الليث بن سعد... سخاء بلا حدود

نشر في 22-05-2018
آخر تحديث 22-05-2018 | 00:00
No Image Caption
من أبرز صفات الإمام الليث بن سعد صفة الكرم والسخاء، فمع كثرة علمه وفقهه وورعه، كان رحمه الله كريما معطاء، حتى عُرف بهذه الصفة وصارت من سجاياه التي لا تنفك عنه بحال من الأحوال، وله مواقف كثيرة تدل على كرمه وعطائه وعظيم فضله.

وقال أحد علماء الأزهر الشريف، د. مصطفى نوارج، إن للإمام الليث مواقف عظيمة في السخاء منها ما ذكر من أن الإمام الليث سمع عن كلام منصور بن عمار في الجامع، فأعجب بما قال وأرسل إليه وأعطاه عطاء، وكرر هذا العطاء، ووعده بأن له مثل هذا العطاء كل سنة، وذلك رواه محمد بن موسى الصائغ حيث قال: سمعت منصور بن عمار يقول: تكلمت في جامع مصر يوما، فإذا رجلان قد وقفا على الحلقة فقالا: أجب الليث! فدخلت عليه فقال: أنت المتكلم في المسجد؟ قلت: نعم. قال: رد علي الكلام الذي تكلمت به. فأخذت في ذلك المجلس بعينه، فرقّ وبكى حتى رحمته، وسرى عني، وأخذت في صفة الجنة والنار، فرق وبكى حتى رحمته، ثم قال: ما اسمك؟ قلت: منصور، قال: ابن من؟ قلت: ابن عمار. قال: أنت أبوالسرى؟ قلت: نعم. قال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك.

ثم قال: يا جارية. فجاءت فوقفت بين يديه، فقال لها: جيئي بكيس كذا وكذا، فجاءت بكيس فيه ألف دينار، فقال: يا أبا السرى خذ هذا إليك وصن هذا الكلام أن تقف به على أبواب السلاطين، ولا تمدحن أحدا من المخلوقين بعد مدحتك لرب العالمين، ولك عليّ في كل سنة مثلها. فقلت: رحمك الله إن الله قد أحسن إليّ وأنعم. قال: لا ترد عليّ شيئا أصلك به، فقبضتها وخرجت.

قال: لا تبطئ علي، فلما كان في الجمعة الثانية أتيته فقال لي: اذكر شيئا، فتكلمت، فبكى وكثر بكاؤه فلما أردت أن أقوم قال: انظر ما في ثني هذه الوسادة وإذا خمسمائة دينار. فقلت: عهدي بصلتك بالأمس. قال: لا تردن عليّ شيئا أصلك به.

وتابع د. نوارج: هذا الموقف الرائع من الإمام الليث يظهر لنا جانب العطاء والكرم الذي يغلب عليه، وكيف لا وقد قيل عنه: كان دخله ثمانين ألف دينار، ولم تجب عليه الزكاة؛ لأنه كان ينفقها ولا يحول عليه الحول وعنده منها دينار واحد، وفى ذلك أمثلة كثيرة على عطاء وسخاء الإمام الليث.

back to top