أيادٍ بيضاء

نشر في 26-05-2018
آخر تحديث 26-05-2018 | 00:06
تذكرت وأنا أشارك في مجموعة العمل التطوعية الآية الكريمة التي تقول: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا»، فقلت في نفسي: يا ترى من أي فئة هؤلاء الناس؟ وتألمت أن يوجد في بلادنا التي تعد من أغنى البلدان، أناس في مثل ظروفهم وأحوالهم البائسة.
 عفاف فؤاد البدر شاركتُ في مجموعة تطوعية تقوم بتجهيز مؤونة غذائية شاملة من قوت البلد، من أرز وعدس وسكر، بالإضافة إلى الفاكهة والخضراوات، فأعجبني مدى إتقانها العمل، وعملية التعليب والتوزيع المنظمة بطريقة احترافية، ومدى إلمام هذه المجموعة بالأسر المحتاجة والمتعففة المنتشرة في بلادنا، ومحافظتها على سرية هذه العوائل، بحيث لا يطلع كل من يساهم مع أفرادها على تلك الأسماء، مع المحافظة على ماء وجوه المحتاجين حتى إن استدعى الأمر توصيل إلى هذه المؤونة إلى أبواب ديارهم، كما أعجبني همة الشباب والروح المعنوية الفياضة وحب مثل هذا العمل الخيري، وعندما سألت: من تكفل بكل هذه المؤونة من تجهيز الصناديق وشراء الأطعمة بالكيلوات؟ أجابني المسؤول عن هذه المجموعة بأن هذه المجموعة الشابة تعاونت في البذل من مالها ومما يفتح الله عليها من خير.

وبما أن الكمية كانت كبيرة فقد تساءلت في نفسي: لابد أن هناك محسنين كثرين من بلدي ساهموا في مساندة هذه المجموعة، لأن معظم الشباب العاملين في مقتبل العمر، فجزاهم الله كل الخير على هذا المجهود العظيم، وجعله الله في ميزان حسناتهم.

جاءت مشاركتي بهذه المجموعة لعدة أسباب، أولاً لتلبية الفضول الذي بداخلي تجاه مثل هذا العمل، رغم أنها لم تكن المرة الأولى التي أشارك فيها، فقد شاركت من قبل في إعداد وجبات لإفطار الصائمين، أما بالنسبة لمشاركتي هذه فكانت أشبه بمن يجهز أطعمة للاجئين في كل بقاع الأرض وبنفس الصناديق التي كنت أشاهدها في الأخبار متجهة إلى أصقاع العالم، فكانت مشاركة جديدة.

تذكرت وأنا أقوم بتلك المشاركة الآية الكريمة التي تقول: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا»، فقلت في نفسي: يا ترى من أي فئة هم؟ وتألمت في نفس الوقت لوجود مثل هذه الطبقة في بلادنا التي تعد من أغنى البلدان، فبدأت أستغفر وأتوجه إلى الله لقبول هذا العمل.

أما السبب الثاني الذي دفعني للتبرع بالمال، فكان دخول رمضان، وأسأل الله القبول، فضلاً عن التزكية عن الوقت بما يشفع لي يوم القيامة، فالصحة والفراغ من النعم المغبون فيهما كثير من الناس، لذا من الأولى تزكيتهما بما يشفع لنا، ومما أسعدني مجيء كثير من الصغار للمساهمة في مثل هذا العمل وغرس الرحمة والمحبة في قلوب الصغار لفعل الخير، فبارك الله مثل هذا المجهود، وأسأل الله أن يزيدنا إيمانا ووعياً بأهمية انتشار هذه الأيادي البيضاء.

back to top