غذاؤك سر اتزانك

نشر في 27-04-2018
آخر تحديث 27-04-2018 | 00:06
الوعي الغذائي الصحي والمحافظة على الأفكار الإيجابية وبث روح العطاء بين أفراد الأسرة أو المجتمع كله ستنمي روح الألفة والمحبة بين الأفراد بدون تعصب للون أو دين أو جنسية، وتحافظ على سلامة العقول والأجسام عند الأطفال والناشئين الذين هم استثمار المجتمعات المتقدمة!
 د. روضة كريز جميعنا نعلم مسبقا أن عالمنا أصبح مصاباً بالجنون، ومليئا بالأشخاص غير العقلانيين، من مجرمين ومفسدين ومرضى ومنتهكين للقانون ومغالين في الأديان، كما أننا نعيش في عالم تسيطر فيه الثقافة العامة على عقولنا وآرائنا فتفسدها بقيود شخصية أو وحيدة الاتجاه في الرأي، ويبقى الشخص منا بلا اتزان نفسي أو عملي أو شخصي، فيطغى الظلم وسوء الظن على تفكيره وطريقة تعامله مع الآخرين!

في عالمنا الملوث فكريا وصحيا، انتبهت مؤخرا معظم المجتمعات المتقدمة إلى أنها سلطت الإضاءة على أهمية الثقافة الغذائية بين الأسر وسكان البلاد، وأثبتت أن للغذاء الصحي والمتنفس الهوائي أهمية علاجية كبيرة في كبح الجرائم والتعصب المجتمعي والتطرف والتشاؤم، فالوعي الغذائي الصحي والمحافظة على الأفكار الإيجابية وبث روح العطاء بين أفراد الأسرة أو المجتمع ككل ستنمي روح الألفة والمحبة بين الأفراد بدون تعصب للون أو دين أو جنسية، وتحافظ على سلامة العقول والأجسام عند الأطفال والناشئين الذين هم استثمار المجتمعات المتقدمة!

فالتلوث الكيميائي نصيب به أطفالنا، فنضعهم بقهر براءاتهم تحت أدوية التطعيم منذ الولادة، وحين يبلغ المولود 6 أشهر نعطيه ماء معدنياً غنيا بالمضادات الحيوية إذا مرض، بالإضافة إلى الحليب الصناعي، حتى لو لم يكن ذلك غذاؤه منذ الولادة! ثم نشغله بالهاتف المحمول منذ الشهر التاسع، ونضعه أمام شاشات الكمبيوتر أو التلفاز لساعات تغسل دماغه وتملأ آذانه ضجيجاً لا معنى له، مما ينعكس سلبا على نطقه وطريقة تفكيره ويؤثر على صحته وتعامله مع أقرانه!

لذلك أصبحت مهارات الفكر والإبداع سلعة نادرة في هذه الأيام لما أصاب أدمغتنا وأجسامنا من سموم الغذاء والماء وملوثات الهواء، وفصم أكسجين الدم الحر آليا بما يسمى "أكسجة الجسم"! وبقي انفصام الفكر والتقاليد والأخلاق يبحث عن حر قوي يثبته في طبيعة بعض الأشخاص! فلا نلنا الهواء النقي ولا الغذاء الطبيعي ولا الماء الصحي، حتى الأمطار أصبحت غيوما كيميائية ترسل في الجو لتسقي الأرض سُمّاً.

فالتخلص من جميع الملوثات الغذائية، والتركيز على تناول المكسرات النيئة والفاكهة والخضراوات، وأخذ بعض أكواب شراب النعناع والبابونج أو اليانسون أو دهن الجسم بنقاط من زهور الفاليريانا سيقوي الدم ويخفف حالات التوتر، كما أن قليلا من نبات الجنسنغ أو الجينكو والكركم له مفعول منشط للدورة الدموية والذاكرة، ويضفي نشاطا وتركيزاً أكبر أثناء العمل.

ويفضل التأكد من عدم وجود نقص في التغذية، واعتماد عصائر الخضراوات والفواكه، كالجزر والتفاح والليمون، والشمندر، وقبل اللجوء إلى المضادات الحيوية استعينوا بالغذاء الرباني من صلاة ودعاء وتفكر وتأمل، فإنه يساعد في الوصول إلى التوازن النفسي والتخلص من الضغط العصبي، علاوة على آثاره الإيجابية على الصحة العامة للجسم.

* باحثة سموم ومعاجة بالتغذية

back to top