الكويت: اتفاق الكوريتين يعيد أمن العالم

كيم يكتب تاريخاً جديداً مع الجنوب بإعلان نهاية الحرب ونزع الأسلحة النووية
• «إعلان بانمونجوم» يشمل وقف التسلح وتحويل الحدود المحصنة إلى منطقة سلام دائم
• إشادات دولية بجرأة مون وضيفه... وترامب يحدد مواقع قمته ويدعو الأميركيين للفخر

نشر في 28-04-2018
آخر تحديث 28-04-2018 | 00:10
كيم يوقع بلوحة الشرف في بانمونجوم بحضور مون أمس (رويترز)
كيم يوقع بلوحة الشرف في بانمونجوم بحضور مون أمس (رويترز)
بعد عام من تهديدات أثارت مخاوف من اندلاع حرب نووية، كتب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ورئيس كوريا الجنوبية مون جيه تاريخاً جديداً بتعهدهما الجريء بوضع نهاية رسمية لحربهما، ونزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة، في خطوة لاقت ترحيباً عالمياً كانت الكويت في طليعة المعربين عنه.

وأشاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية بشجاعة الزعيمين وسعيهما إلى نزع فتيل التوتر بين بلديهما، مرحباً بما صدر عن قمتهما من بيان ينص على إخلاء «شبة الجزيرة» من الأسلحة ‏النووية بنهاية هذا العام، ويؤكد نهاية الأعمال العدائية بين الكوريتين بكل أشكالها، وإعادة الأمن إلى العالم بأسره.

وأعرب المصدر عن أمله أن يشكل هذا الاتفاق التاريخي، بما تضمنه من قرارات مهمة، نموذجاً لوضع نهاية لما يشهده العالم من نزاعات وبؤر توتر لينعم بالأمن والاستقرار.

اقرأ أيضا

وعقب مصافحة تاريخية انتظرها الكوريون منذ أكثر من عشر سنوات ومحادثات مغلقة على جلستين، وقع كيم ومون «إعلان بانمونجوم»، الذي تضمن العمل على التوصل إلى اتفاق لتحقيق سلام «دائم» و«راسخ» في شبه الجزيرة وتعهدات بالحد من التسلح ووقف «الأعمال العدائية» وتحويل الحدود المحصنة بين البلدين إلى «منطقة سلام» والسعي لإجراء محادثات متعددة الأطراف مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة.

وقبل أسابيع من لقاء كيم مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبحث نزع السلاح من شبه الجزيرة الكورية، التقى الزعيم الكوري الشمالي نظيره الجنوبي على خط التماس العسكري الفاصل بين البلدين، وتصافحا نحو نصف دقيقة، قبل أن يخاطب كيم الكوريين، قائلاً: «إننا اليوم عند خط بداية يسطر فيه تاريخ جديد من السلام والرخاء والعلاقات»، مضيفاً: «نحن أمة واحدة ودم واحد، ولا شيء سيفرقنا».

ورغم الإعداد الدقيق لبرنامج القمة، خرج كيم عن القواعد المرسومة بدعوته الرئيس الجنوبي إلى مرافقته إلى الجانب الشمالي من الحدود، حيث تبادلا من جديد مصافحة حارة.

وأتاح الرجلان للمصورين التقاط الصور في هذه اللحظة التاريخية، حيث أصبح كيم أول زعيم كوري شمالي يطأ أرض كوريا الجنوبية منذ نهاية الحرب الكورية (1950-1953).

بعدها انطلقا، يداً بيد، إلى الجنوب، حيث تلقيا زهوراً من أطفال يسكنون قرية قريبة من المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.

وبعد الظهر، زرع الرئيسان، بصورة رمزية، شجرة قرب خط التماس العسكري، ثم قاما بنزهة طويلة في المنطقة المنزوعة السلاح، حتى منصة خشبية زرقاء مرتفعة، حيث تحدثا في الهواء الطلق من دون وجود مستشارين.

وانتهت القمة بعد عشاء شاركت فيه زوجتا الزعيمين، إضافة إلى مغنين من البلدين وعدد من كبار الشخصيات، ليعود كيم بعدئذ إلى كوريا الشمالية عبر الخط الفاصل بين الدولتين.

وأشاد زعماء العالم بالتعهد الجريء لزعيمي الكوريتين، إذ كتب ترامب، في تغريدة على «تويتر»: «إعلان نهاية الحرب الكورية! أميركا لابد أن تكون فخورة بما يحدث الآن»، مضيفاً: «تحدث أمور جيدة، لكن الوقت كفيل بإثبات ذلك!».

وبعدما تحدث عن خمسة مواقع، حدد ترامب أمس «موقعين أو ثلاثة» فقط مطروحة لعقد القمة المرتقبة مع كيم.

وإذ أشادت «الخارجية» الصينية بالخطوة التاريخية وشجاعة الزعيمين السياسية، أمل رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي «بشدة أن تتخذ كوريا الشمالية خطوات ملموسة» في حل مسألة برنامجها النووي والصاروخي ومسألة المواطنين اليابانيين المختطفين.

وبينما اعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن «المستحيل يمكن أن يصبح ممكناً بالإرادة الطيبة وشجاعة الأفراد»، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ: «الناتو يؤيد بشكل كامل حلاً سياسياً للتوترات في تلك المنطقة».

وذكر رئيس وزراء إيطاليا، باولو جينتيلوني: «أعلنت الكوريتان انتهاء الحرب. مر أكثر من 60 عاماً. المستقبل حافل بالمجهول، لكنه يوم تاريخي».

back to top