلديريم.

من جهة أخرى، ستسمح التعديلات للرئيس بالتدخل مباشرة في عمل القضاء، إذ سيختار بشكل مباشر أو غير مباشر ستة أعضاء في "المجلس الأعلى للقضاة والمدعين" الذي يتولى التعيينات والإقالات في السلك القضائي، فيما يعين البرلمان سبعة أعضاء.

كما أن الرئيس سيكون صاحب القرار في فرض حال الطوارئ قبل عرض القضية على البرلمان.

back to top