رمضان ينعش سوق التمور... و«البرحي» يتصدر المشهد

مواطنون يشتكون استغلال الباعة ورفعهم الأسعار... والتجار يؤكدون أن الثمن مخفض

نشر في 15-05-2018
آخر تحديث 15-05-2018 | 00:03
على أعتاب شهر رمضان المبارك، تحركت أسواق التمور بشكل لافت وسط شكوى مزدوجة من المستهلكين عن ارتفاع الأسعار، ومن الباعة عن تراجع الإقبال.
يشهد سوق التمور رواجاً كبيراً، تزامناً مع حلول شهر رمضان الكريم، وضخ الوكلاء والتجار كميات كبيرة من التمور بمختلف أنواعها في السوق الكويتي لتلبية احتياجاته من الثمرة المفضلة للصائمين خلال الشهر الفضيل، ولاسيما البرحي والخلاص اللذين يأتيان في مقدمة ما يكون الإقبال عليه لافتاً.

ورغم حرص الجهات الرقابية على ضبط الأسعار، فإن كثيراً من المواطنين والوافدين أعربوا لـ"الجريدة" عن انزعاجهم من الارتفاع غير المبرر في أسعار الضيف الأكثر حضورا على موائد الإفطار، حتى إن بعض أنواعه زادت إلى 5 دنانير للكيلو غرام.

في مقابل ذلك، أكد عدد من التجار في سوق التمور بمنطقة الشويخ أن الأسعار ثابتة منذ العام الماضي دون أي زيادة، مبينين أن التمر هو السلعة الوحيدة التي لم يرتفع ثمنها من بين جميع السلع الأخرى التي يتضاعف ثمنها باستمرار.

"الجريدة" جالت في أسواق التمور بمنطقتي الشويخ والمباركية للوقوف على حركة البيع والأنواع التي تلاقي إقبالاً من المستهلك.

البرحي والخلاص

بحسب الباعة فإن الأغلبية العظمى من التمور المتوافرة بالسوق يتم استيرادها من المملكة العربية السعودية وبالأخص مناطق القصيم والخرج والحسا، ويأتي البرحي والخلاص والسكري على رأس القائمة في السوق المحلي، حيث يقبل عليها الزبائن بشغف كبير.

يقول احمد السمران، مدير إدارة بوزارة المواصلات، إن "الخلاص" السعودي أفضل أنواع التمور ويحرص على تناوله يوميا عند الإفطار منذ طفولته، مشيراً إلى أن أسعاره هذا العام تشهد زيادة يعود سببها للجشع الذي يصيب التجار مع زيادة إقبال المواطنين على التمر خلال الموسم الرمضاني.

تحدي الأسعار

من جهته يرى الحاج محمد النشمي، مزارع وتاجر تمور، أن الأسعار لم تختلف عن العام الماضي، وتتميز بالثبات على عكس أسعار أغلبية السلع التي ترتفع بشكل دائم، بل على العكس يوجد تحد بين التجار في تخفيض الأسعار وإقامة المهرجانات والعروض لجذب الزبائن، وهو ما يستطيع أي شخص ملاحظته بمجرد التجول بين المحلات بسوق التمور.

وأضاف النشمي: "من خلال خبرتي التي تتعدى 27 عاماً في هذا المجال، عجوة المدينة هي أفضل أنواع التمور على الإطلاق، لما تتميز به من قيمة صحية وروحية، ويوجد بالمدينة 40 نوعاً من التمور أغلبها جاف وأشهرها البرني والمبروم وعنبرة المدينة، كما أن الخلاص السعودي هو الأعلى مبيعا بدول الخليج".

التمور المحلية

وأشار إلى أن الديرة بها أكثر من 50 نوعاً من التمور أبرزها البرحي الذي يعد من أجود الأنواع ويؤكل رطبا في موسم الصيف، وكذلك الخلاص وأم الدهن والشقراء.

وأوضح أن أغلب تمور الكويت سوداء بسبب التربة الرملية، ويتركز إنتاج التمور بمنطقتي الوفرة والعبدلي حيث يتم تصدير الفائض الكبير من الإنتاج للخارج، وأغلبه على شكل مساعدات وصدقات للدول الفقيرة.

وطالب ببناء مصانع لتعبئة التمور وتجهيزها للتصدير كون مصانع التمور في البلاد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، كما نصح المزارعين بتعليب الرطب وتثليجه ليتوفر فائض خلال شهر رمضان، محذرا من كبس المحصول نظرا لتحوله للون الأسود سريعا بسبب طبيعة التربة في الكويت.

وأكد النشمي أن الإقبال هذا الموسم كبير كعادته خلال السنوات السابقة، مع حلول شهر الصيام.

أما فيصل الحويس، تاجر تمور، فشدد على أن الأسعار تنافسية ومتطابقة مع الموسم الماضي تماما، مبيناً أن الإقبال الكبير خلال الأيام الحالية ساهم في خلق حالة من التنافس الشريف بين التجار لجذب الزبائن، وأن أغلب زبائنه يفضلون "الناشف" و"الخلاص".

ويقول صالح الجريري (بائع تمور يمني بالمباركية)، إن الشعب الكويتي يعشق التمور، بوصفها وصية نبوية، كما أن لها فوائد صحية متعددة، مبيناً أنه يمتهن بيع التمر بالمباركية منذ حوالي 20 سنة، وأكثر الأنواع جذبا للزبائن الخلاص السعودي، وعجوة المدينة، والسكري والبرحي الكويتي، وذكر أنه يبيع تمر الخلاص بثمن 1.5 دينار، وكذلك السكري، أما البرني فسعره دينار وربع.

وذكر خليفة عثمان (مصري)، أن تمور منطقة الخليج، وبخاصة السعودية، هي الألذ والأكثر جودة وهي المفضلة له ولعائلته في رمضان، موضحاً أنه يحرص على شراء الخلاص والبرحي وإرساله إلى ذويه بمصر سنويا، غير أن الأسعار تشهد ارتفاعا ملحوظا هذا العام عن الأعوام السابقة.

أما سعد بن هبلة، موظف بوزارة الخارجية، فأكد ضرورة تفعيل دور الجهات الرقابية لوقف الاستغلال وضبط الأسواق وتوحيد الأسعار، حيث لاحظ ارتفاع سعر الخلاص السعودي ووصوله إلى 5 دنانير عن العام السابق، وهي زيادة غير مقبولة.

تراجع الإقبال عن العام الماضي

يرى فيصل الشمراني، أن الإقبال قل عن العام الماضي بسبب تغير العادات الاجتماعية وتفضيل شريحة كبيرة من المجتمع إنفاق أموالها على الحلوى والمعجنات الجاهزة، وبخاصة مع اعتماد "التموين الكويتي" صرف التمور للمواطن بجانب باقي السلع التموينية.

ويضيف الشمراني: "أجود أنواع التمور مصدرها السعودية ومنتجاتها تغزو السوق الكويتي، بخلاف البرحي الكويتي الذي يتميز بمذاق رائع، كما أن تمر القصيم هو الأفضل على الإطلاق ويستحق شهادة الجودة العالمية".

back to top