الصدر يلمح إلى ضم العامري... و«الكتلة الطائفية» تسقط

تقارير عن انشقاقات في «قائمة الفتح»... وحزب الحكيم يثير بلبلة بإعلانه تحالفاً خماسياً

نشر في 22-05-2018
آخر تحديث 22-05-2018 | 00:05
موظفون مدنيون لا يزالون يبحثون عن جثث مقاتلين لـ «داعش» ومدنيين في دجلة وتحت ركام الحي القديم بالموصل بعد 10 أشهر من تحرير المدينة (أ ف ب)
موظفون مدنيون لا يزالون يبحثون عن جثث مقاتلين لـ «داعش» ومدنيين في دجلة وتحت ركام الحي القديم بالموصل بعد 10 أشهر من تحرير المدينة (أ ف ب)
ألمح رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر، الذي بات محور مشاورات تشكيل «الكتلة الأكبر» في البرلمان، إلى إمكانية ضم رئيس قائمة الفتح هادي العامري إلى الحكومة المقبلة، وسط تقارير عن خلافات داخل القائمة، في حين سقط خيار تشكيل كتلة مذهبية، الذي تردد أن طهران تدعمه بعد رفضه من أغلبية الأطراف المؤثرة.
واصل الرجل الأول في العراق بعد الانتخابات، رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر، مشاوراته مع القوى السياسية في محاولة لتشكيل ما يعرف بـ«الكتلة الأكبر» في البرلمان، المخولة حسب الدستور تسمية رئيس جديد للحكومة.

وبعد لقائه زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم، ورئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي زعيم «ائتلاف النصر»، استقبل الصدر مساء أمس الأول في مكتبه ببغداد، رئيس «قائمة الفتح» هادي العامري، الأمين العام لمنظمة بدر.

وقال مكتب الصدر في بيان، إنه «جرى خلال اللقاء بحث تطورات العملية السياسية في البلد، وما أفرزته الانتخابات البرلمانية لعام 2018».

وأوضح البيان أن الصدر أكد «ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة أبوية بأسرع وقت ممكن لتتمكن من تقديم الخدمات للشعب وتعبر عن تطلعاته المشروعة»، مشددا على «أن يكون قرار تشكيل الحكومة قراراً وطنياً وأهمية مشاركة جميع الكتل الفائزة التي تنتهج مساراً وطنياً في تشكيل الحكومة المقبلة».

من جانبه، جدد العامري «تهنئته للصدر على الفوز الذي حققه تحالف سائرون في الانتخابات البرلمانية بالمرتبة الأولى».

ويوصف العامري بأنه مقرب من إيران، لكن الكثير من المراقبين العراقيين يعتبرون هذا الوصف مسطحاً. فقد تمكن العامري من خلال عمله العسكري منذ 2003 وبعد 2014 من بناء علاقة مع دوائر القرار في الجيش الأميركي، ولديه خطوط تواصل مع واشنطن عند الحاجة.

وتمكن العامري من بناء علاقة مع السعودية عبر وزير الداخلية الحالي قاسم الأعرجي الذي ينتمي الى منظمة بدر، والذي زار المملكة أكثر من ثلاث مرات في الأشهر القليلة الماضية.

وهناك خلافات مكتومة بين العامري ومكونات أخرى في «قائمة الفتح» مع أحزاب مرتبطة بشكل أكثر بإيران، مثل زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزغلي المتورط في الحرب السورية. ويتحدث مراقبون عراقيون عن محاولات لضم العامري الى الحكومة المقبلة، من خلال شق «قائمة الفتح».

في سياق متصل، رفض العامري، الحديث عن تشكيل كتلة شيعية فقط. وقال مساء أمس الأول: «إننا عازمون على تجاوز الطائفية وتشكيل الكتلة الوطنية الأكبر التي تضم كل المكونات لمعالجة مشكلات البلد»، مضيفا، أن «الحديث عن تشكيل كتلة شيعية فقط لا أساس له من الصحة».

وأشارت تقارير الى مساعي إيرانية لتكرار السيناريو الموجود حاليا، حيث يعتبر التحالف الوطني الذي يضم كل الاحزاب الشيعية الكتلة الأكبر.

وكان المتحدث باسم تيار الحكمة محمد جميل المياحي أثار بلبلة بعد اعلانه في بيان، ان «الساعات الـ72 المقبلة ستشهد تحالفا بين سائرون (الصدر) والنصر (العبادي) والحكمة (الحكيم) والفتح (العامري)».

في المقابل، تحدثت مصادر عن لقاءات وشيكة ستجمع بين خمسة رؤساء ائتلافات لتشكيل تحالف، يضم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، والعبادي والصدر، إضافة إلى زعيم تحالف «القرار» رجل الاعمال السني خميس الخنجر، وائتلاف «الوطنية» أياد علاوي.

«النصر»

في غضون ذلك، أكد حسين العادلي المتحدث باسم ائتلاف النصر بزعامة رئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي، أمس، أن ائتلافه منفتح على جميع الكتل بالتفاهمات والحوارات لتشكيل «الكتلة الأكبر».

وقال العادلي، إن «ائتلاف النصر اليوم ما زال بمرحلة التفاهمات والاتفاق على الأسس والمعايير للمرحلة المقبلة، ونحن بحاجة إلى الاتفاق على رؤية عامة لتحديات الخطوة القادمة من قضايا السيادة وملفات الأمن والاقتصاد ومكافحة الفساد وطريقة إدارة الحكم».

تغريدة الصدر

ومرة جديدة لجأ الصدر إلى «تويتر»، حيث بات آلاف العراقيين ينتظرون تغريداته لاستشراف ملامح المرحلة المقبلة، وكتب مساء أمس الأول: «بعد أن بنى الشعب بصوته السلطة التشريعية من خلال الملحمة الانتخابية الرائعة، فعلى السلطة التنفيذية القادمة أن تبني للشعب أسس العدل والرفاهية والأمان، لا أن تبني قصورا وجدرانا».

وأضاف: «كلا للجدر الخضراء وكلا للفساد، وكلا للتحزب، وكلا لأزيز الطلقات»، مشددا «لابد أن تكسر فوهة البندقية ويقف ضجيج الحرب».

back to top